اللاذقية-سانا
بعد مجموعتها القصصية الأولى والتي حملت عنوان مذكرات فراشة تتأهب القاصة الشابة نور شيخ محمد لاطلاق كتابها الثاني متضمنا 12 قصة قصيرة تستكمل من خلالها مشروعها السردي الذي بدأته بمعالجة عدد من الظواهر المجتمعية ذات الأثر السلبي على شريحة الشباب عموما لتعرض فيه جملة من المعوقات والصعوبات التي تعترض مسيرتها الحياتية وتحد من طموحاتها وانجازاتها.
وتتضمن المجموعة الجديدة والتي لم تضع لها شيخ محمد عنوانا نهائيا بعد عددا من النصوص القصصية منها على بعد وردتين وبحر وضفيرة للحب وطيش البنفسج وسواها حيث تأتي هذه السرديات القصيرة لتؤطر شغف أديبة شابة تعتبر القلم ملاذها الأكثر تحررا وامنا.
وتقول شيخ محمد لنشرة سانا الشبابية أنها تستقي شخوصها الأدبية من واقع الحياة والبيئة التي تعيش فيها لتعكس بذلك نبض الشارع اليومي وهموم الإنسان العادي.
وذكرت أن تجربتها القصصية بدأت قبل سنوات طويلة لكن انطلاقتها الحقيقية جاءت من خلال حصولها على المركز الأول في مسابقة آذار للأدباء الشباب قبل ست سنوات عن قصة بعنوان نعش الأحلام فكانت الجائزة حافزا لها لتقدم مساحات جديدة تمتلك فيها مزيدا من أدوات الكتابة كما حفزتها على مشاركة جديدة في المسابقة نفسها للعام الحالي لتفوز مرة أخرى بالمركز الأول عن قصة بعنوان ضفيرة للحب.
وبينت الأديبة الشابة أن طقوسا معينة تحكم كتابتها القصصية فهي غالبا ما تبدأ القصة بجملة تلخص مجمل ما تريد قوله وتختزل عبرها خلاصة أحاسيس وأفكار تدور في داخلها حول مفهوم ما لتبدأ لاحقا بتطوير هذه الفكرة أو تلك إلى أسطر وصفحات مطلقة العنان لمشاعرها وصولا إلى نهاية القصة مؤكدة أن هناك قصصا ترى نهايتها مسبقا لكن الغالبية العظمى من حبكاتها تسير نحو نهايات تفرضها الشخصيات القصصية التي تترك لها الحرية الكاملة في تقرير مصيرها.
وقالت “قصصي ليست خيالية فغالبا ما استلهم أفكاري وشخوصي من أناس أقابلهم ومن مواقف وأحداث أعايشها أو أسمع عنها ولذلك فإن ولادة قصة جديدة لا تستغرق مني أكثر من ومضة ذاكرة أو لحظة تأمل أو كلمة تصل إلى مسامعي لتبدأ القصة بالتكون انطلاقا من مقدمة أسعى عبرها إلى جذب المتلقي وايقاعه في خديعة الحكاية فالبداية هي التي تحدد نجاح القصة أو إخفاقها على رأي الكاتب الأميركي ادغار الان بو وكذلك الخاتمة التي تتطلب قوة تترك لدى القارىء صدمة ما فلا ينتهي النص على الورق ألا ليبدأ من جديد بالنسبة للقارىء”.
وأكدت شيخ محمد أن الأدب نتاج إنساني فلا بد من أن تنعكس تحديات الواقع عليه بمختلف الأشكال والمضامين مشيرة إلى أنه من غير الممكن لأي أدب أن يكون طليعيا إلا عندما يعكس هذا الواقع ويقدم رؤية رحبة لآفاقه كلها فيسهم بذلك بدفع حركة تطوره باتجاه تحرر الإنسان فالأدب في النهاية هو مرآة الواقع ومهمته نقل الصورة الحقيقية بمصداقية و شفافية.
وحول تقنياتها القصصية أوضحت شيخ محمد أن نصوصها تقوم على التكثيف اللغوي بما يخدم زاوية الأحداث التي تدور حول فكرة معينة وغالبا لا تتسم القصة القصيرة بتنوع واسع في الشخصيات كما هي الحال في الرواية إنما تكتفي بشخصية واحدة نظرا لأن الأحداث تدور في فلك لحظة محددة وحول موضوع واحد خلافا للرواية التي تحتاج نفسا طويلا وشخوصا متعددة بالإضافة إلى محاور متعددة تلتقي في ذروة واحدة.
وبينت أن التحول الكبير الذي طرأ على العالم ترك آثاره على المجتمعات عموما وعلى جيل الشباب خاصة حيث بدأ هذا الجيل برمته بالانزلاق نحو مناخات الحداثة وقالت “كوني جزءا من هذه الشريحة أجد من الصعب تقييم وضعها تماما إلا أنه ليس من الصعب ملاحظة التدهور الثقافي الذي لحق بفئة من الشباب التي وقعت فريسة سلبيات التكنولوجيا وجاءت الأزمة السورية الراهنة لتعزز من هذا التدهور لكني أمل أن تكون معاناتنا مرحلة تنفجر فيها طاقات الشباب الفكرية والابداعية”.
يذكر أن الأديبة الشابة من مواليد عام 1988 وهي خريجة هندسة اتصالات والكترونيات.
بشرى سليمان- نعمى علي