دمشق-سانا
استطاع الممثل الشاب ماجد عيسى شق طريقه في عالم التمثيل وإثبات موهبته باتزان أدائه، متنقلاً بخطوات واضحة بين عمل درامي وآخر مسرحي، ومتميزاً بتجديد أدواته الفنية، حيث تحول في غضون سنوات قليلة لوجه تألفه الشاشة ويلفت انتباه المشاهدين.
كما التحق عيسى بأحد المعاهد المتخصصة على مدى ثلاث سنوات دراسية متتالية بإشراف الممثل أحمد الأحمد، ليطور أدواته ويضفي على موهبته صبغة الأكاديمية، قائلاً “بالرغم من أن بداياتي اقتصرت على الأعمال المسرحية فقط، لكنها ليست خياري الوحيد، فكنت دائم البحث عن تجربة جديدة في الدراما التلفزيونية والسينمائية ليبدأ مشواري المهني، من خلال فرصتي الأولى في فيلم “عزف منفرد” للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، وأكملت بعدها العمل في الدراما والسينما والمسرح معاً.
جمعت عيسى بالمسرح علاقة وطيدة جسدها بالعرض المسرحي “موت موظف” المقتبس من قصة الكاتب الروسي أنطونيو تشيخوف من إعداد وإخراج لؤي شانا على خشبة مسرح الحمرا بدمشق، فأدى ثلاث شخصيات مختلفة أثرت بشكل كبير في أحداث المسرحية وليس في تحريكها بأداء خفيف الظل، مظهراً جانباً مشرقاً من قدرته على التلوين الكوميدي برشاقة.
وتبقى التجارب المسرحية حسب عيسى مؤثرة في الممثل، وتعيد تدوير حياته ومهنيته وأدواته، ويرى أنه من الضروري أن يؤدي الممثل عرضاً مسرحياً واحداً خلال العام على الأقل، لافتاً إلى امتلاكه مشروعاً مسرحياً خاصاً به يحتل أولوية عنده، يعمل عليه منذ سنوات، والذي اعتبره مفترقا بين سقوطه مهنياً وتقدمه عشرات الخطوات، إلا أنه ينقصه المخرج المتمكن الذي يستطيع قيادة دفته نحو بر الأمان وإظهاره ممثلا بطريقة جيدة يحافظ على أدائه، ويطور منه ليعرض على الجمهور بمستوى يليق بعقل ووجدان المشاهد ليجول فيه بأنحاء الوطن العربي.
وفي عالم الفن السابع يجول عيسى ذو 32 عاماً في المحافظات السورية لعرض فيلم “الطريق” للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد الذي يجسد فيه شخصية الأب وعكس سيلاً من المشاعر بلغة العيون والصمت.
وأطل الفنان الشاب الذي أثبت قدراته وتمكنه خلال الموسم الرمضاني 2023 بثلاث تجارب مختلفة جداً وسمتها الأساسية التنوع، حيث يرى أن تجاربه هذا العام تميزت بالتنوع والاختلاف عن الأدوار التي جسدها خلال السنوات السابقة، الأمر الذي يمنح الممثل فرصة للتعرف إلى ذاته وإمكانياته من جهة وإظهار مواهبه وقدرته على التلوين في الأداء ومرونته في التعامل مع الشخصيات والكاريكاتيرات.
واعتبر عيسى أن الدراما السورية على العموم هي دراما مهمة على مستوى الوطن العربي، وتحظى بكم كبير من الانتشار والمشاهدات والرواج بالرغم من أنها تراجعت في بعض السنوات السابقة بسبب العديد من العوائق التي اعترضتها، أهمها النتائج السلبية التي فرضتها سنوات الحرب على سورية، لكن من الملاحظ أنها عادت لتزدهر من جديد من خلال الكم والنوع المتصاعد بشكل إيجابي ملحوظ لتعود إلى ألقها وتتصدر القائمة.
وأشاد عيسى بأداء الوجوه الشابة الجديدة، والتي أثبتت نفسها وقدراتها ووجدت طريقها سريعاً إلى قلوب المشاهدين، مشيراً إلى أهمية رفد الدراما بدماء شابة وطاقات جديدة لتطوير هذه المهنة، ويبصر نوراً متميزاً على الدوام، إن كان من طلبة وخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية أو من الموهوبين الذين يمارسون هذا الفن بشكل فعلي وحقيقي، قائلاً: “الموهبة أساس كل شيء والتي يمكن صقلها أكاديمياً وتسليمها مفاتيح هذه المهنة بشكل صحيح، فليس بإمكان أي شخص أن يصنع ممثلاً غير موهوب”.
أماني فروج
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency