دمشق-سانا
الإرادة وحب الحياة والإصرار على إثبات الذات سر النجاح وهو ما تثبته يوماً بعد يوم الشابة أليسار قيراطة المصابة بمتلازمة داون التي نجحت بتحدي إعاقتها وتجاوز الصعوبات التي تواجهها، وتغيير الصورة النمطية عن ذوي الإعاقة، ضاربة بكلمات العجز عرض الحائط، وذلك من خلال عملها بتسويق منتجات العسل وممارسة هواياتها المختلفة كركوب الخيل وإعداد بعض وصفات الطعام والحلويات عبر قناتها الخاصة على اليوتيوب.
تقف العشرينية أليسار في جناح إحدى الشركات ضمن مهرجان صنع في سورية المقام بملعب تشرين في دمشق تشرح للزوار بحيوية ونشاط مزايا منتجات إحدى شركات إنتاج العسل بعبارات تسبقها ابتسامة لا تفارق وجهها وثقة بالنفس لفتت انتباه الكثيرين إليها.
لم يكن ما حققته أليسار بالأمر السهل إلا أن الإرادة وتشجيع الأهل والأصدقاء كانت تسبق كل خطواتها لتعلم آلية تربية النحل وإنتاج العسل وغيره من المواد التي تدخل في تركيبها وآلية تسويقها، وذلك عبر عملها بمنحلة في ريف دمشق، تديرها المهندسة الزراعية الشابة رانيا شامية والتي أسستها انطلاقا من رغبتها بإكساب شباب وشابات من متلازمة داون، بمن فيهم أليسار، المزيد من الثقة بالنفس ومساعدتهم على دخول سوق العمل وتعليمهم أصول التسويق والاندماج أكثر بالمجتمع.
أليسار أوضحت في حديث لـ سانا الشبابية أنها تسوق منتجات العسل عبر المعارض والبازارات ووسائل التواصل الاجتماعي كذلك، مؤكدة بكلمات بسيطة وعفوية أنها تحب عملها، لأنه حقق لها شخصية مستقلة ومنتجة وأصبحت تساعد أسرتها التي دعمتها وأعطتها الكثير من وقتها.
تتعدد مواهب أليسار التي تحب ركوب الخيل وتشارك بفعاليات فريق الفروسية التابع للأولمبياد الخاص السوري، كما أنها تتقن الطبخ أيضاً ولم تجد صعوبة أو حرج بالوقوف أمام الكاميرا، وعرض طرق إعداد بعض وصفات الطعام وأصناف الحلويات عبر قناة خاصة بها على اليوتيوب، بمساعدة أخيها منذ عام 2016 حيث لفتت إلى أنها تحب هذا النوع من الظهور للوصول إلى أكبر عدد من الأشخاص بمختلف الدول.
وتستعيد أليسار قراءة كلمات التشجيع والأسئلة التي يكتبها متابعوها على قناة الطبخ، ويغمرها الكثير من الفرح والحزن أيضاً، لكونها لم تقم بتحديث النشر مؤخراً في هذه القناة بسبب سفر أخيها بالوقت الحالي.
بدورها قالت السيدة هالا والدة أليسار: “لاحظت منذ البداية أن أليسار تحب الاعتماد على نفسها، وتبادر لمساعدة الآخرين وكانت تستجيب لعلاج صعوبات النطق والتعلم”، لافتة إلى ضرورة تغيير الصورة النمطية عن الأشخاص ذوي الإعاقة، لأنهم يملكون مهارات وإمكانات عديدة تميزهم عن غيرهم عندما يتلقون الدعم والرعاية المناسبة.
كما أكدت ضرورة رفع الوعي لدعم هذه الفئة أكثر ودمجها بالمجتمع، وأن تكون النجاحات التي حققها بعض منهم دليلاً ملموساً على أن تحدي الإعاقة والتغلب عليها ليس مستحيلاً.
من جانبها المهندسة رانيا شامية قالت: “العمل مع أشخاص من ذوي الإعاقة ليس بالأمر السهل، لكنه واجبي كفرد من المجتمع تجاههم”، مشيرة إلى أنها أطلقت مشروع تربية النحل لدعم مصابي متلازمة داون وتوفير فرص عمل لهم بعد تدريبهم على العمل والتسويق، مبينة أن أليسار تميزت عن غيرها بسرعة التعلم وحبها للعمل ضمن المنحلة، والمشاركة بتربية النحل فكانت ملهمة للكثير من الأشخاص.
يارا شاهين
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency