الشريط الإخباري

الخطاط عدنان شيخ عثمان: المدرسة السورية في فنون الخط العربي هي الأولى عالمياً

دمشق-سانا

استطاع الخطاط عدنان شيخ عثمان أن يوصل صورة مضيئة عن المدرسة السورية في فنون الخط العربي إلى العالم عبر مسيرته الفنية والإبداعية الطويلة، وذلك بفوزه بالعديد من الجوائز العالمية، ومشاركته كمحكم بالكثير من المسابقات الدولية.

وحول بداياته، قال الخطاط شيخ عثمان في مقابلة مع سانا: “نشأت على تعلم القرآن الكريم وأحكام تجويده، ما خلق بداخلي حباً وشغفاً كبيرين للغة العربية في نحوها وصرفها وبلاغتها، وحفظت كماً كبيراً من عيون نثرها وشعرها وكنت في عمر العشر سنوات، فكانت اللغة العربية جواز سفري للدخول لمحراب الخط العربي”.

وأضاف: “جذبتني خطوط عناوين الكتب المدرسية التي كان في فترة الستينيات يكتبها الخطاط الراحل الكبير محمد بدوي الديراني الذي يعتبر من أعلام الخط العربي على مستوى العالم إلى جانب أعلام ذلك الوقت، أمثال الخطاط عبد الهادي زين العابدين من حمص، والخطاط العراقي محمد هاشم البغدادي صاحب الكراس الشهير بعنوان (قواعد الخط العربي)، والأديب والخطاط الكبير سيد المصري.

وأوضح شيخ عثمان أنه كان يقلد كتابة تلك العناوين رسماً بقلم الرصاص المفرغ باعتباره طفلاً صغيرا، ليعشق هذا الفن دون معلم يرشده، وليبدأ رحلته الطويلة مع فنون الخط العربي، ويحصد خلالها ثلاث عشرة جائزة دولية على مستوى العالم.

ويشارك شيخ عثمان على الصعيد المحلي كضيف شرف في أغلب الفعاليات التي تقيمها جمعية بيت الخط العربي والفنون سواء المعارض أو الندوات أو ورشات العمل، بهدف نقل خبرته الكبيرة للأجيال الجديدة من طلاب ومحبي الخط العربي.

وأكد المحكم بلجان دولية في عدة مسابقات بفنون الخط العربي أن الخطاطين السوريين يحققون تواجداً عالميا متألقاً ومتميزاً، وهم متواجدون دائما على منصات التتويج في هذه المسابقات الدولية، مبيناً أن المسابقات الدولية بفنون الخط العربي بدأت عام 1986 ومنذ ذاك الوقت وسورية تحقق حضوراً لافتاً وتتبوأ المراكز الأولى.

وأشار الخطاط شيخ عثمان إلى أن هناك تنافساً كبيراً بين خطاطي ثلاث دول عربية بشكل أساسي ومستمر، هي مصر والعراق وسورية كونهم ينتمون لمدارس عريقة في هذه الفنون سواء على الصعيد العربي أو العالمي.

ويتوجه الخطاط المعلم إلى جيل الشباب من الخطاطين بالقول: لا بد من الاهتمام بتعلم القواعد الصحيحة لفنون الخط، لأن ما يملكه الخطاط هو بثلاثة أرباعه ممن سبقوه في هذا المجال، والربع المتبقي هو نتيجة الاجتهاد والإبداع الشخصي مع التحلي بالطموح والإصرار مع إنكار الذات والتواضع والإخلاص المنقطع النظير لهذه الرسالة الحضارية، وعندها يتحقق المراد ويصل الشخص إلى هدفه، ليكون فنانا في فنون الخط العربي، ويكمل مسيرة الرواد في المدرسة السورية للخط.

وأكد الخطاط شيخ عثمان في ختام حديثه أن المدرسة الشامية (السورية) في فنون الخط العربي كانت وما زالت متألقة، ولها مرتبة الصدارة على مستوى العالم، مبينا أن جيل الشباب من الخطاطين والدارسين سوف يحمل لواء الحفاظ على هذه المدرسة العريقة وتطويرها، بما يعكس الإرث الحضاري والثقافي المهم الذي تتميز به.

يشار إلى أن الخطاط عدنان شيخ عثمان من مواليد حمص عام 1959 عمل مدرساً لفنون الخط العربي في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، وألقى العديد من المحاضرات العلمية في فن الخط العربي في سورية وعدد من الدول العربية والإسلامية، وهو مشارك في مسابقات الخط العربي الدولية التي تنظمها منظمة إرسيكا منذ عام 1986 وحتى الآن وفاز بـ 13 جائزة دولية، كان آخرها عام 2004 هي جائزة المركز الأول في الخط الديواني الجلي.

محمد سمير طحان

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency