تبريرات لتمرير مؤامرة تعويم-الوطن العمانية

كما هو معروف أن ما يسمى “الربيع العربي” لم يكن سوى مؤامرة كونية صهيو ـ غربية للقضاء على الدول العربية المحورية المركزية وتدمير جيوشها التي أعادت كتابة التاريخ العربي بدمائها دفاعا عن الأرض والعرض والشرف والكرامة، مثلما بدا ذلك واضحا من استهداف العراق والإطاحة بجيشه بحله من قبل بول بريمر المندوب السامي للاستعمار الأميركي، تمهيدا لوصول العراق إلى الوضع الراهن وإلى مشارف تقسيمه إلى أقاليم طائفية، ومثلما بدا في ليبيا على النحو المشاهد من الانعدام الكارثي لمعنى الدولة في ليبيا، وعلى النحو المشاهد أيضا في سورية ومصر، حيث يراد لهما أن يلحقا بالعراق وليبيا، عقابا وانتقاما لدور الجيشين السوري والمصري ومعهما الجيش العراقي في خوض حروب كرامة ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك لتجريد دول المنطقة من الجيوش، وقتل النَّفَس المقاوم والرافض للاستعمار الصهيو ـ غربي.

ويأخذ هذا الانتقام والعقاب الصهيو ـ غربي في إطار مخطط إعادة استعمار المنطقة وتقسيمها تحت عنوان ما يسمى “مشروع الشرق الأوسط الكبير”، أشكالا مختلفة ليس فقط باستهداف الجيش ومعسكراته والمقرات الأمنية واستهداف البنية التحتية للدولة كوسيلة لإسقاطها، وإنما تجاوز إلى إلحاق الأذى بالشعب نفسه، وخاصة المكونات الوطنية ذات الولاءات المعروفة بانتمائها لوطنها، والرافضة لكل لون من ألوان الإرهاب والتخريب والتدمير، والرافضة للانخراط في صفوف معسكر الإرهاب وداعميه أو تأييده وتكوين حاضنات له.

اليوم تقدم الولايات المتحدة وحليفها الاستراتيجي كيان الاحتلال الإسرائيلي أدلة إضافية على مدى وقوفهما المباشر وراء مؤامرة تدمير المنطقة وتخريبها وضرب أمنها واستقرارها وتهجير شعوبها، والانتقام خاصة من كل مواطن عربي أو طائفة عربية أضافت أسطرا جديدة في تاريخ النضال العربي والمناضلين الشرفاء العرب ضد الاستعمار الصهيو ـ غربي، وأطاحوا بمخططاته وعرقلوا مشاريعه التدميرية.

ففي الوقت الذي تشكو فيه الولايات المتحدة دون حرج أو حياء وعلى لسان وزير دفاعها أشتون كارتر ومارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية من نقص في أعداد الإرهابيين الذين تدربهم تحت كذبة “المعارضة المعتدلة”، يواصل كيان الاحتلال الإسرائيلي احتضان إرهاب ما تسمى “جبهة النصرة” ودعمه وتوجيهه وتوظيفه فيما يريد ضربه من أهداف، فلم يكن من قبيل المصادفة أن يحرك الاحتلال الإسرائيلي جبهة الجولان السوري المحتل إرهاب النصرة نحو الدروز لاستهدافهم، سواء في محافظة إدلب أو محافظة السويداء أو قرية حضر في القنيطرة بالجولان السوري، وإنما يأتي في إطار إلحاق الأذى والانتقام من الطائفة الدرزية لما أبدته من مواقف تاريخية ونضالات ضد الاستعمار الصهيو ـ غربي، وتمزيقها الهويات الإسرائيلية التي حاول الصهاينة وضعها بتلك الهويات تحت عباءتهم وتبعيتهم، بدءا من المقاوم والثائر الدرزي سلطان باشا الأطرش الذي قاوم الاستعمار الفرنسي في العام 1925 ورفض إقامة دولة درزية في جبل الدروز، وانتهاء بدور الدروز بمحافظة السويداء في إحباط مخطط معسكر التآمر والعدوان للسيطرة على المحافظة ومطار الثعلة بها، ولإعلانهم الولاء للدولة السورية واشتراكهم مع الجيش العربي السوري في محاربة الإرهاب المدعوم أميركيّا وإسرائيليّا وإقليميّا ومن بعض العرب، وخروجهم في مظاهرات تأييد للدولة السورية ولجيشها ولقيادتها. ولذلك الحديث الإسرائيلي عن القلق والانزعاج على مصير الدروز بعد العدوان الإرهابي الذي شنته ما تسمى “جبهة النصرة” على السويداء في الوقت الذي ترفرف فيه راية “إرهاب النصرة” بجوار راية إرهاب الكيان الإسرائيلي الغاصب، هو حديث مفضوح ولا يمكن تفسيره إلا على أنه محاولة لتبرير الإرهاب الذي سيشنه كيان الاحتلال الإسرائيلي على الدروز عبر ذراعه المسماة بـ”جبهة النصرة”، واتخاذ ذلك ذريعة لحمايتهم بإقامة منطقة حظر وغيرها. كما أن الشكوى الأميركية عن نقص الإرهابيين لتدريبهم على قتل الشعب السوري، هي محاولة مكشوفة ومفضوحة لتعويم إرهاب “جبهة النصرة” واعتبارها هي “المعارضة المعتدلة”.

رأي الوطن

انظر ايضاً

الوطن العمانية: عودة سورية إلى الجامعة العربية تعيد الدور العربي لمكانته الصحيحة

مسقط-سانا أكدت صحيفة الوطن العمانية في افتتاحيتها اليوم أن العودة السورية إلى الجامعة العربية تمثل …