موسكو – سانا
انتهت محادثات اليوم الأول من الجولة الثانية للقاء التمهيدي التشاوري السوري السوري في موسكو بين وفد حكومة الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور بشار الجعفري ووفد شخصيات من المعارضة وسط أجواء حافلة بالنقاشات وأفضت الى قواسم مشتركة رغم الخلافات داخل وفد شخصيات المعارضة.
وأعلن الجعفري أن تبادلا مثمرا وجديا وعميقا للآراء والافكار جرى بين المشاركين وتوج في نهايته بأفكار واقتراحات قدمها وفد الحكومة لكي تناقش كمخرجات لهذا النقاش بالنسبة للبندين الأول والثاني من جدول الأعمال الذى عقد اللقاء على أساسه.
وقال الجعفري في تصريح لمراسل /سانا/ في موسكو اليوم إن “الأجواء كانت حافلة بهذا التبادل للآراء والافكار ووصلنا الى شيء من أشكال القواسم المشتركة التي نأمل أن يتم التفاهم عليها غدا بعد ان تقوم الاطراف الاخرى من المعارضات بدراستها والموافقة عليها ومن ثم نعتمدها كبعض المخرجات للبندين الاول والثاني من جدول الأعمال المقدم من الأصدقاء الروس”.
وعقد الوفدان ثلاث جلسات محادثات متتالية على ان تستكمل يوم غد بعدما قدم ميسر اللقاء فيتالي نعومكين نقاطا اساسية لجدول الأعمال وفقا لما تم الاتفاق عليه وهي تقييم الوضع الراهن وامكانيات واغراض توحيد القوى الوطنية لمواجهة التحديات بما فيها الارهاب وإجراءات بناء الثقة وأسس العملية السياسية والخطوات الضرورية للتقدم نحو المصالحة الوطنية.
وأعلن الجعفري في الجلسة الاولى موافقة الحكومة السورية على جدول الاعمال بينما ذكرت مصادر مقربة من محادثات الجولة الثانية أن وفد شخصيات المعارضة لم يتمكن من التوصل الى اتفاق فيما بينها حول جدول الاعمال المقدم من الميسر الروسي حيث قدمت أوراقا مختلفة حول رؤاها له وهو ما دفع وفد الحكومة إلى طرح مجموعة بنود كنقاط مشتركة للبند الاول في جدول الأعمال الروسي للتوافق عليها.
وحسب المصدر فإن هذه البنود هي :
أولا : دعوة المجتمع الدولي لممارسة الضغوط الجادة والفورية على كل الأطراف العربية والدولية من قطر والسعودية وتركيا وغيرها لوقف ما تقوم به من دعم للإرهاب.
ثانيا : دعوة المجتمع الدولي للرفع الفوري والكامل لكل العقوبات الاقتصادية المفروضة على الشعب السوري.
ثالثا: تسوية الأزمة في سورية على أساس توافقي انطلاقا من مبادئ بيان جنيف وأن حامل أي تسوية سياسية يجب أن يستند إلى السيادة الوطنية والإرادة الشعبية.
وقالت المصادر إنه تم طرح أسس للعملية السياسية تكمن في المحددات التالية:
أولا : الحفاظ على السيادة السورية ووحدة سورية أرضا وشعبا.
ثانيا: تعزيز المصالحات الوطنية ومؤازرة الجيش والقوات المسلحة في مكافحة الإرهاب بمعنى أن الحكومة وكل من لديه نوايا حسنة سيقف في خندق واحد لمكافحة الإرهاب.
ثالثا: إنتاج أي عملية سياسية يتم بالتوافق.
وأشارت المصادر المقربة من المحادثات لمراسل /سانا/ في موسكو إلى ظهور خلافات بين شخصيات المعارضة خلال الجلسات حتى على التسميات فيما بينهم لافتة إلى أن ذلك يعود إلى تنوع ارتباطات هذه الشخصيات وعدم قدرتها على تجسيد وتبني الورقة الموحدة التي تم التوصل إليها فيما بينها.
وذكرت المصادر أن إحدى شخصيات المعارضة تحدثت عن قتالهم “داعش”
وحدهم وأن الحكومة لا تساعد بذلك فأبرز وفد الحكومة وثائق ضخمة تظهر حجم الدعم العسكري المقدم لهم من الحكومة بينما أكد المعارض علاء عرفات من حزب الارادة الشعبية أن النداء الموجه للأمم المتحدة ليس له علاقة بالاجتماع مشيرا إلى أن القوى التي وقعت عليه هي المسؤولة عنه.
الجانب الروسي المنظم للقاء أكد أنه يعمل فقط على تهيئة الظروف لإجراء المحادثات بين الاطراف السورية لتكون مثمرة وذات تمثيل أكبر مؤكدا ترحيبه بموافقة المزيد من قوى المعارضة على إيجاد حل سلمي للأزمة.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أشار إلى أن شخصيات المعارضة التي جاءت إلى موسكو تمثل نحو 60 بالمئة من المعارضات السورية لافتا إلى أن المحاولات السابقة لإقامة حوار بين الأطراف في سورية كانت فاشلة لأن عددا من الدول الغربية والإقليمية في منطقة الشرق الأوسط حاولت تعيين ممثلي مجموعة واحدة فقط للمعارضة السورية الخارجية كي تتحدث باسم الشعب السوري بأكمله.
وكانت قوى معارضة في الخارج وعلى رأسها ما يسمى”الائتلاف المعارض” رفضت للمرة الثانية المشاركة في اللقاء رغم توجيه الدعوة إلى بعض الشخصيات فيه وهو ما فسره مراقبون بحكم ارتباطها المطلق بالعواصم التي شكلته وهي واشنطن وأنقرة والدوحة والرياض وغيرها.
ورأى المراقبون أن رفض المشاركة أمر طبيعي لأن الولايات المتحدة وحلفاءها غير مقتنعين وغير راغبين إلى الآن بالسعي الجدي للمساعدة على حل الأزمة في سورية رغم ادعائهم ذلك مشيرين إلى أن ذلك يظهر من خلال الاستمرار بفرض شروط مسبقة على أي حوار سوري سوري وبسياسة تسليح الإرهابيين في سورية وتدريبهم بعد منحهم صفة الاعتدال.
وكانت شخصيات من المعارضة المشاركة في لقاء موسكو اجتمعت على مدى يومين وعقدت جلسات نقاش وخرجت بورقة موحدة لتعرض خلال المحادثات مع وفد الحكومة الا انها ما لبثت ان اختلفت خلال لقائها وفد الحكومة.
يذكر ان الجولة الاولى من اللقاء عقدت في كانون الثاني الماضي وانتهت ببيان مشترك أكد ضرورة مكافحة الارهاب وحفظ سيادة سورية ورفض التدخل الخارجي والتأكيد على ضرورة الحل السياسي ودعا الى رفع العقوبات وطالب مجلس الامن بتنفيذ قراراته الخاصة بمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه.
اقرأ أيضاً :