حمص-سانا
ظنوه مستحيلاً فكانوا على موعد مع النصر.. نصر الحق على الباطل بإسقاط النظام المجرم الذي دمر حجارتها السوداء وشرد سكانها.. حمص التي عبر أهلها عن فرحهم بالنصر التاريخي الذي انتظروه لسنوات، ليعود الألق إلى ساحة الساعة الجديدة ولتشهد أحد أكبر الاحتفالات بجمعة النصر.
كاميرا سانا التقت عدداً من أهالي حمص للتعبير من مشاعرهم وفرحهم بالخلاص من حقبة القمع والإذلال والانتقال إلى مرحلة الحرية والعدالة والمواطنة الحقيقية بين أبناء البلد الواحد لبناء سوريا حرة قوية، وهو ما عبر عنه أحد سكان دير بعلبة الذي قتل النظام المجرم أولاده وأقاربه وهجرهم، بالقول: “خلقنا من جديد و أحلى فرحة وأعظم نصر يعيشه السوريون الآن بعد وصول الأبطال الذين حرروا سوريا من الطاغية إلى ساحة الساعة الجديدة” معرباً عن تفاؤله بإنشاء دولة جديدة ديمقراطية تحفظ كرامة المواطنين بكافة أطيافهم وأديانهم.
أبو حمزة الذي عاد إلى حمص بعد سبع سنين من التهجير وحرقة الغربة والبعد عن أهله ومدينته يؤكد أن هذا النصر زرع الفرح والسرور في قلوب كل السوريين لنبدأ حياة جديداً يداً بيد ونبني سوريا حرة داعياً كل المهجرين للعودة والمشاركة في إعمار الوطن.
“لم أرَ إخوتي منذ 11 عاماً” هذا ما بدأه أكثم عبد الدايم من سكان حي القصور الذي دمره نظام الأسد البائد، مضيفاً في حديثه لمراسل سانا: “عدت بعد غياب طويل لأشارك إخوتي السوريين بالفرح في جمعة النصر بساحة الساعة الجديدة التي شهدت على مجزرة وحشية ارتكبتها أجهزة أمن النظام خلال الاعتصام الشهير عام 2011” مشيراً إلى أن فرحة النصر لم تمنعه من زيارة مكان اعتقاله السابق في أحد السجون في رسالة منه على أن الحق سينتصر مهما طال الزمن.
وأعربت عدة سيدات شاركن بالاحتفال عن فرحتهن ببزوغ فجر جديد لسوريا الحرة بعد ظلام طويل مليء بالخوف والرعب متمنين العيش بأمان الذي لطالما افتقدوه خلال سنوات عجاف.
“كانت العودة إلى الديار مجرد حلم صعب التحقيق لكثير من السوريين الذي عانوا ما عانوه من ويلات التهجير” يقول أبو أنس الذي هرب إلى لبنان خلال السنوات السابقة مبيناً أنه لهذه اللحظة وهو يقف أمام ساعة حمص الجديدة يشعر أنه يحلم من شدة فرحه بهذا الانتصار التاريخي على أيدي الثوار الأبطال معرباً عن تفاؤله بمستقبل مشرق للسوريين الذين كانوا مشردين ومهجرين لا سند لهم في حين أنهم اليوم فرحين بعودة سوريا للسوريين.
وللضباط المنشقين سابقاً عن النظام البائد قصص مرعبة وفرح مضاعف بحسب الضابط المنشق دريد عامر الذي عاد من لبنان و مازال يتساءل “هل ما حدث حلم أم حقيقة” لأنهم كانوا مهددين بأي لحظة بأن يتم تسليمهم لأجهزة أمن النظام المجرم مضيفاً: “إننا الآن بمرحلة تكوين دولة بعد أن كانت لأكثر من خمسين عاماً عبارة عن حظيرة لآل الأسد المجرم” داعياً السوريين بكل طاقاتهم كل حسب موقعه للبدء من الصفر والنهوض بسوريا نحو الأفضل لأن عهد الظلم والظلام والعبودية لن يعود وسوريا ستمضي إلى الأمام.
يذكر أن الثامن من كانون الأول من الشهر الجاري كان يوماً تاريخياً فاصلاً في سوريا و للشعب السوري الذي انتقل من عهد الظلم والإجرام إلى فجر الحرية والعدالة ليبدأ أبناء سوريا الحرة يداً بيد لإعادة إعمار وبناء سوريا القوية.
عبد الحميد جنيدي
لمتابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgen