الشريط الإخباري

مبادرة شبابية تعكس نبض الشارع الحمصي عبر أعمال مسرحية

حمص-سانا

وسط الدمار والخراب الذي خلفته المجموعات الإرهابية في أحياء حمص القديمة ولدت مبادرة بمحبتنا منرجع الشبابية كإحدى مبادرات برنامج المبادرات المجتمعية في دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في حمص القديمة لتعيد صياغة الأحداث الجارية على أرض الواقع ضمن قوالب مسرحية تتنوع بين المضحك والمبكي أما الهدف من مسرحة هذه المجريات فهو التركيز على العلاقات الإنسانية بين أهل سورية وما أتسمت به من ألفة و تسامح و غفران كعناوين أصيلة أثرت العيش الواحد في المجتمع السوري بالإضافة إلى إعادة رسم الابتسامة على الوجوه عبر لوحات كوميدية جادة غابت عنوة بفعل المشهد الدرامي الموجع خلال أربع سنوات مضت.

وقال جوزيف شماس أحد أعضاء المبادرة لنشرة سانا الشبابية “إن المجموعة تسعى أمام صور الخراب والدمار ورحيل الأحبة وتهجير الخلان إلى إعادة نبض الحياة إلى طبيعته بهمة مجموعة من الشباب لم يعرفوا اليأس والاستسلام خلال الأزمة الراهنة رغم المنعطفات القوية التي مروا بها وتعقيدات الحياة اليومية التي بدأت بالعودة التدريجية إلى سابق عهدها”.

وأضاف أن العمل يصب حاليا على مسرحية جديدة يجري الأعداد لعرضها في حمص وعدد من المحافظات السورية وهي تحكي قصة مستوحاة من واقع الحياة في حمص عن عائلتين سوريتين عاشتا معا بأمان وسلام ومحبة واحترام إلى أن فرقت بينهما الأحداث الجارية فشتت شملهما لتعاني الأسرتان من الغربة والتهجير والألم الروحي وقد تم تصوير هذه المعاناة بطريقة المضحك المبكي مؤكدا ان العمل يدعو السوريين إلى البقاء في حضن الوطن الدافئ الذي يحمي أبناءه ويصون كرامتهم من كل سوء ومهانة.

وقال اخترنا كشباب جامعي مثقف أن نجعل من خشبة المسرح ساحة لكافة فعالياتنا وأنشطتنا إيمانا منا بأن هذا الفن الراقي يمكن له أن يكون وسيلة ناجعة لايصال الأفكار والرؤى والاحاسيس مباشرة إلى الجمهور بالإضافة إلى أهمية إحياء المسرح الحمصي الذي اشتاق الناس في المدينة إلى ارتياده ومتابعة نتاجه كما كان الحال في السابق.

من ناحيته ذكر يزن ديب وهو عضو آخر في المبادرة أن فكرة تأسيس المجموعة جاءت على أثر مشاركات سابقة لأعضائها الحاليين في العديد من المخيمات الكشفية والشبيبية والجامعية حيث كان الشباب المتطوع آنذاك يقوم بإعداد بعض المشاهد الدرامية والمسرحية التي لاقت صدى جيدا ما شجع على تطوير العمل وتأطيره في هذا التجمع الشبابي موضحا أن الأعمال التي تقدمها المجموعة تنجز أحيانا بمشاركة فرق مسرحية جامعية تعمل على الأهداف نفسها و منها فرقة أبو خليل القباني الجامعية.

ورغم أهمية الفعل المسرحي الذي يقوده شباب المجموعة إلا أن الأعضاء يسعون إلى رفده بفعاليات اجتماعية وإغاثية أخرى توسع أفق العمل حيث نوه ديب إلى أن الشباب المتطوع قام سابقا بتوزيع مستلزمات وحاجيات معيشية متنوعة كالثياب والأغطية على الأسر والعائلات التي عادت إلى بيوتها في أحياء حمص القديمة منذ نحو عام تقريبا .

ولفت ديب إلى أن شباب المبادرة يطمحون في المستقبل إلى تعزيز الوعي بين الأطفال وتأسيس فرقة مسرحية لمن هم دون سن 15 عاما لتصوير الواقع المعاش عبر عروض مسرحية ينفذها الأطفال وذلك بهدف تفعيل مسرح الطفل وتوجيهه بما يخدم هذه الشريحة الواسعة مبينا أن الشباب في المبادرة مستمرون في تسليط الضوء على كل الأمور الحياتية وقضايا الشباب المعاصر ومتابعة الرأي العام الذي تفرضه طبيعة الأحداث حيث يتم التركيز على التزييف والادعاءات التي تنتهجها القنوات الإعلامية المضللة لإعادة تصويبها عبر الأعمال المسرحية.

من جهته أشار فادي عجميان مسؤول برنامج المبادرات المجتمعية في دائرة العلاقات المسكونية والتنمية إلى عشرات المبادرات التي تطوع فيها الشباب بهدف إعادة الالق والحياة الطبيعية إلى جميع الأحياء المدمرة بفعل الإرهاب في حمص القديمة وهي مبادرات توزعت ما بين مدينة حمص وريفها الغربي والشرقي وأوجدت العديد من الحلول المجتمعية للتخفيف من آثار الأزمة وما خلفته من حرمان وخراب لافتا إلى أن المبادرة الحالية اتجهت إلى إحياء دور المسرح لاستعاة الأمل بغد أفضل لسورية.

تمام الحسن