الشريط الإخباري

الطبيب الشرعي بسام المحمد.. الإرهابيون ارتكبوا أفظع الجرائم والمجازر بحق الأطفال والنساء

حمص-سانا

مهنة الطبيب الشرعي واحدة من أصعب المهن وأكثرها حساسية وتتطلب من ممارسيها مواصفات وسمات شخصية ونفسية خاصة كونهم يتعاملون مع الجثث وغالبا ما يكون تشخيصهم المفتاح الرئيس لكشف الجريمة ودليلا لإصدار الأحكام على المجرمين في المحاكم ما يلقي على عاتق الطبيب الشرعي مسؤولية كبيرة.

ويزاول الدكتور بسام المحمد رئيس دائرة الطب الشرعي بحمص هذه المهنة منذ 15عاما ويعتبر أول من افتتح عيادة خاصة للطب الشرعي في حمص ونتيجة خبرته لفت إلى أن الجريمة في مجتمعاتنا كانت توصف بأنها بسيطة وغير معقدة وغالبا ما تكون سهلة الاكتشاف بسبب غياب الجريمة المنظمة لكنه أشار إلى أنه “نتيجة وسائل الاتصال العالمية و اختلاط الثقافات أصبحت الجرائم أكثر تعقيدا مما مضى”.

ووصف المحمد الجرائم التي ارتكبتها العصابات الإرهابية المسلحة في حمص خلال الأزمة بأنها إجرامية ووحشية.

وذكر المحمد أن تغيرا بالفكر الإجرامي طرأ خلال فترة الأحداث بخصوص الأسلوب المتبع بتنفيذ الجريمة من حيث الوحشية التي تجلت بتشويه الجثث والتمثيل بها والتعذيب الشديد للضحايا مشيرا إلى أن اسوأ ما شاهده ولا يغيب عن ذاكرته كإنسان وكطبيب شرعي المجازر التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية المسلحة بحق الأطفال والنساء في عدد من أحياء مدينة حمص.

وذكر الطبيب الشرعي “أنه تم توثيق كل الجرائم المرتكبة والمجازر التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية بالإضافة إلى تأمين وسائل التعرف على الضحايا والاشلاء ومجهولي الهوية”.

وحول أهم الحالات التي يستقبلها في عيادته لفت المحمد إلى أنه “منذ افتتاح عيادته التي تعتبر أول عيادة خاصة في مجال الطب الشرعي في حمص عام 2006 استقبلت العديد من الحالات التي تتعلق بالشك في وجود اعتداءات جنسية على أشخاص من مختلف الأعمار حيث يتم بعد إثبات أو نفي الحالة توجيه أصحابها إلى كيفية الحصول على حقوقهم في دوائر القضاء كذلك استقبلت العيادة بعض الحالات الخاصة بإثبات نسب الأبوة حيث يتم ذلك بالتنسيق والتعاون مع مخبري البصمة الوراثية في جامعة دمشق وإدارة الأمن الجنائي بدمشق من خلال تحليل الـ دي ان ايه”.

وذكر المحمد أن هناك العديد من الحالات التي يجب على الطبيب الشرعي ألا يتعامل معها في العيادة بل يقوم بنصيحة المتخاصمين باللجوء إلى القضاء لحلها ومنها الحالات المتعلقة بالاذيات الجسدية والاغتصاب بكل أنواعه و أشكاله.

وأشار المحمد إلى المرسوم الذي صدر مؤخرا بإحداث الهيئة العامة للطب الشرعي في سورية ونظم عمل جميع الأطباء الشرعيين.

وتحتوي عيادة الطبيب الشرعي حسب المحمد على كل التجهيزات الطبية الخاصة بأي عيادة طبية وفق تعاميم نقابة الأطباء في سورية بالإضافة إلى المعدات والآلات الخاصة بالطب الشرعي ومنها معدات خاصة بأخذ الأثر كالماسحات والمكبرات ومنابع الضوء والتجهيزات الخاصة بالفحص النسائي وكاميرا لتوثيق صور المراجعين ومعدات أخرى.

وإضافة إلى عمله يقوم المحمد بكتابة زاوية حول ملفات الطب الشرعي في مجلة عالم الصحة لتسليط الضوء على دور الطبيب الشرعي في كشف الجريمة وملابساتها لافتا إلى أهمية امتلاك الطبيب الشرعي ثقافة القانون في الدولة التي يعمل بها حيث حاز مؤخرا على إجازة بالحقوق من جامعة البعث كما أنه في طريقه لإعداد مؤلف عن المسؤولية الطبية في القانون بالإضافة إلى كتابة عشرات القصص الدرامية من ملفات الطب الشرعي كما نشر العديد من المقالات المتعلقة بموضوع العنف العائلي.

والدكتور المحمد من مواليد حمص 1972 حاصل على شهادة ماجستير في الطب الشرعي من جامعة دمشق 2001 وهو عضو المجلس العلمي لاختصاص الطب الشرعي و أمين سر نقابة الأطباء بحمص.

تمام الحسن