دمشق-سانا
يسعى المطورون والمختصون في تكنولوجيا الصناعات الحيوية إلى مساعدة الأشخاص الذين أصيبوا بأمراض أو حوداث أدت إلى تلف أحد الأعضاء أو جزء منه في تعويضها، ومع قلة المتبرعين المناسبين تشكل الطابعة الحيوية حلاً مناسباً للكثير من هذه المشكلات الصحية.
وتعتبر الطباعة الحيوية التي صممها ثلاثة طلاب من كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية قسم الهندسة الطبية الحيوية بجامعة دمشق إحدى أنواع الطباعة ثلاثية الأبعاد التي تستخدم فيها خلايا ومواد حيوية على هيئة أحبار لتصنيع هياكل حيوية، وإصلاح الأعضاء والخلايا الجذعية والأنسجة التالفة في جسم الإنسان.
وحول تصنيع هذه الطابعة أوضح كل من الطلاب الذين صمموها إبراهيم حازم آلوسي وإياد زهير الأتاسي وعبد الله عصام الشقللي أن الطباعة الحيويّة تستخدم تقنية البثق الدقيق لترسيب طبقات من الأحبار الحيوية، وهي مواد قابلة للطباعة يمكن للخلايا أن تنمو بداخلها لبناء شكل العضو المستهدف لزراعة مكان العضو الأساسي.
وبين الطلاب أن طابعات البثق الدقيق تحتوي على سرير طباعة، ومجموعة من المحاور المتحركة، وفتحة بثق، وآلة البثق، وخزان الحبر الحيوي، إضافة إلى مراوح للتبريد وفلاتر للحفاظ على حجرة نظيفة وتتمتع بتصميمها الأنيق وشكلها الانسيابي، ويمكن زيادة دقتها باستخدام محركات خطوية نانوية، مشيرين إلى أنه تم اعتماد نظام الغرفة النظيفة كبديل لكبائن العزل الحيوي.
وأوضح الطلاب أنه ليصبح المشروع جاهزاً للاستثمار خدمة للباحثين في مجال هندسة الأنسجة والطب التجديدي والمهتمين بهما، يجب العمل على نظام لضبط درجة الحرارة بدقة، سواء داخل حجرة الطباعة أو لمخازن الحبر الحيوي، وتزويده بنظام برمجي يمكن من ضبط درجة الحرارة الإسمية المناسبة لكل مادة يراد طباعتها، مع تحسين واجهات الاستخدام من الناحية الحيوية.
وعن الصعوبات التي واجهتهم لفت الطلاب إلى أن التكلفة العالية لمكونات الطابعة الحيوية دفعتهم لتنفيذ المشروع بمحركات أرخص ثمناً، الأمر الذي يؤثر نوعاً ما على جودة عملها لذلك يجب تدارك ذلك عند وضعها بالاستثمار.
وأشار الطلاب المخترعون إلى أنه رغم الأهمية الكبيرة التي تتمتع بها مثل هذه الطابعات في إنقاذ العديد من المرضى، ولكنها لا تزال تواجه العديد من التحديات، منها أن تكون الأعضاء الحيوية المطبوعة ضعيفة، إضافة إلى أن بعض الأجزاء الحيوية في الجسم يتمتع بتراتبية بنائية عالية الدقة إلى درجة التعقيد، وكل ذلك يتطلب جهوداً إضافية من العلماء والمختصين لتطوير هذه الطباعة الحيوية المهمة لإنقاذ الحياة.
يشار إلى أن تصميم هذه الطابعة عرض في كل من معرض عينك على اختصاصك، في أيلول الماضي، ومعرض كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بدمشق الذي أقيم الشهر الماضي.
علياء حشمه وعلي عجيب
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency