القدس المحتلة-سانا
افتراءات وأكاذيب إسرائيلية متواصلة لتشويه صورة الشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة، في محاولة للتغطية على المجازر وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة المحاصر، سارعت وسائل إعلام غربية مباشرة لتبنيها، كما تبناها الرئيس الأمريكي جو بايدن، مدعياً أنه شاهد صوراً لمن وصفهم بـ “إرهابيين” يقطعون رؤوس “أطفال إسرائيليين”، ليثبت لاحقاً عدم صدق هذه الادعاءات، ويتراجع البيت الأبيض عن تصريحات بايدن.
البروباغندا التي يروج الاحتلال من خلالها ادعاءاته لا تختلف عما قامت به الولايات المتحدة بعد أحداث الـ 11 من أيلول، حيث لعبت واشنطن دور الضحية التي تعاني مأساة محزنة، لتشن حرباً مفتوحة تقتل فيها مئات آلاف الأبرياء في أنحاء العالم بذريعة الحرب على الإرهاب، فأصبحت هجمات أيلول التي تلعب (إسرائيل) بورقتها حالياً رخصة مفتوحة للقتل، بدأت بموجبها صب حقدها وفاشيتها على 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة الذي تحاصره منذ 17 عاماً.
المزاعم بدأت عندما ادعت مراسلة محطة (آي 24) الإسرائيلية نيكول زيديك خلال تغطية مباشرة من مستوطنة كفار عزة المحاذية للقطاع أن جنود الاحتلال أخبروها بأنهم عثروا على جثث 40 طفلاً مقطوعة الرؤوس، وأنهم لم يسبق لهم أن شاهدوا شيئاً (بهذه الوحشية)، ولم تقدم المحطة صوراً أو أدلة تثبت صحة الخبر الذي سارع تال هاينريش المتحدث باسم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى تأكيده، معلناً العثور على جثث الأطفال.
ورغم عدم وجود صور أو فيديوهات موثقة تسند هذه الأكاذيب والادعاءات، تناقلت وسائل الإعلام الغربية ومواقعها على التواصل الاجتماعي رواية المحطة المزعومة ضمن حرب دعائية لشيطنة المقاومة الفلسطينية التي سارعت لنفي هذه الاتهامات، وأكدت أنها لا تستهدف الأطفال المدنيين، بل تستهدف المنظومة العسكرية والأمنية للاحتلال الإسرائيلي، وأدانت هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة، مؤكدة أن الاحتلال يرمي من نشرها إلى التحريض على نضال الشعب الفلسطيني، ومقاومته المشروعة ضد الاحتلال.
وأشارت المقاومة إلى أن أهداف مقاتليها كانت وما زالت التجمعات والقطاعات العسكرية الصهيونية، وأنها تطلق مراراً وتكراراً تحذيرات للمدنيين بالابتعاد عن ساحات ونقاط الاشتباك، من منطلق التزامها بقوانين الحرب وضوابطها، بخلاف العدو الصهيوني الذي مسح أحياء بأكملها في القطاع، وقصف منازل فوق رؤوس ساكنيها، ما أدى إلى استشهاد 1417 فلسطينياً على الأقل حتى الآن، بينهم 447 طفلاً، وإصابة أكثر من 6200 لتفوق جرائمه السابقة والحالية حدود العقل، والتي رغم توثيقها في تقارير أممية ودولية كثيرة لم يتحرك المجتمع الدولي لوقفها، ومحاسبة مرتكبيها بسبب الدعم الأمريكي والغربي اللامحدود للاحتلال، وتأمين الحصانة له في مجلس الأمن الدولي.
ومع استمرار غياب أي دليل على افتراءات الاحتلال، أقر متحدث باسم جيشه لموقع “انترسيبت” بأنه ليس لديه أي معلومات تؤكد ما نشرته الصحف الإسرائيلية وانتشر على وسائل الإعلام الغربية ووسائل التواصل الاجتماعي، حول قيام عناصر المقاومة بقطع رؤوس الأطفال، لكن المستغرب أنه رغم ذلك تبنى الرئيس الأمريكي جو بايدن الرواية المزعومة قائلاً: “إنه من المهم للأمريكيين أن يروا ما يحدث في إسرائيل.. أنا أقوم بهذا العمل منذ فترة طويلة ولم أعتقد قط أنني سأرى لقطات مؤكدة لإرهابيين يقطعون رؤوس الأطفال”، متعامياً عن الفظائع التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة وصور مئات الأطفال من شهداء وجرحى ومشردين بعد قصف طيران الاحتلال منازلهم فوق رؤوسهم.
وبعد ساعات قليلة على تصريحات بايدن تراجع البيت الأبيض عنها، حيث نقلت شبكة (سي إن إن) الإخبارية عن مسؤول في الإدارة الأمريكية قوله: إن “هذه التصريحات كانت مبنية على مزاعم مسؤولين إسرائيليين وتقارير إعلامية، وإن بايدن والمسؤولين الأمريكيين لم يروا هذه الصور، ولم يتحققوا بشكل مستقل من هذه المزاعم”.
بروباغندا وتجييش إعلامي ضخم وخطير وفبركات واضحة لاستجرار تعاطف الغرب يديرها المروجون للقتل والحروب في (إسرائيل) والولايات المتحدة والغرب الجماعي بعد عملية طوفان الأقصى، إمعاناً في سفك دم الشعب الفلسطيني، وكل ما يحدث الآن من جرائم بحقه، وما يتم التحضير له من فظائع يرجع إلى تواطؤ الإعلام الغربي مع الاحتلال الإسرائيلي، وامتناعه عن نقل الحقيقة والوقائع حول ما يجري فعلاً من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم التطهير العرقي منذ أكثر من 75 عاماً، ضمن نظام فصل عنصري، بلغ اليوم حداً مرعباً في قطاع غزة، بإعلان واضح من الاحتلال عزمه إبادة أهله الذين مسح عنهم وزير حربه يوآف غالانت صفة الإنسانية، ووصفهم بأنهم “حيوانات بشرية” يجب قطع المياه والكهرباء والغذاء والدواء عنهم، وقتلهم وتشريدهم في تصريحات عنصرية وقحة تفوق السلوك النازي.
جمعة الجاسم وعاليا عيسى
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgenc