دمشق-سانا
شهد حفل الموسيقي اياد الريماوي حضورا كبيرا مساء اليوم على خشبة مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون بدمشق حيث قدم مختارات من أعماله في الموسيقا التصويرية للأعمال الدرامية وأغاني الشارات للمسلسلات.
كان الحضور متلهفا مع كل انتهاء مقطوعة للتي بعدها ومتشوقا ليستزيد من هذه الموسيقا والأغاني التي روت عطش الناس للفن الجميل الذي يعبر عن الذوق السوري العالي والقدرة على تقبل الاعمال الموسيقية الجديدة وتبنيها لأنها تشبهه وتلامس أفكاره وأحاسيسه وتنتمي اليه والى حضارته.
وتنوع برنامج الحفل الذي حضره وزير الثقافة عصام خليل بين اثنتي عشرة مقطوعة وأغنية من فترات متعددة من مشوار الريماوي الفني منها موسيقا للأعمال الدرامية مثل “قلم حمرة” و”لعبة الموت”- “جرن الشاويش”- “مرايا”- “صمت البوح”- “لو”-“الغفران”- “هذه الروح”- “ضبو الشناتي” و”مقطوعة”- “ارق”-“وجاءت أغنية”- “بياعة الزنبق”-بكلماتها المعبرة والبسيطة لتعطي إضافة حقيقية للحفل وتلامس مشاعر الحضور بصوت الريماوي والمغنية الشابة كارمن توكمه جي المملؤين بالاحساس المرهف والعالي.
وقال الموسيقي الريماوي لسانا الثقافية ان للموسيقا دورة حياة تكتمل بتقديمها بشكل حي ومباشر للناس لذلك ياتي هذا الحفل اليوم بعد عمل طويل مع الموسيقا التصويرية للدراما مبينا ان الموسيقا التصويرية يجب ان تتحرر من العمل الدارمي بعد أداء وظيفتها ضمنه لتجتمع في البومات وتسوق للناس على شكل اسطوانات لأعمال موسيقية مستقلة.
وتابع ان أي مشروع فني يتطور مع تطور تجربة صاحبه وتغير الظروف المحيطة لافتا الى ان مشواره الموسيقي الذي تنوع بين التأليف والتوزيع والغناء بأشكال مختلفة لا يمكن توصيفه من قبله لأنها أعمال موسيقية للناس وهم الاقدر على تقييمها وتقديرها الى جانب النقاد الموسيقيين.
وأوضح الريماوي ان التأليف الموسيقي للدراما هو جزء من مشروعه الموسيقي الكبير ولكنها ساعدت في نشر أعماله وايصالها للناس بشكل واسع بسبب ازدهار الدراما السورية لافتا الى ان تميز جانب من الجوانب الموسيقية يأتي متفاوتا من بلد الى آخر فقد تكون صناعة الأغنية في مكان ما هي الرائجة والمزدهرة على حساب الموسيقا الآلية والتصويرية والعكس صحيح كما هو حاصل لدينا.
وأكد الريماوي ان الموسيقا لا يمكن ان تكون محصورة ضمن حدود جغرافية أو سياسية لأنها لا تعترف بالحواجز وتصل الى الانسان اينما كان مبينا ان البومه “حكايات من دمشق” انتشر عربيا وعالميا محققا هذه المقولة.
وشارك في الحفل ثلة من أمهر العازفين السوريين على الآلات المختلفة منهم عازف الكمان أمير قرجولي وعازف العود عدنان فتح الله وعازفو الفيولا اندريه المعلولي ومحمد زغلول ومثنى العلي وعازفة الكلارينيت سيما شهابي اضافة الى عازف القانون يامن جذبة وعازف البيانو حازم العاني وفي الايقاع سيمون مرش الى جانب الكورال ما أعطى الأمسية نكهة خاصة مع هذه التوليفة من العازفين المهرة.
والفنان إياد الريماوي بدأ مشواره الموسيقي مع فرقة “كلنا سوا” عام 1998 حيث كان أحد أعضائها المؤسسين والمؤلف والملحن والموزع الرئيسي للفرقة وقدم معها أربعة البومات موسيقية حققت نجاحا كبيرا في سورية والوطن العربي وألف الموسيقا التصويرية لمجموعة من أشهر الاعمال الدرامية السورية والعربية إضافة إلى مسرحيتين وأصدر في عام 2011 البومي “الغفران” و “مقدمات” وفي عام 2012 كان أول فنان عربي يوقع مع شركة سوني ميوزيك كبرى شركات الانتاج الموسيقي العالمية ليصدر البوم “حكايات من دمشق” الذي حصل على المرتبة الثانية في منطقة الشرق الأوسط وحقق انتشارا عربيا وعالميا.
محمد سمير طحان
تصوير: أسامة الشهابي
مونتاج: رشا اللبان