اللاذقية-سانا
استضافت دار الأسد للثقافة باللاذقية بعد ظهر اليوم حفل توقيع كتاب “من أوراق الحياة” للكاتب سليمان الصدي متضمنا مجموعة من المقالات في السياسة والوجدان والحب والغزل الذي يميل إلى النثر في أعماقه الممتدة على 335صفحة.
وأشار الصدي في تصريح لـ سانا الثقافية ان الكتاب يضم مختارات من المقالات السياسية التي نشرها في الصحف الأمريكية إضافة إلى أوراق شعر غزل لدمشق التي تسكن روحه ولسورية التي شهدت على مر التاريخ نكبات ونكسات فلا ملت ولا انهزمت ولا تعبت ولا استكانت وكان الفجر يطل من عينيها الخضراوين بعد كل كبوة.
وأوضح أن ميوله الأدبية تعود إلى طفولته حيث كتب أول قصيدة في عمر الرابعة عشرة فكان له أول كتاب بعنوان “تراتيل لعينيك” وقد قدمه في أمسية شعرية بدمشق قبل خمس سنوات ثم ألف كتابا بعنوان “مكان في الشمس” وهو كتاب سيرة ذاتية وبعده رواية باللغة الانجليزية بعنوان “المريض في الغرفة رقم12.
وأشار الصدي إلى أن معظم مقالاته السياسية تتناول الأوضاع في سورية والمؤامرة التي احيكت ضدها وهي حسب الأحداث المتتالية وقال إنه حتى كتاباته الوجدانية بأغلبها تنبع من الأوضاع الراهنة التي تعيشها سورية وإنه يعشق سورية بطريقة تجعلها تملء قلبه ووجدانه ولا ينقطع أبدا عن زياراته إليها.
وقد سبق حفل توقيع الكتاب ندوة نقدية شارك فيها كل من الدكتور خالد الأحمد استاذ العلوم التربوية في كلية التربية بجامعة دمشق الذي قدم لمحة عن منشأ المؤلف وسيرته الذاتية مؤكدا أن كتاب “من أوراق الحياة” هو مزيج من متنوع يختلط فيه الوجداني بالسياسي اليومي وأن أكثر ما يميزه العفوية والصدق والتأكيد على الانتماء للوطن والإنسان والأم والحبيبة.
أما الناقد الدكتور وفيق سليطين فأشار إلى تميز مقالات الكتاب بالحب الغامر وانه لمس من حرارة المباشرة في القول والكتابة نوعا خاصا من الأب لافتا إلى أن الكتاب يتركز على نداء الحب الذي تتمحور عليه مقالاته.
من جهته قال الدكتور غسان غنيم أستاذ الأدب الحديث والمعاصر بجامعة دمشق أن كتاب “من أوراق الحياة” هو مجموعة من الأوراق التي تسجل الحياة بطريقة تفيض بالوجدان وتبتعد عن الحالة الكلاسيكية التي ألفناها في الكتابة الصحفية حيث يقدم الكاتب قلبه فوق ورق ابيض ليعيد تأريخ حياته ومعاناته في الغربة وحبه الذي اصطبغت فيه كل اوراق الحياة بصبغة فيها الكثير من الحنين إلى تراب سورية وعبق حجارتها فما أن يبتعد الانسان عن الوطن حتى يصبح الوطن الجنة المشتهاة ويصبح كل قاس فيه جميل ولطيف.
وأضاف قسم الكاتب أوراقه إلى لأربعة أقسام اختص كل قسم منها بجانب معين فكان للمساحة السياسية الحظ الأوفر وأخذت الأوراق الوجدانية جنبا والغزلية جنبا وما سماها الفكرية جنبا آخر ولم تخرج الكتابات الوجدانية.
ولفت غنيم إلى أن الكاتب في الأوراق الغزلية دمج بين شيئين هو الغزل بالحبيبة الوطن وبالوطن الحبيبة وثبت بعض الرسائل التي جاءت من محبوبته وكأنه يكتب بيده ويقول إنه وحبيبته واحد ودائما حبيبته تأتي بوصف حبيبتي الشآمية ما يؤشر إلى أن حالة العشق لديه مشتركة بحالة الوطن وهذا ناتج عن واقع الاغتراب.
بدورها رأت الدكتورة سمر الديوب أستاذة الأدب العربي القديم بجامعة البعث أن أهم ما في هذا الكتاب أنه يندرج ضمن أدب الاغتراب الذي يمثل التآخي الاسلامي المسيحي وتدور أفكاره حول جملة من الافكار السياسية والوجدانية والغزلية والفكرية مبينة أن لغته لغة إنسان كوته نار الغربة فهي لغة شفافة صادقة جدا وهو يندرج ضمن فن المقال غير انه يأخذ من القصة القصيرة ومن المناظرات والنادرة والرسائل والشعر وغير ذلك فخرج من نوع أدبي واحد لياخذ من أنواع أخرى مع الاحتفاظ بخصوصيته فحافظ على البنية السردية للمقال على الرغم من اللغة الشعرية التي نجدها في بعض المواضع والاستطراد والانتقال من المقدمة إلى العرض بطريقة فنية جميلة.
وأشارت الديوب إلى أن للكاتب الصدي عبورا من فن المقال إلى فن السيرة الذاتية وهي استعادة شخصية لأحداث في الماضي تتم على مبدأ الانتقاء والاختيار يؤرخ فيها مراحل من حياته موضحة أن من يتعمق بالجانب الفلسفي للسيرة الذاتية يجد أن من يكتب سيرته الذاتية هو شخص كان يعاني في واقعه معاناة تجعله يصل إلى مرحلة المنقذ لهذا الواقع كما أن هناك لغة شعرية لم تغب حتى عن المقالات السياسية وهي ممتلئة بالمناحي الشعرية من الايحاء إلى المفارقة إلى السجع إلى الترادف والتضاد.
مي قرحالي