اللاذقية-سانا
عروض فنية منوعة لشباب مفعمين بالطاقة والموهبة قدموا أفضل ما لديهم على مسرح “حديقة العروبة” في اللاذقية ضمن مهرجان إرادة الحياة الذي أقامته مجموعة من الشباب الجامعيين من “منفذية الطلبة الجامعيين في الحزب السوري القومي الاجتماعي” في اللاذقية على مدى ثلاثة أيام احتفالا برأس السنة السورية الذي اعتاد السوريون القدماء على إحيائه بداية فصل الربيع من كل عام و تحديدا في الأول من نيسان في إشارة لانطلاقة جديدة تملؤها الحياة والحيوية والأمل.
تجارب شبابية في الرقص والمسرح والغناء والعزف منها ما يقدم للمرة الأولى ومنها من يستكمل خبرات سابقة تألقت جميعها في مواجهة الحضور الكبير الذي ملأ مدرجات المسرح حيث أكد “أمجد الضيقة” المسؤول الاداري عن الفعالية أن ما يقارب عشر فرق فنية توزعت على مدى أيام المهرجان في محاولة لإغناء الاحتفالية بكافة اشكال الفنون التي تستهوي الجمهور بمختلف شرائحه.
وأضاف… أردنا أن نقدم للجمهور ما هو ممتع ومفيد فالمهرجان يحمل طابعا اجتماعيا تفاعليا يعكس رغبة السوريين المستمرة بالحياة وشغفهم بفنونها ومعارفها المختلفة ولاسيما أن الفعاليات عرضت جوانب من الجذر الحضاري الأصيل لعدد من المدن السورية التي صدرت علومها ومعارفها للبشرية في مختلف المجالات كحلب وأريحا وتدمر وماري وسواها.
وكانت الأنشطة الفنية قد افتتحت بلوحات متنوعة لمدرسة “نرقص لنحيا” المتخصصة برقص الصالونات قدمها 11 شابا و شابة على مدى نصف ساعة وشملت فقرات “تانغو أرجنتيني” و”فالس” و”تانغو أوروبي” حيث أوضح الراقص “نديم قدسي” أن أهمية المشاركة في هذه الفعاليات تنبع من قدرتها على نشر ثقافة فنية راقية يمكن للمجتمع أن يتقبلها ودمج الجمهور ضمن حالة فنية لا تعتبر شكلا من أشكال الترف كما هو سائد.
وصدحت أغنيات السيدة فيروز وموسيقاها الملائكية من خلال ثلاث عازفات شابات تحدثت عنهن عازفة الغيتار “ريم يوسف” بقولها.. نحن مجموعة فتيات لدينا شغف كبير بالموسيقا وتعلمنا تقنيات العزف منذ فترة طويلة وشاركنا في الكثير من الحفلات بشكل انفرادي لكن هذه هي المرة الأولى التي نظهر فيها كمجموعة لتقديم مقطوعاتنا التي اخترناها لتناسب اتجاهنا الموسيقي المفعم بالحيوية والذوق الأصيل.
وكان لافتا ما قدمته المغنية الشابة “ساندي جروج” من دمج بين الموسيقا الشرقية والغربية حيث رافقها خمسة عازفين شباب قدموا مجموعة من الاغنيات الراسخة في ذاكرة المتلقي السوري في محاولة لخلق مزيج موسيقي مختلف كما بين العازف “حيدر شعبان” شارحا أن هذا المزج اعتمد أساسا على التمازج بين آلات الدرامز والكمان والعود والغيتار مرفقا بصوت “ساندي” الذي كان ملائما للأغنيات المنتقاة من حيث الطبقة والاتساع فكانت تجربة ناجحة كما ظهر من خلال تفاعل الجمهور وتناغمه مع الموسيقا المقدمة.
التمثيل ايضا كانت له حصته من العروض من خلال فرقة “تجمع أبو خليل القباني” التي قدمت اسكيتشات و مشاهد وطنية لامست الواقع بصدق بالإضافة إلى الحضور اللافت لفرقة “وصايا” التي تميز شبابها بانسجامهم الكبير على المسرح دون نسيان فقرة “الهيب هوب” التي اشعلت الحماس في الجمهور سواء من حيث الأغنيات المنتقاة للعرض أو عبر حركات راقصي فرقة “في او في” التي تفردت بتقديم هذا النوع من الفنون في اللاذقية.
وأكد “أحمد صالح” عضو الفرقة ان هذا الفن يقوم على الارتجال ما يعني ضرورة وجود موهبة فطرية لدى الفنان إلى جانب التدريب المستمر لتسهيل التحديات التي يفرضها الوقوف على الخشبة معتبرا أن “هذا النوع من الفن ليس مضيعة للوقت كما يظن البعض بل هو فعل ابداعي يحتاج لقدرات خاصة وشروط تمكن الراقص من ترجمة أحاسيسه إلى حركات جسدية تتنوع بسرعة على وقع الموسيقا المصاحبة”.
يذكر أن المهرجان انطلق في الثاني من شهر نيسان الجاري حيث تضمن مجموعة واسعة من الفعاليات المتنوعة حضرها حشد غفير من الفعاليات الشعبية والطلابية.
ياسمين كروم