الشريط الإخباري

الجندي شدوان محفوض يباشر مشروعه الخاص نحو حياة أكثر تفاؤلا

اللاذقية- سانا

شلل كامل في الاطراف السفلية اقعد الجندي البطل شدوان محفوض عن مواصلة حياته الطبيعية لأشهر عدة قبل أن يبادر برنامج المنح الانتاجية في مديرية زراعة اللاذقية إلى احتضان الشاب أسوة بجرحى الجيش العربي السوري ممن هرعت المؤسسات الرسمية والأهلية إلى احتضانهم كتعبير بسيط عن الامتنان الكبير لحجم التضحيات السخية التي قدمها هؤلاء المغاوير خلال الحرب السورية على الإرهاب فداء للوطن.

وكان محفوض قد أصيب بطلق ناري في الظهر أثناء إدائه واجبه المقدس في التصدي للمجموعات الإرهابية المسلحة في منطقة برزة العام 2012 ما تسبب له كما أوضح في حديث لنشرة سانا الشبابية بعجز في الأطراف السفلية و هو الامر الذي أرخى ظلالا قاتمة على حياته برمتها إذ بات قاصرا عن إعالة نفسه ومساعدة أسرته في سد احتياجات الحياة.

وأضاف.. “فجأة رأيت نفسي بحاجة إلى عون متواصل على مدار الساعة لقضاء أبسط حاجياتي الحياتية إذ لم يعد بإمكاني أن أخدم نفسي وأعيلها بدنيا أو ماديا وكان هذا يفوق قدرتي على الاحتمال وخاصة أنني ابن أسرة متواضعة”.

لكن الأمور بدأت تتخذ منحى أكثر إيجابية و تفاؤلا حسب قول محفوض بعد أن قدمت دائرة تنمية المرأة الريفية في مديرية الزراعة منحة انتاجية له بقيمة 150 ألف ليرة سورية على شكل مواد تموينية وغذائية كبضائع و سلع لدكان بقالة في القرية وهو ما فتح أمامه أفقا جديدا بمجرد الانطلاق بهذا العمل حيث استعاد ثقته بنفسه وبقدرته على الإنتاج و السير قدما نحو حياة جديدة أكثر تفاؤلا و استقرارا.

وأوضح أنه اختار هذا المشروع من جملة مشاريع عرضت عليه من قبل الدائرة وذلك لسهولة العمل فيه تبعا لوضعه الصحي الجديد خاصة وأن البرنامج الذي تتبناه الدائرة يوفر للمستفيدين منه استشارات وخدمات مستمرة تعينه على إدارة مشروعه الصغير وتأمين شروط استمراره و تطويره مؤكدا أن أحواله المادية بدأت بالتحسن التدريجي بعد افتتاح الدكان الذي جاء ملبيا لضرورات الحياة في قريته الجبلية لافتا إلى أنه سعيد به ويطمح إلى تطويره باستمرار لأنه قدم لهم عونا لابأس به حتى الآن.

ورغم حجم المعاناة والألم إلا أن محفوض يتمتع بروح معنوية عالية وبارادة قوية لمواصلة حياته حيث أشار مرارا وتكرارا خلال الحديث إلى أن السوريين هم أصحاب قضية عادلة وما يقدمه أبناء الوطن من عطاءات وتضحيات في هذه المرحلة الصعبة لهو كفيل بانتصار هذه القضية و إعلاء قيمة الحق مشددا على أن كل ما يقدم لسورية الام من قبل أبنائها اليوم هو مجرد دين بسيط يرد لهذه الأرض الطاهرة.

يذكر أن الشاب البطل من مواليد قرية عين الحياة في ريف القرداحة عام 1988.

مي قرحالي