دمشق-سانا
باتت المصارف الإسلامية السورية البالغ عددها ثلاثة وبالرغم من حداثة تجربتها في السوق المحلية منافسا قويا لنظيرتها التقليدية عبر توسيع أنشطتها وخدماتها وزيادة حصتها السوقية بتلبية احتياجات زبائنها.
ويشير المدير التنفيذي لبنك سورية الدولي الإسلامي عبد القادر الدويك إلى “النجاح الذي حققته تجربة المصارف الإسلامية حتى الآن” حيث تنظم الهيئة الشرعية بكل مصرف طبيعة عقوده وتعاملاته للتأكد من توافقها مع الشريعة مبينا أن هذه المصارف لا تعطي قروضا إلا إذا كانت مرتبطة بشراء أصل خدمة أو سلعة كون المرابحة تتطلب شراء سلع والاستصناع قد يكون عبارة عن عقار.
ويؤكد أن هذه المصارف “تتقاسم المخاطر مع العميل” كشراء السندات عبر عدة مستويات دون أن يكون لديها ارتباط بأصول إذ لا يوجد لديها ما يسمى شراء للديون بعكس المصارف التقليدية التي تمثل الأساس في هذه العملية معتبرا أنه كلما زادت المخاطر ارتفع العائد على عملية الشراء وأن الفائدة تتوقف على المدين المتعثر كون الدين لا ينمو بمرور الزمن.
واستشهد الدويك الذي تحدث لنشرة سانا الاقتصادية على هامش ندوة المصارف الإسلامية التي أقامتها غرفة تجارة دمشق مؤخرا بتجربة مصرفه الذي استطاع تحقيق معدلات نمو جيدة في أصوله وموجوداته ومحفظته الاستثمارية حيث استمر البنك في عمليات التمويل والاستثمار وبلغ حجم المحفظة التمويلية حتى الربع الأول من العام الجاري 8ر41 مليار ليرة سورية بنمو 18 بالمئة وبقيمة 5ر6 مليارات ليرة قياسا مع الفترة نفسها من العام الفائت فيما زادت الموجودات عن المئة مليار ليرة.
ويرى بشار الست من مصرف الشام أن جزءا مهمها من النجاح الذي حققته المصارف الإسلامية في البلاد يرجع لقبول شريحة واسعة من السوريين لهذا النوع من المصارف ما أسهم في استثمار مدخراتهم التي ظل قسم كبير منها معطلا أو على الأقل خارج القطاعات الاستثمارية التي تدعم وتنعش الاقتصاد الوطني لافتا إلى أن التنافس مع المصارف التقليدية أساسه “رضا وجذب العميل وتلبية احتياجاته”.
وسمح المرسوم التشريعي رقم 35 لعام 2005 بتأسيس المصارف الإسلامية فيما تعمل حاليا في السوق المصرفية المحلية ثلاثة مصارف إسلامية هي مصرف الشام ومصرف سورية الدولي الإسلامي وبنك البركة في وقت توقع تقرير التنافسية العالمي للمصارف الإسلامية 2014-2015 الذي نشرته مؤسسة أرنست أند يونغ المالية أن هذه المصارف ستحقق نموا خلال الأعوام الخمسة المقبلة بواقع 19 بالمئة.
أحمد العمار