ريف دمشق-سانا
في لغة بلا صوت.. تنطق الشابتان فداء عيون وولاء حمدان بإشاراتٍ تحمل أصوات الأطفال الصم من مدينة دوما بريف دمشق.
الشابة فداء قالت لنشرة سانا الشبابية: “إنها درست الثانوية الفنية، ثم كرّست جهدها ووقتها لمتابعة كل ما يتعلق بعالم الصم بدعمٍ من زوجها، كما شكّل حضورها الدائم في جمعية الصم بدمشق طريقاً لإتقان لغتهم فدأبت على التركيز بكل التفاصيل وبحركة الشفاه خلال التفاعل معاً وإمضاء وقت طويل بالتحدث معهم”.
“لا تقبل بأقل مما تستحق…” شعارٌ اتخذته فداء في حياتها لتعلم لغة الإشارة وممارستها، كما تجاوزت مشكلة قلة وجود مؤسسات لتعليم دورات إشارة ونطق في دوما عبر تشجيع لبابة الحنش مديرة روضة البيان لأطفال الصم والبكم التابعة للجمعية الخيرية لإغاثة المحتاجين بدوما والتي علمتها كيفية التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، ثم أصبحت من معلمات الروضة.
فداء صقلت تعليمها عبر دورة ترجمة فورية بمركز “إشارتي” بدعم من مديرته هدى محمد، ثم أتقنت لغة الإشارة عند خبير الإشارة الدولي هيثم دادو، كما نالت شهادة أخرى بدورة لتعليم التخاطب والنطق في دمشق مع الدكتورة بشرى بركات.
هاجس فداء هو متابعة كل شيء جديد عن عالم الصم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما عكست هوايتها في حياكة الصوف وصنع أشكال بالورق الملون (فن طي الورق) على تعليم الأطفال وصنع البسمة على وجوههم البريئة، لافتةً إلى سعيها لإتقان الرسم لتعليمه للأطفال أيضاً وأن تصبح مدربة معتمدة.
أما صديقتها ولاء فهي حاصلة على شهادة معهد متوسط تجاري، ومدّرسة بالروضة ذاتها بعد أن عملت بدايةً كمتطوعة فيها، ثم خضعت لدورة بلغة الإشارة، وألحقتها بدورة المعالجة النطقية للصم والبكم من قبل إدارة الروضة.
وتصف ولاء حالة الخوف التي انتابتها أول يوم دخلت به الروضة ورأت الأطفال يتحدثون بطلاقة… فكيف ستتمكن من التفاهم معهم وتعليمهم؟ لكن سرعان ما تبدلت مخاوفها إلى مشاعر الحب والشغف والاعتزاز حين ينطق الطفل الأصم حرفاً أو يعبر بنغمةٍ معينة لأول مرة بحياته وتسمعه أمه التي كانت فقدت الأمل بسماع صوته.. تلك المشاعر أكبر حافز لمساعدة الأطفال الصم.
وبهذا الصدد تنوه الشابة ولاء بتشجيع أهلها لها وبدور كادر روضة البيان في الوقوف بجانبها وتقديم كل أشكال الدعم لها وخلق جو من المحبة والتفاهم والاحترام بينهم وبين الأطفال الذين ساعدوها بدورهم لحب هذه اللغة أكثر فأكثر، لافتةً إلى أنها نالت شهادات من المترجمة فرح التل والخبيرهيثم دادو وفريق الصم المبدعون وجمعية الصم بدمشق.
وأعربت ولاء عن طموحها بأن تصبح خبيرة لغة إشارة معتمدة لتشكل صوت من لا صوت له ولتقف معهم جنباً إلى جنب في تحقيق أحلامهم وأهدافهم، وذلك رغم مسؤوليتها كأم لثلاثة أطفال.
الصديقتان سجلتا بصمة واضحة في كل الفعاليات التي تخص الصم والبكم بمدينة دوما، منها فعالية باليوم العالمي للإشارة مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري عام 2021، وفعالية لمة فرح بمناسبة اليوم العالمي لذوي الإعاقة عام 2022 في مدرسة عبد الحكيم القصير، وحفل آخر في صالة الزهراء بدوما حيث مثّل الأطفال الصم فيه مسرحية عن غزة، كما شهدت الاحتفالية الأخيرة نشاطات فنية مختلفة وعرضاً لإبداعات الأطفال في الرياضيات واللغة العربية والأشغال المهنية.
دارين عرفة
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency