السويداء-سانا
تشكل القاعة المركزية التي تتوسط صرح الثورة السورية الكبرى في بلدة القريا معرضا فنيا دائما من خلال البانوراما التي تعلوها والتي تجسد معارك الثوار ضد المستعمر الفرنسي بلوحات فنية من الفسيفساء تمتد على مساحة 130 مترا مربعا.
ويشير رئيس دائرة آثار السويداء حسين زين الدين إلى أن القاعة المركزية في الصرح تضم إلى جانب رفاة القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش أسماء المعارك والشهداء الذين شاركوا في الثورة إلى جانب عشر لوحات فنية منفذة بالفسيفساء وتروي مآثر الثوار وبطولاتهم في مواجهة الاستعمار الفرنسي.
وتتناول اللوحة الأولى أحداث الثورة العربية الكبرى عام 1916 وإعدام جمال باشا السفاح لعدد من الشخصيات الوطنية السورية واللبنانية المطالبة للاستقلال في السادس من أيار في دمشق وبيروت فيما تصور اللوحة الثانية رفع العلم العربي فوق دار الحكومة في ساحة المرجة بدمشق من قبل الثوار أما اللوحة الثالثة فتروي معركة ميسلون واستشهاد البطل يوسف العظمة ورفاقه خلال تصديهم لجيش المستعمر الفرنسي.
ويبين زين الدين أن اللوحة الرابعة يظهر فيها الجواد العربي دلالة على انطلاقة الثورة السورية الكبرى في عام 1925 ومدون فيها أسماء معارك الثورة أما اللوحة الخامسة فهي ثلاثية تمثل معارك الثورة السورية في المنطقة الجنوبية من سورية حيث يشاهد الزائر للصرح على يمين اللوحة الرايات والبيارق التي شاركت بالثورة بالإضافة إلى الفئات المشاركة من رجال ونساء وأطفال ويظهر في أعلاها بيان الثورة السورية الكبرى الشهير إلى السلاح إلى السلاح الذي أطلقه المجاهد سلطان باشا الأطرش فيما يظهر في أسفل اللوحة شعار الثورة الدين لله والوطن للجميع أما في وسطها فنشاهد أجزاء من معركة الكفر ومشاهد أخرى من معركة السويداء ويظهر فيها الطيران الفرنسي وهو يقصف منازل الثوار وعلى يسارها نشاهد جنود المستعمر الفرنسي وهم مدججون بكافة أنواع الأسلحة بينما الثوار يقاتلون بالسلاح الأبيض.
ويلفت زين الدين إلى أن اللوحة السادسة يظهر فيها الجواد العربي بشكل أكبر من اللوحة الرابعة وانطلاقته أسرع وعضلاته أكثر ظهورا في دلالة على امتداد الثورة إلى دمشق وغوطتها أما اللوحة السابعة فهي ثلاثية تمثل المعارك في مدينة دمشق وعلى يمينها الفئات التي شاركت بالثورة من سياسيين وتجار ورجال ونساء وفي وسطها يظهر الطيران الفرنسي وهو يقصف منطقة الحريقة في دمشق التي مازالت تسمى بهذا الاسم حتى يومنا هذا كما تضم اللوحة صورا لعدد من الشهداء الذين تعرضت اجسادهم الطاهرة للتمثيل من قبل المستعمر الفرنسي في ساحة المرجة في محاولة لترويع الثوار وايقاف الثورة كما نشاهد معارك الغوطة ضد المستعمر الفرنسي.
أما اللوحة الثامنة فيظهر فيها الجواد العربي أكثر شدة وبأسا والغضب متقد في عينيه للدلالة على امتداد الثورة إلى أنحاء الوطن كافة في مواجهة المستعمر الفرنسي بينما اللوحة التاسعة وهي ثلاثية تمثل المعارك التي حصلت في مدينة حماة إبان الثورة وعلى يمينها نشاهد الرايات العربية التي آزرت الثورة وكذلك يظهر فيها سكة حديد قطار رياق -حلب التي نسفها الثوار لقطع الإمداد عن جنود المستعمرين وفي وسطها نشاهد مدينة حماة التي يستدل عليها من النواعير بالإضافة إلى إحدى المعارك التي وقعت بين الثوار والجنود الفرنسيين وعلى يسارها يظهر ميزان القوى الذي يوضح الفارق بين أسلحة المستعمر والسلاح الأبيض للثوار.
ويضيف رئيس دائرة آثار السويداء ان في اللوحة العاشرة والأخيرة يكون الجواد العربي في حالة كبوة بعد الانتقال من النضال الثوري إلى النضال السياسي ونشاهد على جهتها اليسرى صورة المنفى الذي مكث فيه الثوار والذي امتد لعشر سنوات سبع منها في وادي السرحان والنبك وثلاث في منطقة الأزرق بالأردن بالإضافة إلى الهرم الأبيض الذي يرفع في قمته العلم الوطني.
وإلى جانب هذه القاعة المركزية يقع المتحف العام لصرح الثورة السورية الكبرى الذي يضم معالم وإنجازات الثورة والمقتنيات والأسلحة الحربية التي كان يستخدمها الثوار خلال مواجهة الاستعمار والبيارق والصور والوثائق الخاصة التي واكبت الثورة السورية الكبرى بالإضافة إلى مكتبة ومتحف خاص بالقائد العام للثورة يحتوي على اللباس العربي الكامل الخاص به من عباءة وثوب وصدرية وجاكيت وقنباز اضافة إلى الأسلحة التي استخدمها الثوار ضد المستعمر الفرنسي.
تقرير سهيل حاطوم