الأديبة هدى أمون: أهم الرسائل الإنسانية توجه من خلال الرواية

دمشق-سانا

الأديبة هدى أمون تكتب الواقع بانعكاس وجداني وتتفاعل مع شخصياتها الأدبية التي ترى من خلالها سبلاً لحل المشاكل الإنسانية، إضافة إلى ما تقدمه في لوحاتها الفنية التشكيلية، وما تقدمه من إبداع فني في السيناريو والتمثيل.

وفي حديث لـ سانا قالت أمون: حين تستفز فكري حالة أو ظاهرة ما، ألوذ إلى عالم القصة القصيرة جداً إذا اقتضى الأمر التلميح والإضمار والتكثيف، لتلوح تلك الظاهرة أو الحالة من بين السطور، أما إن تراكمت الحالات واعتراني الضغط الفكري أجد نفسي ألوذ إلى عالم الرواية.

وأضافت الأديبة أمون: إن أعظم وأهم الرسائل الإنسانية التي يقدمها الأدب للحياة تكمن بين دفتي رواية خرجت من معاناة الأديب إما الشخصية أو الاجتماعية أو الثقافية، ومن تراكمات فكرية تناسب عالم الرواية أكثر من أي جنس أدبي آخر.

وتابعت أمون: السرد الطويل المناسب لولوج شخصيات الرواية من الداخل والتفكير عبر حالاتها الحياتية والنفسية ومواقفها تجاه الوجود أجمل ما يشدني إلى الرواية التي أجد ذاتي بها أكثر، وأطرح من خلالها المشاعر والرؤى والأفكار وفق ما يناسب التطور الفكري والاجتماعي الذي أرمي إليه.

ورأت الأديبة أمون أن الأعمال الأدبية الجادة والخارجة من قلب المعاناة، والتي تحمل ما تحمله من المحاكاة الإنسانية لحال إنسان هذا العصر، هي التي تقوم بالدور الثقافي بغض النظر عن جنسها الأدبي.

وبينت أمون أن السيناريو يعتمد في كتابته على الوصف والتوصيف والتصور الذهني للمكان والفضاء المتعلق بالزمن والحالة التي يبدو عليها أشخاص العمل الفني، ويترافق ذلك مع التركيز على الحوار المناسب لكل شخصية حسب مستواها الثقافي والحياتي فكراً وعملاً.

وأوضحت أن أهم ما تطرحه حروفنا هو ما يتجلى فيه الصدق لأنفسنا قبل أن يصل إلى القراء لأننا عبر هذا الصدق نتنفس، فالأدب متنفس تتصاعد من خلاله زفراتنا الموجعة أو المفرحة لحالات الغضب والقلق، وما يعترينا خلال تواجدنا في الأسرة والحي والمدينة أو القرية أو الوطن.

وأضافت أمون: نحن نكتب لنتنفس عبر الإضاءة على مواطن الخلل في الوجود من حولنا، ولا نكتب لنستجدي المديح أو الإطراء من أحد لأننا أصحاب قضية إنسانية فكرية وجودية مهمة، وهذه القضية هي ما يشغل أفكارنا وبالنسبة للشخصيات السلبية التي يستفزها صدقنا وبراءة أحاسيسنا، يجب أن ننظر لها بإيجابية مهما عمدت إلى إزعاجنا.

يذكر أن هدى أمون روائية وفنانة تشكيلية وكاتبة سيناريو تلفزيوني وسينمائي، من أعمالها فيلم بعنوان (جولان)، وشاركت بكتابة المسلسل الكوميدي (أوعى تضحك)، ولها في كتابة القصة (أنا وأنت والمجهول) و(أحبك)، وفي الرواية (ليل شكسبيري) ترجمت إلى الإنكليزية و (سيمفونية عباد الشمس)، وشاركت في عدد من الكتب الجماعية في سورية ومصر والعالم العربي، والعديد من الفعاليات والملتقيات الثقافية.

محمد خالد الخضر

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

ندوة حول مؤلفات الأديبة هدى أمون في ثقافي أبو رمانة وتوقيع مجموعاتها الأربع

دمشق-سانا أقام المركز الثقافي في أبو رمانة ندوة أدبية بمشاركة عدد من الأدباء والنقاد، سلطت …