S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
حمص – سانا
تحدث الدكتور أحمد دهمان أستاذ النقد الادبي والبلاغة بجامعة البعث خلال محاضرته التي ألقاها بعنوان مفهوم الشعر في العصر العباسي الناشيء الأكبر نموذجا عن مفهوم الشعر عند الشعراء والنقاد حتى نهاية القرن الثالث الهجري وبداية الرابع متوقفا عند أهم الآراء التي حاول أصحابها من الشعراء والنقاد بيان طبيعة الشعر ووظائفه.
وبين دهمان في محاضرته التي أقامها اتحاد الكتاب العرب فرع حمص بالتعاون مع نقابة المعلمين في جامعة البعث أن الشعرية في أهم تعريفاتها هي بلاغة جديدة فهي كل موضوع جمالي وارف الظلال التخيلية كثيف الطاقات الإيحائية من شأنه أن يفجر ينابيع القول الشعري في أعماق الذات الشاعرة فيثير المتلقي.
ولم يغفل دهمان الحديث عن طبيعة الشعر ووظائفه في العصر الأموي فيقول لقد شهدت الحياة انقسامات حادة وفتنا ونشأت أحزاب سياسية وازداد اتصال أمة العرب بمن جاورهم واهتم الخلفاء والقادة بالشعر والشعراء وحظي الشعر بالتكريم والجوائز بقدر براعة كل منهم في شعره فاشتد التنافس وكثرت الصالونات الأدبية والأندية والأسواق يجتمع فيها الناس ويستمعون إلى القصائد وخاصة النقائض.
وبين دهمان أن العصر العباسي شهد نقلة كبيرة جدا فضعف سلطان الشعر القديم واستقر النقد الأدبي وتوطد وتشعبت بحوثه ومدارسه وظهرت الموءلفات المتخصصة أما الشعر فكان انعكاسا لهذه الحياة الجديدة فالحرية والترف والنعيم والزهد والترجمة والإهتمام العلم والادب والأدباء والنظر إلى الشعر على أنه جوهر الثقافة لعربية وإلى النقد بوصفه علم تمييز جيد الشعر من رديئه كل ذلك أدى إلى أن يصيب الشعر من التطور ما بدل في بنيته الموضوعية والفنية.
وأشار دهمان إلى أن اللافت في هذا العصر كان بروز نزعة الحداثة مفهومها القديم كما ساد التعريف المأثور للشعر وهو أنه “قول موزون”مقفى يدل على معنى.
