حمص-سانا
تتعانق بيوت قرية تلحوش الواقعة إلى الشمال الغربي من منطقة تلكلخ في ريف حمص الغربي55 كم عن مدينة حمص على سفح جبل وواد لتبدو للناظر إليها من أسفل متلاصقة بصورة تعكس طيبة ومحبة أبنائها وتآلفهم على مر السنين وتضامنهم في مختلف الظروف والأحوال.
وتمتلك تلحوش جميع مقومات السياحة ففيها الجبل والوادي والهضاب والنبع والنهر والسهول الخضراء التي تبعث على الفرح والراحة والاستمتاع بأجواء الريف السوري.
وأوضح المربي مالك عبد الكريم من أهالي القرية لنشرة سانا سياحة ومجتمع أن تلحوش تتميز بغنى طبيعتها وتنوع بيئتها ما بين جبل وواد وسهول خضراء يزينها النبع الموجود بالقرية منذ القدم والمعروف باسم نبع خليفة والذي بني عليه سد خليفة ما ساهم في تنشيط الزراعة المهنة الأساسية للسكان المحليين.
وأضاف عبد الكريم إنه “بجوار النبع يتوضع تل الذهب وهو يتمتع بقيمة أثرية وتاريخية حيث وجدت فيه لقى فخارية وقطع معدنية وعملات ذهبية وجرار واباريق فخارية وتدل الأعمدة الأثرية في موقع النبع والنهر إلى وجود آثار لقصر يدعى قصر الخليفة”.
ويجاور القرية من الشمال أراضي قرية بحزينا و قسم من أراضي قرية برج عرب ومن الغرب تمتد سهول القرية المزروعة بمختلف أنواع المزروعات والمحاصيل و على رأسها الفستق العبيد الذي تتم زراعته على مساحة نحو 150 هكتارا حيث تروى من نبع خليفة والسد الموجود عليه.
كما تحد القرية من الشرق الجنوبي قرية شلوح ومن الجنوب نعرة وفي الجهة الشمالية الشرقية يقع سد تلحوش وتبلغ طاقته نحو 52 مليون متر مكعب من المياه ووصل تخزينه هذا العام لأكثر من 40 مليون متر مكعب ما ساهم بانتعاش النشاط الزراعي بالقرية والقرى المجاورة.
وتطل القرية القديمة التي يبلغ عدد سكانها حاليا نحو ألفي نسمة ويعمل معظمهم بالزراعة على نبع خليفة والسهول المنبسطة غربا وتصل الرؤية فيها بحسب عبد الكريم من أهالي القرية.
حتى البحر في محافظة طرطوس حيث تبعد القرية عن طرطوس 45 كم ولا تزال بعض البيوت القديمة المبنية من الحجارة والطين والقدد الخشبية والسواميك قائمة رغم انتشار الأبنية الحديثة.
وتعود تسمية القرية كما يقول عبد الكريم إلى وقوعها فوق تل في منظر يجسد تلاصق البيوت فيها وكأنها ضمن حوش واحد لذا اطلق عليها اسم تل حوش حيث كان الناس قديما يسهرون على اسطح المنازل صيفا و خلال جني المحاصيل في جلسات ودية فيها الكثير من الألفة والانسجام والمحبة بين بعضهم كما أرضها الغنية والمعطاءة بجميع أنواع المزروعات.
ومن نبع خليفة في القرية يسير النهر المسمى باسمه ليروي الأراضي الزراعية على جانبيه ويقصده السياح من مختلف المناطق ويتم حاليا استثمار بعض المطاعم السياحية الواقعة بالقرب من النبع كما يوجد بئرين تحت السد بجوار النبع يتم من خلالهما ارواء القرية والقرى المجاورة و يصل النهر شتاء حتى البحر في طرطوس وصيفا يستفيد منه المزارعون في سقاية اراضيهم ومزروعاتهم.
من جهته أشار محمد حمد رئيس بلدية نعرة التي تتبع لها قرية تلحوش أنه يتبع للبلدية تسع قرى في المنطقة وهي برج عرب والزينبية وكفر ريش وشلوح وعين التينة الغربية والمصيدة وكلموخ والميدان مبينا أنه تم توصيف منطقة السد في قرية تلحوش بالسياحية نظرا لامتلاكها كل مقومات السياحة حيث تمتد على مساحة 250 هكتارا و تتمتع بمناظر طبيعية ساحرة فيها الخضرة والماء والهواء العليل وجوها معتدل صيفا وبارد شتاء.
تمام الحسن