السويداء-سانا
لا تقتصر الأمومة وعاطفتها على المرأة التي أنجبت أطفالاً فحسب، بل تنطبق على العديد من النساء اللواتي لم ينجبن، لكنهن نجحن بتجسيد دور الأم وحنانها وعطائها، من خلال قيامهن بتربية أطفال أزواجهن وإيصالهن إلى بر الأمان.
في السويداء وكغيرها من المناطق هناك نماذج متعددة لنساء قدمن كل ما لديهن في سبيل تربية أطفال لم ينجبنهن، لكنهم أصبحوا من مسؤولياتهن فكانوا على قدر هذه المسؤولية، لأنهن يدركن أن الأم هي المرأة التي تعطي وتضحي وتربي وفق السيدة صباح أبو زيدان 53 عاماً التي احتضنت بنات زوجها الأربع بعد وفاة والدتهن، وتعلقن بها، وخاصة الصغيرة منهن التي كان عمرها سنة وتسعة أشهر آنذاك، ولم تعي أمها جيداً، تقول صباح: “مناداتي من قبلهن بكلمة “ماما” تغمرني بفرحة وسعادة لا توصف”.
وروت أبو زيدان خلال حديثها لمراسل سانا كيف أصبحت بنات زوجها بمثابة بناتها وقطعة من روحها حسب تعبيرها، لافتة إلى مدى اهتمامها بهن ومتابعتهن، حيث نالت الكبيرة إجازة باللغة العربية، وشقيقتاها تتابعان دراستيهما باختصاص الهندسة الكهربائية، فيما تدرس الصغيرة حالياً الفلسفة وهي في السنة الأولى.
أريج وثراء مسعود تؤكدان أنهما لا تناديان زوجة والدهما صباح إلا بأمي فهي من تحمل مسؤوليتهن وكانت رمزاً للحضن الدافئ والإخلاص والعطاء والحنان لهما ولشقيقتهما منذ كن صغيرات.
السيدة سمر شقير 57 عاماً أيضاً مثال آخر على احتضان أبناء غيرها، فقد قامت برعاية ولدي زوجها منذ أن كانا صغيرين “علاء بعمر السنتين وشقيقته علا 4 سنوات”، وعملت على تربيتهما ومتابعة تعليمهما وزرع قيم الخير والمحبة لديهما.
وأشارت سمر خلال حديثها لمراسل سانا إلى أنها لم تشعر بأن علاء وعلا ولدا زوجها بل كانا ولديها بالنسبة لها رافقتهما بتفاصيل حياتهما وعاشت معهما لحظات جميلة، مبينة أن علاء لم يكتشف أنها ليست أمه الحقيقية إلا عندما حصل على الجلاء المدرسي بالصف الأول وكان مدون عليه اسم أمه.
الابن علاء الذي تخرج من معهد للبترول ينوه بفضل زوجة أبيه سمر عليه وعلى شقيقته خريجة معهد إدارة الأعمال، حيث كانت تهتم بكل تفاصيل تعليمهما، مؤكداً أنهما يبادلانها المحبة والعطاء ووقفاً بجانبها عندما أصيبت بمرض السرطان وتجاوزته.
وخلافاً لما يقال بأن زوجة الأب لا تهتم بأمور أبناء زوجها كما يجب أعطت كفاح العنداري 50 عاماً اهتماماً كبيراً بابن وابنة زوجها، رغم أنهما كانا بعمر الشباب عندما تزوجت والدهما، وهو ما يخاف منه البعض في عدم الاتفاق بهذه الحالة حسب وصفها، لكنها كانت رفيقة لهما، ووجدت فيهما أملاً وتعويضاً عن الأبناء.
ووفقاً للمدربة في مركز فيليبوس للتنمية والتدريب بالسويداء وعد مرشد، فإن السيدات المذكورات تمت استضافتهن ضمن برنامج دوري خاص بالمركز يعرض قصص نجاح نساء متميزات، مبينة كيف جسدن فكرة الأمومة التي هي عطاء واحتواء ومحبة دون شرط الإنجاب، وانطبقت عليهن مقولة أن “الأم هي التي تربي وليس فقط التي تلد”، كما ساهمن بتربية قامات وأشخاص متميزين بالمجتمع.
عمر الطويل
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency