نزار كاجان يتحدى الإعاقة بأعمال فنية متميزة

حمص-سانا

رغم الإعاقة التي عانى منها الشاب نزار كاجان منذ الصغر إلا ان مساعدة الجهات الأهلية في حمص جعلت منه بمرور الوقت مع تكثيف الرعاية والاهتمام نموذجا براقا لقدرة الإنسان على تحدي ظروفه الصعبة وتجاوز إعاقته متفوقا في كثير من الأحيان على أقرانه من الأصحاء وهو ما حدث مع ابن العشرين ربيعا حيث تحول بفضل الجهود التي بذلتها جمعية النهضة الخيرية إلى فنان مبدع في حقول الرسم والاشغال اليدوية رغم قصور بعض قدراته الحركية وتأخر قدرته على النطق.

بمساعدة من بعض الأصدقاء تحدث كاجان إلى نشرة سانا الشبابية موضحا أنه أمضى سنوات من العزلة واليأس بسبب إعاقته التي ابتلي بها منذ الصغر على إثر حمى شديدة إصابته فلم يتوقع يوما ما أن يتغير حاله فيمتلك مهارات تمكنه من التكيف مع من حوله وإخراج ما لديه من ملكات خلاقة ظلت دفينة لسنوات قبل أن تبادر جمعية النهضة إلى رعايته واعادة تأهيله ليرى الحياة من منظار جديد.1

وأضاف ان عددا من اعضاء الجمعية قاموا بزيارته في منزله حيث بدؤوا معه ببرنامج دعم نفسي ومعنوي ساعده خلال اشهر على الخروج من المنزل واستعادة ثقته بنفسه إلى حد ما و تجاوز الصعوبات التي طالما واجهها في التعامل مع الناس والتواصل معهم قبل أن يبدأ بارتياد الجمعية حيث تم وضعه ضمن شريحة عمرية مناسبة لينخرط في عملية تأهيلية ساعدته إلى حد كبير على تحسين نطقه وحركة اطرافه وتزويده بالكثير من المستلزمات العلاجية والمعيشية.

وضمن هذه الأجواء المشجعة بدأت مواهب كاجان تتفتح حيث ظهرت بداية ميوله الفنية نحو الرسم والتي تطورت خلال التدريب الذي وفرته الجمعية له حيث اكد كاجان انه بدأ يكتشف في نفسه ولعا حارا بالخطوط والالوان التي راحت تتمازج على القماش الأبيض لتنقل صورا ورؤى طالما راودت مخيلته فكان لهذا الاكتشاف وقع سحري على روحه التي غادرت قوقعتها نحو عوالم اكثر حيوية واشراقا.

ولأن الابداع يدفع نحو أفق أكثر ثراء فقد تحول كاجان من الرسم إلى صنع المجسمات الفنية المختلفة مستخدما المخلفات البيئية والتوالف الطبيعية وفي مقدمتها الريش الذي أغراه منظره الانسيابي الناعم والوانه الساحرة فإذ به يبدع من الأشكال أجملها وأكثرها غرابة عاكسا بذلك عمقا فنيا لافتا في شخصيته التي ما لبثت أن تغيرت على نحو ايجابي متسارع .. وقال.. كنت سعيدا وأنا أرى الناس ينظرون إلى أعمالي ويفتتنون بها ما زادني عزيمة وإصرارا على تطوير هذه المجسمات وصقلها لتشكل نتاجا فنيا مهما وبالفعل تمكنت من ذلك بفضل التدريب المستمر في الجمعية والذي اشرف عليه فنانون متخصصون قدموا لي كل خبرة ممكنة حتى بدأت أعمالي تتصدر معارض الجمعية وتلقى الثناء والإعجاب.

اليوم ينظر نزار إلى الحياة والمستقبل بصورة مغايرة مبديا عميق امتنانه للجمعية التي ساعدته كثيرا وكانت الداعم الرئيسي له كما انها جهزت له كما اوضح مرسما خاصا يمكنه من الاستمرار في عمله الفني والانتقال به إلى مراحل اكثر تنوعا وتألقا دون أن تتوانى عن رعايته المستمرة ومتابعة وضعه الصحي لتشكل بدورها مثالا منيرا للعمل الأهلي المؤثر.

فاتن خلوف