موسكو-سانا
جدد أبناء الجالية السورية في روسيا بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لجلاء آخر جندي للمستعمر الفرنسي عن أرض سورية وقوفهم إلى جانب وطنهم الأم سورية في وجه الحرب العدوانية التي تشنها قوى الإرهاب والتطرف عليها رافعين أسمى آيات الشكر والتقدير لأولئك الذين صنعوا الاستقلال بنضالاتهم ورووا أرض بلادهم بدمائهم الزكية مستلهمين ملاحم البطولة والفداء من ذكرى الشهداء الميامين الذين لم يبخلوا بأرواحهم الطاهرة ليقدموها قرابين لحرية واستقلال الوطن.
وأكد أبناء الجالية خلال الاحتفال الجماهيري الذي اقامته السفارة السورية في موسكو بهذه المناسبة وذلك بالتعاون مع رابطة الجالية وفرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية في روسيا ان نضالات شعبنا ضد الاستعمار الأجنبي الغاشم ومن أجل الاستقلال كانت معركة وطنية كبرى كما هي معارك شعبنا اليوم ضد الإرهاب والقوى التكفيرية السوداء معارك وطنية كبرى لا بل حرب وطنية كبرى في سبيل صون حرية واستقلال ووحدة وطننا سورية أرضا وشعبا.
وأشار المشاركون في هذه الذكرى إلى ما تتعرض له سورية من حرب عدوانية غاشمة منذ خمسة أعوام تصدى خلالها ابناء الوطن لكل أشكال وأنواع الإرهاب والإجرام اضافة الى ما تعرض له الاقتصاد الوطني من كل ألوان التدمير والتخريب من قبل تنظيمات إرهابية استقت أفكارها وأساليب إجرامها من المخزون الذي راكمته قوى الإجرام والفاشية عبر تاريخها فكانت المحصلة تهديدا لكامل الوطن السوري بشعبه وتراثه وحضاراته ومكوناته.
وأكد الدكتور رياض حداد سفير سورية في موسكو في كلمة له أن معركة الجلاء لم تتوقف يوما على أرض سورية حتى تاريخه لأن ساحات المواجهة تبدلت من ميادين التصدي للإنتداب المباشر إلى ميادين أشد قسوة وضراوة قائلا أن الشعب الذي صنع الجلاء وانتصر على المستعمرين على اختلاف مسمياتهم هو اليوم أكثر قدرة على تحصين الجلاء والانتصار في حربه على الإرهاب.
وأضاف أن سورية وشعبها وبقيادة وزير حربيتها البطل يوسف العظمة التي أبت أن يسجل التاريخ أن غازيا دخل دمشق واحتلها من دون قتال تتصدى ومنذ أربع سنوات لهذه الحرب الكونية المفروضة عليها شعبا وجيشا وقيادة وهاهي ميسلون تتكرر بصورة أبهى وصمود أشد وأمنع.
ونوه السفير حداد بالتفاف السوريين حول جيشهم العقائدي وحول قيادتهم في مواجهة الحرب الشرسة التي تتعرض لها مؤكدا أنه كما استطاع آباوءنا وأجدادنا انتزاع الحرية والاستقلال وصياغة الجلاء كذلك نحن اليوم نصوغ انتصارا جديدا تتجاوز معانيه ودلالاته الجغرافيا السورية في مكافحة الإرهاب وفي الانتصار على تحالفات البترودولار والمجمعات الصناعية العسكرية.
من جانبه أكد وائل جنيد رئيس رابطة الجالية السورية في روسيا أن سورية كانت ولا تزال محط أنظار وأطماع الطامعين لكونها كانت مهداً للحضارات المتعاقبة وأرضاً للانبياء وملتقى لخطوط التجارة وطريقاً للحرير ولهذا كله كانت طيلة مراحلها تدافع عن نفسها ولا تبخل في تقديم دماء الشهداء لتبقى عصية صامدة صلبة في وجه الطامعين.
وقال جنيد ان يوم السابع عشر من نيسان من العام 1946 شكل خروج اخر جندي أجنبي من أرض سورية وإعلان الإستقلال الذي ما كان ليكون لولا وحدة الشعب السوري بمختلف مكوناته لتبدأ في سورية مرحلة جديدة.
من جانبه أكد الدكتور بسام الشلبي مسؤول حزب البعث العربي الإشتراكي في روسيا الاتحادية أن يوم الجلاء هو اليوم الذي أشرقت فيه شمس الحرية على وطننا وعلت في سمائه خفاقة راية سورية موجها بكل إكبار وخشوع التحية والتمجيد إلى أرواح الشهداء الأبرار الخالدين الأطهار الذين غرسوا شجرة الاستقلال بأيديهم وسقوها بدمائهم الزكية ليحيا الوطن.
بدوره قدم أوليغ فومين عضو قيادة الجمعية الأمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية رئيس اللجنة الروسية للتضامن مع سورية التهاني للشعب السوري بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لجلاء المستعمر من أرض سورية.
وأشار فومين في كلمة ترحيبية الى علاقات التعاون والصداقة بين سورية وروسيا قائلا أنها تعود للصداقة التاريخية والعريقة بين الشعبين والبلدين بدءا من نشاط الجمعية الامبراطورية التعليمي في سورية ولبنان ومرورا باستخدام الاتحاد السوفييتي حق الفيتو الأول في مجلس الأمن لجهة إخراج القوات الأجنبية من الأراضي السورية فضلا عن التعاون في المجالات الاقتصادية والتعليمية والعسكرية بين البلدين وخاصة في حرب تشرين التحريرية وبناء سد الفرات الذي يعتبر علما من أعلام الصداقة الروسية السورية.
واختتم فومين حديثه بالعربية “المجد للشهداء السوريين00المجد للمدافعين عن الجمهورية العربية السورية الحبيبة00وعاشت الصداقة الأبدية الروسية السورية”.
وتخللت الكلمات أهازيج وهتافات الحضور بوحدة سورية واستقلالها وبشعبها والتفافه حول قيادته وبالتحية للجيش العربي السوري الباسل وقواته المسلحة البطلة حماة الديار وبالصداقة الصادقة بين سورية وروسيا.
وقامت فرقة “موزاييك” الموسيقية للطلبة السوريين الدارسين في موسكو بتقديم مقطوعات موسيقية وأناشيد وطنية تتغنى بذكرى الجلاء وبعزة الوطن وشموخه.
وفي مقابلات مع أبناء سورية المقيمين في موسكو قال الدكتور نضال بو علي طبيب الجراحة العظمية وهو برفقة طفليه أيمن وميس إننا جئنا لنحتفي بعيد جلاء المستعمر الفرنسي عن سورية ونحن سعداء جدا بوجود جميع السوريين بكل انتماءاتهم السياسية في روسيا وهذا اليوم هو يوم توحيد جميع السوريين من كل الاختصاصات من طلبة وأطباء وموظفين في هذا البلد.
وأضاف إنني بصفتي مغتربا في هذا البلد أقوم كل عام مع أطفالي بالاحتفال بهذه المناسبة ليعرفوا انتماءهم للوطن وليتابعوا أخباره مؤكدا ثقته في قدرة الشعب السوري على استئصال جميع العناصر الارهابية ودحرها وطردها خارج الوطن.
بدوره قال الدكتور عبد الكريم حسن طبيب جراحة عينية في موسكو إن الأمانة الوحيدة التي نحملها جميعا نحن والجيش والقيادة والشعب السوري برمته هي حماية الوطن والحفاظ على وحدته وجلاء أي عنصر أجنبي موجود على أرضه وتنظيفه من كل هذه العناصر الإرهابية مشددا على اهمية الصبر على هذه المحنة حتى الانتصار.
ولفت الطالب جورج بنود الى اهمية وحدة الشعب السوري ووقوفه يدا واحدة في محاربة التنظيمات الإرهابية حتى دحر الإرهابيين عن الأراضي السورية والإحتفاء بعيد جلاء آخر إرهابي عنها كما تحررت سابقا من الاستعمار الفرنسي.
من جانبها قالت طالبة الماجستير سوزانا الوز خريجة الغناء الأوبرالي وقائدة فرقة موزاييك الموسيقية السورية في موسكو إننا قدمنا هذا العرض الموسيقي بهذه المناسبة الغالية على شعبنا راجية من الله أن يحمي شعب سورية الصامد وجيشها البطل معربة عن أملها في أن يتمكن الطلبة السوريون من رفع مكانة سورية بثقافتهم وبتحصيلهم العلمي وبحضارة بلادهم أينما وجدوا.
وقالت الطالبة مرام حمصي إننا باحتفائنا اليوم بمناسبة جلاء آخر جندي أجنبي عن سورية نعاهد على أن نبقى على الوعد الذي قطعناه على أنفسنا وإننا بصمود شعبنا وحكمة قيادتنا وبقوة جيشنا وصموده سوف نحقق الانتصار مرة ثانية ونؤكد على أن كل عدو يدخل أرضنا سوف ندحره عنها لأن أرض سورية هي أرض الانتصارات وأرض البطولة.
ووجه طالب الدراسات العليا إيفان خليل بهذه المناسبة التحية للشعب السوري الذي في مثل هذا اليوم دحر الاستعمار الفرنسي منوها بتضحيات جيشنا الباسل الذي يدحر الإرهاب كما دحره من قبل وسوف يستمر في محاربته دائما إلى أن نقتلعه من أرض سورية.