روسيان: أمريكا وتحالفها يتحملون المسؤولية عن كل ما يجري في سورية

موسكو-سانا

حملت يلينا اغابوفا نائبة رئيس الجمعية الامبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية مجموعة الدول المشاركة في تحالف واشنطن لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي المسؤولية الكاملة عن كل ما يجري في سورية وخاصة في مدينة تدمر من جرائم تشكل وصمة عار أبدية على جبين أولئك الذين غذوا التنظيم الإرهابي وما زالوا يسلحونه ويمولونه.

وقالت اغابوفا في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم “إن المجتمع الدولي بدأ أخيرا يشعر بخطر التنظيمات الإرهابية في سورية لكنه حتى هذه الساعة لم يقم بتجفيف منابع تمويل ودعم تنظيم داعش الإرهابي الذي ما زال يتاجر بحرية بالنفط المسروق من سورية والعراق ويعتبر من مصدري النفط إلى دول الجوار”.

وحذرت اغابوفا من أنه ما لم يتخذ المجتمع الدولي الإجراءات الكفيلة بمنع تمويل ودعم وتسليح تنظيم داعش من قبل دول باتت معروفة للجميع فإن الإرهاب سيتوسع أكثر فأكثر وسيزداد خطر تهديده وتمدده إلى أوروبا ولبقية دول العالم.

وأوضحت اغابوفا أن الخبراء العسكريين أكدوا مرارا أن الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة على داعش لن تسفر عن نتائج مرجوة وأن التنظيمات الإرهابية سوف تتنقل من موقع لآخر لتفادي هذه الضربات ما يدل على أن الولايات المتحدة لا يمكن إلا أن تكون على علم بهذه الحقيقة ولكنها أرادت من هذا “التحالف” الإيحاء للعالم بأنها تشن حربا ضد الإرهاب.

وأوضحت اغابوفا أن تمدد داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى في مختلف الاتجاهات وتوسع انتشار التطرف والإرهاب وتشعب ظهوره في أشكال متوحشة من إعدامات علنية وقطع أعناق واغتصاب وتشريد كل ذلك يثير القلق لدى الجميع وخاصة لدى روسيا وشعبها داعية المجتمع الدولي للحفاظ على المعالم التاريخية لتدمر وعلى غيرها من الآثار المنتشرة على كامل التراب السوري.

وأشارت أغابوفا إلى تهريب مئات القطع الأثرية السورية وقالت “إن مسلحي التنظيمات الإرهابية جنوا من تهريب القطع واللقى الأثرية من مدينة النبك ما لا يقل عن 36 مليون دولار” لافتة إلى أن أعمال الخطف للحصول على فدى تجلب للإرهابيين أرباحا طائلة تقدر بأكثر من 20 مليون دولار سنويا.

وفي مقابلة مماثلة قال الأب ديميتري سافونوف رئيس دائرة العلاقات الخارجية في قسم العلاقات الكنسية لبطريركية موسكو وسائر روسيا “نحاول اليوم لفت انتباه المجتمع الدولي وخاصة الأوروبي منه نحو قضية الانتهاكات الإرهابية بحق المدنيين السوريين لتوسيع الاهتمام بها وزج المزيد من المنظمات غير الرسمية والدينية والدولية فيها” موضحا أن حصر العمل بهذا الموضوع عبر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا غير كاف.2

وأشار الأب سافونوف إلى أن الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية تعمل منذ أكثر من أربع سنوات على توضيح حقيقة ما يجري في الشرق الأوسط وتنبه من مخاطر تمدد نشاط المجموعات المتطرفة التي تحاول التستر بشعارات دينية بينما تمارس أفظع الأفعال المنافية للإسلام ولتعاليمه السمحاء وقد دعت قبل ثلاثة أعوام ممثلي الأديان السماوية إلى موسكو لمناقشة مسائل استغلال الدين وزجه في صراعات لا علاقة له بها وإنما تخدم أغراضا سياسية لدول أو مجموعة دول في المنطقة أو خارجها.

ولفت سافونوف إلى أن السوريين من مختلف الأديان والطوائف لا يريدون مغادرة بلدهم و”يناشدون العالم برمته لحمايتهم من التهديدات الإرهابية والقتل وقطع الرؤوس واغتصاب النساء وسبيهم” ويريدون أن يعيشوا في ألفة وأخوة مع بعضهم البعض.

وأكد الأب سافونوف أن الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية ليست موجهة ضد المسيحيين فقط بل ضد المسلمين أيضا وضد كل من يخالفهم في الرأي والعقيدة.