سميرة عواد: الأدب والفن ظاهرتان إنسانيتان لابد لإنتاجهما من بيئة داعمة للإبداع

حمص-سانا

نهلت الكاتبة الشاعرة سميرة سامي عواد من ينبوع الثقافة الاجتماعية والسياسية والفكرية المعاصرة فأبدعت في شتى الفنون الأدبية من أدب وشعر ومقالة وقصة وتركت بصمة جميلة في ثقافة مدينة حمص.

وعن تجربتها الأدبية ومواقفها مما يدور اليوم في أروقة الثقافة المحلية تحدثت لسانا الثقافية بأنها لاتتوجه بشعرها إلى شريحة معينة من الناس ولكنها تخاطب جيل الشباب فرسالتها إنسانية صادقة لكنها تشعر أحياناً أنها “تنفخ في اذن مثقوبة وإن لم تصل اليوم قطعاً ستصل غداً لأن حاملي القضايا البشرية والهم العام يتناسلون”.

وعن رؤيتها للمشهد الأدبي السوري في ظل ما يحاك ضد الوطن والإنسان والانتماء رأت عواد أن المشهد الأدبي في أوج تالقه وازدهاره لأن أعداء الأمة قتلوا البشر وعجزوا عن قتل الكلمة وأن “الحراك السياسي والعدوان غير المسبوق على سورية استفز الضمائر وانطق كل من لديه حتى ادنى حد من الحس بالوطن والكرامة ولاتقصد هنا المتفوهين وكتاب الازمات المتبجحين الذين يطفون على سطح المشهد الثقافي فمهمة الفنون الآن ضرورة وليست ترفاً للارتقاء بالانسان في السلم او الحرب وللحروب ايضاً ثقافتها الخاصة ونهجها الخاص ودائماً هنالك تتار ومغول وصهاينة”.

وأوضحت عواد أن الحرب حرضت ملكة الإبداع لديها ولدى كثيرين ممن يحملون هم الوطن فهي تؤمن بالكلمة الخلاقة الملامسة للوجدان والضمير الحي وكل ما كتبته وستكتبه هو توصيف لألم بليغ لايمكن توصيفه فالسياسة لايمكن فصلها عن الأدب وهي تدخل في كل تفاصيل حياتنا اليومية الخاصة منها والعامة معبرة عن افتخارها لكونها أم شهيد حقيقي خالص لوجه سورية التي تستحق التضحية لأنها أكبر من الجميع .

وأضافت أن الشيء الحقيقي يتوارى احياناً ولكن لايغيب وثمة كلمات تخلد اصحابها وان ما ألم بنا وبالوطن يلزمه الكثير من الكلام والشواهد الحية وتاريخ جديد يكتب بايدينا او على مرآنا ومسمعنا وقد تمضي قرون وقرون دون ان نعطي التوصيف الصحيح والدقيق لأن كل شيء في وطني يعاقر الألم حتى المقابر لها حكايتها وتجربتها المريرة والفريدة ولا أنكر أن “المبدع الحقيقي في وطننا مهمش ومغيب الى حد ما وهنا يطول الشرح لأسباب لايجهلها أحد تخص الأدب ذاته” .

واعتبرت عواد أن الأدب والفن ظاهرتان انسانيتان لابد لانتاجهما من بيئة اجتماعية وثقافية داعمة للابداع فالادب وليد المعاناة وليس ابن الدعة والترف وانها بكتاباتها وخاصة في مجموعتها القصصية التي صدرت مؤخراً “هكذا تكلمت العرافة” تهتم بتفاصيل حياة الناس المهمشين والمقهورين والمنفيين وقد تكون بيئتها المالحة ملائمة جدا للقصص والحكايات ولكنها بيئة عقيمة للخصوبة الفكرية بكل اشكالها وبالنهاية فهي تشعر أنها “تعيش في مجتمع احباطي يسحب الى الوراء ويسعى للتسطيح ولايهتم إلا بالقشور” فيما خلا بعض الشرائح المثقفة فعلاً وليس المتعلمة وان ثمة تحريضا اجتماعيا قسريا على الاحتماء بالادب والفنون عامة.

وحول تجربتها الطويلة في كتابة المقالة الصحفية قالت عواد إن المقالة جنس ادبي شديد الحساسية ويلزمه الكثير من المواظبة ومتابعة مجريات الامور بكل تفاصيلها عن مسافة قريبة معتبرة أن المقالة من أكثر الأشياء التي جعلتها على تماس مباشر مع المجتمع واندماجها به لأنها تلامس أوجاع الناس مباشرة وتطرح معاناتهم خاصة أن الأديب هو نبض المجتمع وروحه الثائرة واصفة المقالة بأنها وجه من وجوه القصة القصيرة المباشرة أو التقريرية التي لطالما اتهمت بها.

والأديبة عواد من مواليد حمص ولها ثلاثة كتب منشورة هي بوح اليمام ومتسولة وحفنة امل ولها بعض المخطوطات التي تنتظر النشر..تكتب القصة والمقالة والخاطرة في العديد من المجلات والصحف المحلية والعربية.

وتتميز عواد بأنها تملك حساً نقدياً للمجتمع بما يمثله من مظاهر مزيفة وهذا الحس قد يأخذ منحى ساخراً كما أنها تهتم بقضايا المرأة وهمومها وكتبت في ذلك الكثير من القصص والمقالات وبالمجمل فان نصوصها الادبية معنية قبل أي شيء بالمضمون الإنساني لهذا جاءت قصصها مثقلة بالهموم الحزينة والمشاعر الجياشة والأحاسيس المتدفقة.

حنان سويد