السويداء-سانا
(الإعاقة ليست بالجسد إنما بالفكر) هذا ما آمنت به ريما مقلد من قرية رامي بريف محافظة السويداء الشرقي، وجسدته واقعاً عبر تخطيها ظروف إعاقتها المتمثلة بحالة الشلل بأطرافها السفلية، وتطوعها لخدمة أبناء مجتمعها.
ريما 44 عاماً لم تستسلم لواقعها، ولم ينل من عزيمتها إجراء أكثر من عمل جراحي، بل انطلقت للحياة بمساعدة وتشجيع أسرتها مستخدمة وسائل مساعدة للتنقل ومواجهة ظرفها الصحي الذي حال دون تعليمها في طفولتها جراء بعد المدرسة عن مكان إقامتها، وعدم وجود وسيلة نقل في تلك الفترة.
وروت ريما خلال حديثها لمراسل سانا كيفية تحررها بعمر العشرين من أميتها من خلال دورة في دائرة تعليم الكبار والتنمية الثقافية بمدينة السويداء بفضل إرادتها وتصميمها لصنع شيء ما في حياتها، ما أهلها للحصول على شهادة التعليم الأساسي إلى أن حظيت بوظيفة في مجلس بلدية قريتها للقيام بأعمال التصوير للأوراق والوثائق وذلك رغم صعوبة المشي والاضطرار لصعود الأدراج.
ولم تكتف ريما بالعمل الوظيفي وحسب، بل تطوعت للعمل الأهلي قبل 22 عاماً وانتسبت لثلاث جمعيات أهلية، هي الوفاء الخيرية للمعوقين والسورية للمعوقين جسدياً ومحبة ووفا، قدمت من خلالها التبرعات بشكل شخصي للمحتاجين لها، كما شاركت كمتطوعة بإيصالها لمستحقيها.
ريما التي تخصص راتبها الشهري لمساعدة الآخرين والتنقل من قريتها لمدينة السويداء لممارسة عملها التطوعي الأهلي كما بينت تجد أنه من الجميل تقديم يد العون للمحتاجين، ورسم البسمة والفرحة على وجوههم.
ووفقاً لرئيس مجلس إدارة جمعية محبة ووفا بالسويداء فريال السليم فإن ريما تعد مثالاً للعطاء والتفاني والإخلاص بالعمل ،وتركت بصمتها في كل مكان تواجدت فيه، متخطية كل ظروف إعاقتها ومنوهة بالدور التطوعي والإنساني الذي تقوم به لمساعدة الآخرين.
عمر الطويل
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency