S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
طهران-سانا
أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني ضرورة صياغة وتنفيذ مشروع شامل لمكافحة الإرهاب من قبل المجتمع الدولي مشيرا إلى أن صياغة وتنفيذ هذا المشروع يعد “أمرا ضروريا”.
وقال لاريجاني خلال لقائه الرئيس العراقي فؤاد معصوم الذي يزور طهران حاليا “إن الإرهاب اليوم عبر الحدود الإقليمية وأصبح وباء على المجتمع الدولي وينبغي على جميع الدول الإقرار بهذه الحقيقة وهي أن الإرهاب أصبح معضلة دولية متفشية”.
وأشار لاريجاني إلى أهمية التعاون المشترك بين ايران والعراق لتوفير الأمن والاستقرار في المنطقة واصفا هذا التعاون بالمهم جدا.
وجدد لاريجاني دعم بلاده الشامل للعراق وشعبه في الحرب ضد الإرهاب مشيرا إلى المجالات والطاقات المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
بدوره أكد الرئيس العراقي أن إيران دولة مهمة وكبيرة في المنطقة وقال “إن إيران والعراق تربطهما علاقات تاريخية وحضارية عريقة تعود لأكثر من ألف عام وأنه كان للعوامل التاريخية والثقافية والدينية والجغرافية دور في حيويتها المستمرة”.
ونوه الرئيس العراقي بدعم إيران للشعب العراقي في مواجهة الجماعات الإرهابية التكفيرية خاصة تنظيم داعش الإرهابي.
إلى ذلك أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني خلال لقائه الرئيس العراقي أن استياء بعض الدول من انتصارات الجيشين العراقي والسوري في مواجهة الجماعات الإرهابية التكفيرية إلى جانب تدريب وتسليح الإرهابيين المرتزقة لمواجهة الحكومة الشرعية في سورية مؤشر على “عدم صدقية” الغرب وحماته الإقليميين في مكافحة الإرهاب في المنطقة.
واعتبر شمخاني خلال اللقاء أن توسيع التعاون الإقليمي والاقتصادي والأمني بين إيران والعراق يعد فرصة استراتيجية في مسار توفير الأمن في المنطقة والتصدي للإرهاب وتحقيق التنمية والتطور في البلدين.
ونوه شمخاني بإنجازات الجيش وقوات الحشد الشعبي في العراق في مواجهة الجماعات الإرهابية موضحا أن الاعتماد على القدرات الشعبية الذاتية والدعم الشامل هو سر نجاح واستمرار الانتصارات التي يحققها الجيش العراقي.
كما أعرب شمخاني عن أسفه لاستمرار العدوان العسكري على اليمن وقتل شعبه الأعزل بلا رحمة وقال “على الدول الإسلامية في المنطقة العمل بيقظة وانتهاج سبل الحل السياسية للحيلولة دون تصعيد الأزمة وإهدار ثروات الشعوب الإسلامية وأن توظف طاقاتها لمواجهة الكيان الصهيوني بصفته عنصر التهديد الأول في المنطقة”.
وحول المفاوضات النووية بين إيران والمجموعة السداسية الدولية أوضح شمخاني أن السلوك المزدوج للغرب حيال المفاوضات النووية وعقد المؤتمرات الممنهجة بهدف خلق التفرقة في المنطقة وتصعيد إثارة الخوف من إيران هو “مؤشر لعدم جدية الغرب في التوصل إلى اتفاق نهائي حول الملف النووي الإيراني”.
من جانبه أعرب الرئيس العراقي خلال اللقاء عن قلقه من إجراءات بعض الدول في إطار تدريب وتسليح التنظيمات الإرهابية وقال “إن التجربة أثبتت أن الإجراءات المخلة بالأمن والاستقرار سترتد على الذين أثاروها” مضيفا “إن قضية اليمن لا حل عسكريا لها أبدا وينبغي أن يحظى شعب هذا البلد بالمساعدات الإنسانية خاصة الأغذية والأدوية”.
ونوه الرئيس العراقي بالجهود القيمة لإيران في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية لمواجهة تهديدات الجماعات الإرهابية مؤكدا على تطوير التعاون الشامل بين البلدين ومواصلة المشاورات بهدف حل قضايا المنطقة.
وكان الرئيسان الإيراني حسن روحاني والعراقي فؤاد معصوم شددا في مؤتمر صحفي أمس على ضرورة استتباب الأمن والاستقرار في كل من سورية والعراق واليمن والمنطقة بأكملها والتعاون في محاربة الإرهاب بأشكاله كافة.
