في ذكرى عيدهم… ذوو الشهداء من حمص: أناروا طريقنا نحو بر الأمان

حمص-سانا

بكل مشاعر الفخر والاعتزاز ببطولاتهم يتحدث أهالي وذوو الشهداء في عيد أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر عن فلذات أكبادهم وأحبائهم من الشهداء الأبرار صناع النصر، الذين رووا بدمائهم الطاهرة ثرى الوطن ليبقى طاهرا ومنبتا للعزة والكرامة.

وتتزين حمص كما الكثير من المدن السورية بصور الشهداء من الجيش العربي السوري والمدنيين الأبطال، الذين صبروا وقاوموا والتفوا حول جيشهم العقائدي فكانت الشهادة حسن الختام لهم جميعا واستحالت دماء الشهداء مشاعل نور أضاءت الطريق أمام أبناء الوطن حتى وصلوا إلى بر الأمن والأمان.

“يمر طيفهم بين الحين والآخر.. إنهم غائبون حاضرون دوما في مخيلتي وفي وجداني وقلبي” بهذه العبارة تبدأ السيدة أم محمد حديثها مع مراسلة سانا بحمص، وتضيف لقد أوجعني غياب أولادي الثلاثة (ميلاد وجلال ومحمد)، وقد ارتقوا شهداء الواحد تلو الآخر ولكنني أفتخر بهم وأرفع رأسي عالياً بشهادتهم وشهامتهم وغيرتهم فلم يتأخروا لحظة عن تلبية نداء الوطن للدفاع عنه ضد التنظيمات الإرهابية المجرمة.

تقول أم محمد: “ضرب الإرهاب مدينة حمص منذ بدايات الحرب العدوانية على سورية، وهب أبناء المدينة إلى جانب الجيش للدفاع عن المدنيين وإعادة الاستقرار إليها، وارتقى في سبيل ذلك مئات الشهداء، ومن بينهم ولدي ميلاد أحمد الصدر مواليد (1983) الذي استشهد في حي الورشة بحمص، وذلك خلال محاولته تفكيك عبوة ناسفة زرعها الإرهابيون.. تاركاً زوجته وطفلين هما بنت وصبي، وهما الآن على مقاعد الدراسة يتابعون مسيرة العلم بتفوق”.

وتتابع أم محمد حديثها عن ظروف استشهاد أبنائها الثلاثة: “في الـ 23 من كانون الأول 2013 استشهد ابني جلال وهو من مواليد 1986، وكان يعيش مرحلة خطوبة ويتهيأ لعقد قرانه ليزف شهيداً خلال أداء واجبه المقدس في الدفاع عن الوطن وقد زفه رفاقه وأهله ومحبيه وأبناء مدينته عريساً مكرماً مبجلاً احتضنه تراب الوطن.

ومع استمرار الحرب على الإرهاب التحق محمد شقيق الشهيدين ميلاد وجلال في صفوف القوات الرديفة، ليتابع الطريق الذي أناره ورسمه الشهداء بدمائهم الطاهرة وارتقى شهيداً في أيار 2014 بمنطقة كسب في اللاذقية.. لقد كان وقع خبر رحيل ابنها البكر محمد قاسياً وصعباً على أم محمد.. “كدت أفقد عقلي من الحزن، ولكن الله منحني الصبر.. بكيت قهراً وأوجعني رحيلهم الباكر فوالدهم المتقاعد أنهكه الحزن ولكن الذي يبعث في نفسي الرضا والأمل أن أولادهم يكبرون بعزة وكرامة، فدماء الشهداء لن تذهب سدى بل صنعت النصر وأرواحهم تحرسنا من كل غدر”.

وفي قصة أخرى من قصص البطولة والفداء تقول بريفان رزوق أم ماهر زوجة الشهيد العقيد الركن أكرم محمود معروف ووالدة الشهيد الملازم الأول ماهر: “ما بين أيار عام 2011 وآب 2020 مشهد واحد يتكرر، الأول في حي بابا عمرو بمدينة حمص، حيث استشهد زوجي العقيد أكرم خلال أدائه واجبه في تحرير المدينة من الإرهاب.. وبعد تسع سنوات ارتقى ولدي ماهر في سحم الجولان بدرعا خلال أداء واجبه المقدس”.

تضيف السيدة رزوق: “لم يكن الأمر سهلاً.. فأنا زوجة فقدت سندها ورفيق عمرها ومن بعده ابنها البكر، لكني تسلحت بالصبر والإرادة وربيت أطفالي الثلاثة… علي يدرس في كلية الطب، وباسل في كلية الهندسة، وحيدر طالب في الحادي عشر الثانوي وقد تم تكريمه بشهادة التعليم الأساسي لكونه من المتفوقين، وهذا خفف الكثير من الألم وعوضني عن تعب سنوات طويلة”.

وتضيف أم ماهر: “تفرغت لتربية أبنائي وتعليمهم بعد استشهاد والدهم وأكملت المسيرة بعد استشهاد ابني البكر، ولم أقبل القيام بأي عمل خارج هذا الإطار، وبعد أن كبروا استفدت منذ أربع سنوات من فرصة عمل في محافظة حمص تعينني اليوم في دراسة أولادي الجامعية”.

تمام الحسن

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

بمناسبة عيد الشهداء… تكريم أسرة 300 شهيد في حمص

حمص-سانا كرمت محافظة حمص اليوم بالتعاون مع مديرية شؤون الشهداء والجرحى والمفقودين