حمص-سانا
ألقى المهندس غسان قره كله محاضرة في المركز الثقافي بحمص بعنون “التسامح الديني” بين فيها أهمية التسامح في حياة البشرية فهو يلغي كل الأحقاد ويبعث الاطمئنان وينمي ثمار المحبة بين جميع أطياف المجتمع.
واعتبر قره كله أن التسامح هو أحد المبادئ الإنسانية ويعني نسيان الماضي المؤلم بكامل إرادتنا والتخلي عن الرغبة في إيذاء الآخرين لأي سبب حدث في الماضي وهو رغبة قوية في أن نفتح أعيننا لرؤية مزايا الناس بدلا من أن نحكم عليهم أو ندين أحدا منهم كما أن التسامح يعني العفو عند المقدرة وعدم رد الإساءة بالإساءة والترفع عن الصغائر والسمو بالنفس البشرية الى مرتبة أخلاقية عالية.
وأوضح أن التسامح كمفهوم أخلاقي اجتماعي له دور وأهمية كبرى في تحقيق وحدة وتضامن وتماسك المجتمعات والقضاء على الخلافات والصراعات بين الأفراد والجماعات.
وأضاف قره كله أن التسامح الديني هو محبة الناس جميعا “وعدم التمييز بينهم على أساس اللون أو الجنسية أو الطائفة وهو يقوم على مبدأ قبول الآخر” كما أنه يعد أرضية “لبناء المجتمع المدني وإرساء قواعد التعددية والديمقراطية وحرية المعتقد والفكر والثقافة واحترام سيادة القانون”.
ولفت المحاضر إلى أن التعايش الديني لايتم إلا على أسس راسخة أولها القناعة والارادة الحرة والرغبة المشتركة بين أهل الأديان نابعة من التراث لا من أي تأثير خارجي وثانيها التفاهم والاتفاق المشترك على أهداف التعايش التي تخدم الإنسان وتحقق مصالحه وفي مقدمتها السلم العالمي والأمن والأمان وثالثها التعاون المشترك للوصول إلى نتائج مرضية بناء على مخطط تنفيذي يشترك فيه الجميع ورابعها الاحترام المتبادل.
وختم قره كله محاضرته بالقول إن “التسامح الديني يعني أن نؤمن بالآخر كحقيقة وكأمر واقع فالتنوع سنة الكون ليس على صعيد اللغة واللون والجنس فقط وإنما على صعيد الدين والمذهب والفكر والثقافة وأن التسليم بالتنوع والتعددية والآخر يشيع ثقافة التعايش في المجتمع ويلغي ثقافة الإلغاء التي تحرص على الانتقام والتشفي وأن الإيمان بالتنوع لا يعني احترام الآخر فحسب وانما العمل على حماية هذا التنوع والحيلولة دون القضاء عليه وأن كل محاولات الإلغاء تبوء بالفشل”.