دمشق-سانا
أوراق غير متناثرة للمخرج المسرحي فرحان بلبل مجموعة من مقالات وأبحاث نقدية في المسرح والأدب طرح من خلالها قضايا اجتماعية وثقافية بغية خدمة هدفه الذي يرمي لإنماء الثقافة والفن وفي أكثر من موضوع تطرق إليه.
وجاء كتاب بلبل في أربعة أقسام الأول في النقد المسرحي والأدبي والثقافي والنقد الاجتماعي حيث تناول في النقد المسرحي جوانب مهمة شملت النشاط المسرحي في سورية وهمومه ومشاكله والعيوب التي أحدقت به كما طرح جملة من الرؤى لتصحيح هذه العيوب.
ويناقش بلبل في كتابه المسرح بين نكسة حزيران عام 1967 وبين حرب تشرين التحريرية عام 1973 حيث رأى أن أبو الفنون كان الأكثر التصاقا بالجماهير بصفته يعكس الصدى الفكري والعاطفي للمجتمع لاسيما في هذه المرحلة التي شهدت تطورا في المسرح كما اعتبرها بلبل.
ويؤكد المسرحي بلبل أن “انتشار القيم الاشتراكية وتطور المجتمع هو السبب الرئيسي لتطور المسرح لكن فترة القلق التي عاشها الإنسان العربي ساهمت في توسيع دائرة التطور المسرحي وتفعيل نموه”.
ويوضح بلبل أهمية الإخراج المسرحي في إكمال مهمة الكاتب وأن أي مسرحية مهما كانت ذات أهمية تتضائل أهميتها وينقص تأثيرها في المجتمع إذا ما تم الاطلاع عليها قبل تجسيدها على خشبة المسرح إضافة إلى أن المسرح يصنع كثيرا من التحولات الحياتية على الخشبة كما يصفه.
ويبين بلبل أن المسرح والفنون الأخرى بحاجة جميعها إلى نقد يفكك بنيتها ويبين خصائصها إلا أن المسرح بحاجة إلى نقد آخر بعد تجسيده على الخشبة نظرا لأهميته الأدبية والثقافية العالية كما يحتاج ابو الفنون بحسب بلبل إلى تفسيرات ووجهات نظر أكثر من سائر الأجناس الأدبية نظرا لأهمية وجوده وشموليته في الحياة.
وفي النقد الأدبي يسلط بلبل الضوء على الناقد محمد مندور في مقالته بين الجمالية والأيدولوجية حيث يعتبره أعطى النقد أهمية ودفعه إلى التطور فأصبح رائدا في أدبنا العربي وصاحب مذهب نقدي واتجاهين في النقد هما الصياغة اللغوية وعلم الجمال اللغوي والنقد الإيديولوجي الذي يقوم على محاولة الوصول إلى هدف معين في الأدب.
وبحث بلبل في كتابه وجهات نظر النقاد حول أستخدام العامية والفصحى في النصوص الأدبية كما درس التاريخ العربي في الشعر والمسرح والأدب بين المعاصرة الشكلية والالتزام الفكري لافتا إلى أهمية تعبير الأدب عن ظروف المجتمع وهمومه والانطلاق من البيئة العربية وقضاياها.
وفي مجموعة مقالاته التي أوردها بلبل في كتابه عن النقد الثقافي يرد على اتهامات الكتاب والأدباء حول عدم اهتمام العمال بالثقافة والأدب وأن جهلهم يبعدهم عن التذوق والفهم مستشهدا بفرقة المسرح العمالي بحمص التي استجاب لها العمال في شتى بقاع سورية كما أن الشاعرين أراغون وغارسيا لوركا ينتميان لطبقة العمال أيضا وعلى المثقفين والأدباء أن لا يبتعدوا عن العمال لأنهم جديرون بذلك ويمتلكون المقدرة على التحصيل الثقافي.
ويتناول بلبل مجموعة من الآراء النقدية الاجتماعية التي شملت الحرمان والجوع والتفاوت الطبقي والتخلف والطغيان حيث أستقبل العرب عصر النهضة منذ اوائل القرن التاسع عشر بعد ركود حضاري دام ثلاثة قرون نتيجة الاحتلال العثماني ثم كان همهم التخلص من التخلف وتداعياته بعد أن نالوا استقلالهم وطردوا المستعمر من أراضيهم.
كتب فرحان بلبل مقالاته بأسلوب سهل دون أن يتخلى عن الجماليات الفنية وعن العاطفة الإنسانية التي عكس خلالها ما يريد أن يذهب اليه من أفكار حقق من خلالها عددا من النصوص الفنية الراقية.
يذكر أن الكتاب من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب يقع في 575 صفحة من القطع المتوسط.
محمد خالد الخضر
أوراق غير متناثرة..أبحاث في المسرح والأدب لفرحان بلبل
انظر ايضاً
الشركة العامة لتعبئة المياه تخفض أسعار منتجاتها بنسبة 10 بالمئة
دمشق-سانا خفضت الشركة العامة لتعبئة المياه أسعار منتجاتها من عبوات مياه الشرب، من مختلف الأحجام، …