الإرهاب الإسرائيلي يعظم شرره .. فماذا أنتم فاعلون؟- الوطن العمانية

بينما تواصل آلة الإرهاب والفوضى الهدامة تدمير استقرار دول المنطقة، وتواصل غرف التآمر المشتركة رفد المشغَّلين لحمل هذه الآلة بما يحتاجونه من خطط وتكتيكات ومعلومات ودعم لوجستي، تواصل على الجانب الآخر آلة الإرهاب والعدوان الإسرائيلية جرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.

وإزاء هذا المستجد الذي قذف به سونامي “الحريق العربي” في العام 2011 على المنطقة، يبدو كيان الاحتلال الإسرائيلي قد نجح ومعه حلفاؤه الاستراتيجيون وبدعم واضح من العملاء والمرتزقة الذين يتكاثرون هذه الأيام، في تنفيذ مخططات التفتيت والتمزيق التي أعدها أبناء الصهيونية من أمثال برنارد لويس وبرنارد هنري ليفي وغيرهما وذلك للسيطرة على المنطقة وإقامة المستعمرة الكبرى المسماة “إسرائيل” من النيل إلى الفرات، وتأمين بقائها واستقرارها فيما تشتعل نيران الحروب الطائفية والمذهبية بين الكيانات العربية الممزقة، تتكفل هذه المستعمرة الكبرى بضخ الزيت على نارها كلما خفتت؛ لأن من الواضح أن العقل الصهيوني المخطط بات مقتنعًا أنه ليس في وسع كيان الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه الاستراتيجيين الاستمرار إلى ما لا نهاية في المماطلة والمراوغة والتملص من الاستحقاقات الواجبة تجاه عملية السلام وإنهاء الصراع العربي ـ الإسرائيلي، حيث إن الأحلام أكبر من المعروض من المساحة لحدود كيان الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي وفي ظل هذه المراوغة والمخادعة أصبح الجميع منكشفًا ومفضوحًا، فضلًا عن أن قوى المقاومة والممانعة أخذت تطور أدوات مقاومتها يومًا بعد يوم، وقد أثبتت اختبارات المواجهة أن ليس في مقدور الآلة العسكرية الإسرائيلية الجبارة إحراز النصر الحاسم كما كانت في السابق، فمقولة “الجيش الذي لا يقهر” حوَّلتها قوى المقاومة إلى “الجيش الذي يقهر ويكسر ويهزم”.

إن هذا النجاح لمخطط تمزيق دول المنطقة وخاصة الدول العربية الكبرى والفاعلة، ليس أحجية من أحاجي نظرية المؤامرة، وإنما هو يشق طريقه ويؤدي مفاعيله على الأرض، سواء في سورية أو العراق أو مصر، وهي الدول المحورية والفاعلة، وهي الدول الثلاث التي نالت شرف خوض معارك الكرامة والذود عن شرف هذه الأمة وحقوقها المغتصبة، بدليل أن كيان الاحتلال الإسرائيلي وحلفاءه الغربيين قد جعلوا هذه الدول الثلاث ومعها ليبيا واليمن بوصلة لعصابات الإرهاب والعملاء والخونة، وكذلك بوصلة للشعوب العربية من خلال إشغالها بمصطلحات “الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وحماية المدنيين والدولة المدنية” في هذه الدول، في حين أخذ كيان الاحتلال الإسرائيلي يستفرد بالقدس وأقصاها الشريف التي من المفترض أنها لا تزال البوصلة للشعوب العربية جميعًا وللقوى المغرر بها والمخدوعة بزيف المصطلحات الرنانة. ولذلك والحال العربية هذه، لا غرو أن يعزل كيان الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى بعد أن نجح في احتلال مدينة القدس بقسيمها الغربي والشرقي، وطرد الفلسطينيين المقدسيين تحت حجج واهية، وتفعيل قانون “أملاك الغائبين” الذي بموجبه سمحت سلطات الاحتلال الاستيلاء على أملاك الفلسطينيين الذين هجرهم وطردهم الاحتلال الإسرائيلي ونفاهم إلى دول عربية. كما لا غرو أن يستمر هذا العزل للمسجد الأقصى وتدنيسه بشكل يومي مع استمرار حصار قطاع غزة واستهداف سكانه كلما عنَّ لآلة الإرهاب الإسرائيلي ذلك وبحجج واهية أو مكذوبة، كتلك الغارات العدوانية التي شنتها المدفعية الإسرائيلية أمس على قطاع غزة بدعوى أن صاروخين أطلقا من القطاع.

إنها حال عربية مزرية، ووضع عربي مخجل ومؤلم ومخزٍ، أن يوجه فيه سهام أبناء العروبة والإسلام إلى نحور بعضهم بعضًا، فيما تتوجه سهام الغدر والإرهاب والاحتلال والتهويد الإسرائيلية نحو صدر فلسطين وشعبها ومقدساتها الإسلامية ومؤسساتها المسيحية.

انظر ايضاً

استبدال خليّة كهربائية في محطة تحويل مشتى الحلو باستطاعة 20 ك.ف

طرطوس-سانا قامت ورشات الشركة العامة لكهرباء طرطوس باستبدال ‏خليّة كهربائية باستطاعة 20 ك.ف

اترك تعليقاً