اللاذقية-سانا
البساطة والأفكار الجديدة كانا عنوان معرض الشموع العطرية الأول للشابة حنان بدران الذي أقامته على مدى يومين في مقهى الكورنر كافيه وضم نحو ستين قطعة قدمت على شكل مجموعات حملت أسماء وروائح وتصاميم مبتكرة تؤشر على العمق الإبداعي للشابة التي قررت امتهان حرفة تصنيع الشموع وإضفاء ما هو مختلف على المواد المصنعة لها لتنبثق هذه التجربة عن باقة منوعة من الشموع متمايزة الأشكال والأفكار والروائح.
حول هذه التجربة روت بدران في حديثها لنشرة سانا الشبابية أنها اكتشفت منذ عام تقريبا رغبتها بالدخول إلى عالم تصنيع الشموع العطرية والتي تعتبر من الهدايا المميزة بالنسبة لها نظرا لما تمنحه للطرف الآخر من أحساس بالألفة والجمال والتجدد مشيرة إلى أنها بدأت بداية بالبحث عبر مواقع الانترنت عن طرق تصنيع هذه المجسمات الشمعية نظرا لعدم وجود اختصاصيين بهذه الحرفة في محافظة اللاذقية آملة في أن تقدم نتاجها بطرق مبتكرة تغاير ما هو سائد في الأسواق المحلية.
ولفتت إلى “أنها تمكنت من تقصي الطرق المختلفة لهذه الصناعة إلا أن نقص المواد الأولية المطلوبة كان العائق الأكبر أمامها في طريق الانطلاق لكن عزيمتها وإصراراها على إتمام مشروعها مكناها من إيجاد مصدر لتلك المواد”.
وتابعت بدران تمكنت أخيرا من اطلاق مشروعي ساعية إلى تصنيع شموع جديدة من حيث الشكل والعطور التي تنبعث منها فقمت بإدخال أغصان الخشب على زينة الشموع وابتكار شمعة الكريستال التي توزع إضاءة الشمعة الصغيرة في أرجاء الغرفة من خلال قطع كريستال موزعة ضمن جسم الشمعة الكبيرة بالإضافة إلى طرحي العديد من الشموع التي استخدمت في تزيينها مواد استخرجتها من الشمع نفسه لتصنيع قطع صغيرة أقوم بتلوينها والصاقها على الشمع بأسلوب فني
جديد.
لم تنس الشابة المبدعة استخدام المواد الطبيعية كمادة رئيسية في شموعها كالليمون والسرو والسنابل إلى جانب إضافة الأكسسوارات والأقمشة واختيار ألوان خاصة تناسب روح كل قطعة مشيرة إلى أن كل شمعة تفرض اللون الخاص بها لتكون لافتة وملائمة لأكسسوارات الزينة المستخدمة فيها كما اختارت اسما لكل شمعة استوحته من شكلها الخارجي ونوعية الإنارة التي تقدمها.
إحدى هذه الشموع حملت اسم الساحرة نظرا لغرابة تكويناتها وألوانها وأخرى قامت بدران بتسميتها بـ شمعة الطاقة كونها استعانت في تصنيعها بأحجار تساعد على نشر طاقة إيجابية في المكان الذي توضع فيه وهذه الشمعة تستعمل في جلسات اليوغا بشكل كبير على حد تعبيرها.
كذلك لفتت حنان إلى أهمية تجربتها الأولى التي تركت طابعا إيجابيا في نفسها رغم وجود صعوبات عانت منها كعدم وجود القوالب الخاصة بالشمع ما اضطرها إلى الاستعانة بالعديد من البدائل لتجاوز هذا العائق فصناعة الشمع تحتاج كثيرا من الابتكار والقدرة على صناعة شيء فني جميل من مواد خام بسيطة مؤكدة أنها تملك الكثير من الأفكار التي تريد تنفيذها لكن يبقى نقص المواد هو المانع الوحيد الذي تحاول تجاوزه بسبل عديدة.
وكان التحضير للمعرض قد استغرق من بدران الكثير من الجهد والوقت والصبر على مدى شهرين من الزمن حيث أوضحت أنها سعت من خلال هذه التجربة إلى إثبات نفسها والتطلع نحو مستقبل أفضل في هذه الحرفة التي تسعى لتطويرها رغم أنها لا تؤمن دخلا ماديا كبيرا حسب قولها مؤكدة أن بعض التحسينات ستكون كفيلة بتدعيم تجربتها بحيث تمسي مصدرا اقتصاديا مربحا.
وقالت “سأحاول في المعرض القادم تطوير أفكاري وأدواتي بعد أن لمست نجاحا باهرا لتجربتي هذه و التي لم تكن لتستكمل لولا دعم المقربين مني والذين كان لهم دور كبير في تحفيزي دون نسيان مساندة إدارة الكورنر كافيه لها من خلال استضافة معرضها وتقديم التسهيلات اللازمة لإنجاحه في اطار تشجيع الشباب على البدء بمشاريعهم وتقديم ما يلزم لذلك.
من جهتها قالت رشا غدير أحدى زائرات المعرض أن شموع حنان تحمل لمسات إبداع غير موجودة في الشموع التجارية مؤكدة اعجابها بتناسق الألوان ضمن الشمعة الواحدة ولاسيما الشموع بنية اللون”.
الأمر الذي أكدت عليه غادة بدران والتي نوهت إلى الجهد الواضح في انجاز التفاصيل الصغيرة الخاصة بالشموع فكل قطعة تعبر عن حالة وجدانية معنية نجحت حنان في تجسيدها بصورة مختلفة تماما.
ياسمين كروم