درعا-سانا
تعد صناعة الأدوات من مادة القش واحدة من المهن التراثية التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بموسم الحصاد في محافظة درعا، رغم تراجع استخدامها الفعلي إلى حد ما جراء التطور الذي دخل على صناعة الأدوات المنزلية، والاكتفاء باقتنائها كهدايا وقطع تراثية.
اقتناء الأدوات المصنوعة من القش بات بشكل عام من باب الحفاظ على التراث، وفق رأي العديد من العاملات بهذه المهنة في مدينة بصرى الشام، حيث أكدن خلال حديثهن لمراسل سانا أنهن ما زلن يحافظن على هذا الإرث القديم.
فاطمة الطعمة بينت أنها ورثت هذه المهنة من والدتها التي تعتبرها من أمهر النساء في هذه الصناعة، حيث أنتجت أشكالاً متعددة وألواناً متناسقة باستخدام القش، مشيرة إلى أن مراحل هذه الصناعة تبدأ بانتقاء السويقات الطويلة من القش متوسطة العرض وتنظيفها يدوياً من القشور العالقة عليها، وقصها وجمعها ليصار إلى صباغتها بعدة ألوان، ومن ثم تجفيفها ونقعها لفترة لا تتجاوز الساعتين حتى تصبح على درجة من اللين تساعد على ثنيها وجدلها.
وبعد عملية تجديل السويقات يتم صنع العقدة الأساسية بالمنتصف ليتحكم الصانع بكامل الطبق، ويتم إدخال القش في العقدة بواسطة المخرز، وتتكرر العملية عدة مرات وتأخذ بالاتساع على نحو دائري بحيث تتبع كل ثلاث أو أربع لفات عقدة واحدة.
وتستغرق صناعة الطبق الواحد أسبوعين حسب مساحته وفقاً للطعمة، وتستخدم هذه المنتجات كسلال للفواكه والخضار والخبز وتخمير العجين وتنقية الحبوب وتخليصها من الشوائب، وجمع الغلال والزيتون والعنب والتين والتفاح.
وأشارت آمنة العلي إلى أن صناعة القش تحتاج إلى وقت طويل ومجهود وتركيز عال، مضيفة: “في موسم الحصاد كنا نذهب إلى البيادر ونقوم بتجميع سويقات القمح الجديدة والقوية بعد فصل السنابل عنها وتنظيفها من القشور”.
وذكر محمد المقداد أن هناك أطباقاً متعددة من القش لها استخدامات وأسماء متنوعة مثل الصواني والمهفة والقبعة والجونة والمسفة والمبردة، وبأشكال مختلفة.
موفق الدوس صاحب محل شرقيات في محيط قلعة بصرى قال: “هناك إقبال لافت على اقتناء مصنوعات القش ذات الأشكال المتعددة من قبل السياح، إذ يشترونها بكثرة نظراً لجمال أشكالها وخفة وزنها ولوضعها كقطع تراثية”.
رضوان الراضي
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency