دمشق-سانا
لغة الجسد ثقافة وعلم يزداد انتشارا في أنحاء العالم وهو علم يفرد له الكثير من الأبحاث والدراسات التي تهتم بعلم النفس البشرية حيث كان هذا العلم حكرا على فئة معينة من المجتمعات وأصبح ظاهرة تهم جميع أفراد المجتمع وخاصة الشباب.
تقول الماستر غالية البغدادي أخصائية علم الطاقة أن لغة الجسد هي إشارات ورسائل غير شفهية نرسلها ونستقبلها بشكل إرادي ولا إرادي في لقاءاتنا مع أصدقائنا ومعارفنا وحسب الإحصاءات فإن 50 بالمئة من تواصلنا مع الآخرين يتم عبر لغة الجسد أي أن أكثر من نصف تواصلنا مع الآخرين يتم عبر هذه اللغة فنحن عندما نقابل أشخاصاً لأول مرة يتولد لدينا أحياناً أما شعور بالراحة أو بعدم الثقة لأن انطباعنا عن الأشخاص يستوحى عن طريق حركاته الجسدية وتقول الدراسات أن لغة الجسد تلعب دوراً كبيراً في ذلك وهذا مايؤكد نظرية الدراسات القائمة عن تفسير لغة الجسد.
وأوضحت بغدادي أن لغة الجسد يقسمها المختصون إلى أربعة أنواع هي تعابير الوجه وأهمها العين التي تعطي رسائل قوية ومباشرة وقيل إن العين شفافة لدرجة أنه يمكننا رؤية الروح من خلالها فهي تعكس انفعالات الإنسان فالبشر بمختلف خلفياتهم وثقافاتهم متشابهون في تعابير عيونهم.
وأضافت بغدادي أن الإيماءات مثل حركات اليد ولمس الأنف وهز الكتفين وطريقة الوقوف والجلوس والميل نحو الشخص المقابل أو الابتعاد عنه هي كلها حركات جسدية.
ولفتت إلى أن النطاقات غير المرئية التي نصنعها حولنا والتي تنقسم إلى أربعة أقسام أساسية وهي المنطقة الحميمة المنطقة الشخصية المنطقة الاجتماعية وأخيراً المنطقة العامة هي لغة جسدية بحتة كما أن الأشخاص الذين يفهمون لغة الجسد يستطيعون استخدامها بشكل واع في حياتهم اليومية.
وبينت بغدادي أن علماء النفس يعتمدون على ستين بالمئة من حالات التخاطب والتواصل بينهم وبين مرضاهم المصابين بحالات نفسية على فهم رسائلهم غير الشفهية وهي الإيماءات والإيحاءات والرموز التي يتصرفون من خلالها في عياداتهم ولا يعتمدون على كلام مرضاهم ويقال إن هذه الطريقة لها مدلولاتها.
وقالت بغدادي رغم أن الدراسات أوضحت أن لغة الجسد هي الجزء الأهم من بين الرسائل التي تنتقل عبر الأشخاص الآخر وهنالك ثمانون بالمئة من المعلومات يمكن أن تنقل بهذه الطريقة وأن الرسالة غير الشفوية المنقولة هي غنية وتشرح لنا مانريد فهمه من الأشخاص الذين نلتقي بهم لأول مرة.
وأضافت بغدادي تحتوي الرسالة الشفوية التي نقرأها على تعابير وجه المتكلم وحركات يديه وقدميه ونظراته وتوتره وانفعالاته وما إلى ذلك عن ما يريد التحدث عنه فهنالك رسالة تعبر عن الغضب ورسالة عن الفرح وأخرى عن الحزن وأن تلك الرسائل نقرؤها من حركات الشخص فهي حركات إيمائية تقرأ قبل تحدث الشخص وإذا كان مبتسا فلديه خبر جيد لأن لغة الجسد هي مفتاحنا إلى شخصيته.
كما تابعت بغدادي أن التحكم في تعابير الوجه ورسائل الجسد “فن” يدرسه رجال وسيدات الأعمال لكي يجنبهم بعض الأخطاء التي يقع بها الكثير منهم وقد يكون لها تأثير سلبي على اجتماعاتهم وعقد صفقاتهم وغيرها من المقابلات ومن الأخطاء الشائعة التي يقعون فيها.
وأكدت بغدادي أن المجتمع السوري يهتم اليوم بلغة الجسد فهنالك الكثير من مرتادي عيادتها يطلبون منها فهم لغة أجسادهم وخاصة من سيدات ورجال الأعمال الذين يهتمون بسيطرتهم على رسائلهم الشفوية التي يقمون بإصدارها من خلال حركاتهم والتي يحبذون تغييرها أو تفسيرها لهم لئلا تعطي عنهم انطباعا سيئا ضمن تعاملهم مع الأشخاص ولكن الشريحة الأكبر من مرتادي عيادتها اليوم هم فئة الشبان وهم طلاب الجامعات الذين يأتون إليها قبل حفل تخرجهم ليطلعوا على بعض المبادىء عن حركاتهم الجسدية التي يجب أن تعطي عنهم رسائل شفوية إيجابية بالنسبة للحضور أثناء الحفل.