الأديب محمد عزوز: الحداثة أدت لعزوف الكثيرين عن النتاج القصصي

دمشق-سانا

يرصد الكاتب والأديب محمد عزوز في قصصه الحركة الاجتماعية بكل تداعياتها مستخدما الواقعية بأسلوب إبداعي يخص الإنسان والبيئة التي يعيشها الإنسان السوري فضلا عن تأثره وانعكاس الساحة الثقافية على أدبه.

وفي حديث خاص لـ/سانا/ الثقافية قال عزوز.. إن المستويات في القص متباينة ما بين مجموعات قصصية امتلك كتابها أدواتهم وفنيات الكتابة فتكاملت لديهم النصوص من حيث عناصر القص وخصائصه ونالت حظوتها من القراءة والإهتمام ومجموعات لم تلتفت لأسس بناء القص فأتت النصوص بشكل لا يمكن تجنيسه أصلاً ولم ترسخ في الأذهان وهناك قصص لا تخرج عن كونها نصوصا أدبية ما أساء للقص كثيرا معتبرا أن القصة نص أدبي نثري يروي حدثاً ذا مغزى أو موقفاً أو شعورا إنسانيا عماده السرد والحوار ويستند إلى أسس وخصائص مدروسة.

وعن القصة القصيرة جدا رأى عزوز أنها ابن شرعي لزمانها تنتمي للقص حدثا وحكاية وتشويقا ونموا وروحا وللتكثيف فكرا واقتصاداً ولغة وتقنيات وخصائص وهي فن أدبي إن حافظت على هذه الأسس ولكن معظم الكتابات لم تلتفت إلى ذلك فابتعدت عن القص في البنية والموضوع والتقنيات .

وأضاف عزوز.. كان للحداثة تأثيرها في القص كما أثرت في الشعر والرواية وإن كان بتأثير أخف من الشعر لكنها كانت وراء عزوف الكثيرين عن متابعة ما يكتب وأدت إلى أسبقية أفضل للرواية التي لم تتأثر بالحداثة كما الشعر أو القصة.

وأوضح عزوز أن القصة عندما تطول وتتعدد فيها الأجزاء والفصول والأحداث والشخوص والأزمنة والأمكنة تصير رواية وعندما تقتصر على فصل وأحداث أقل وزمان قليل ومكان غير واسع تكون قصة معتبرا أن القصة بنت للرواية ولذلك شروط وأحكام لا يوافق عليها المتعصبون للحداثة بضبابيتها لا بأسلوبها.

وعن تأثره بالأدباء قال عزوز.. كنت قارئا نهما لكتاب قصة عالميين وعرب وفي مرحلة ما كنت أتابع كل ما يصدر من مجموعات قصصية سورية وأنا معجب إلى حد كبير بيوسف إدريس وتشيخوف وزكريا تامر.

وعن مستوى القصة تابع عزوز.. يعجبني جداً نموذج القصة عند القاص السوري إبراهيم صموئيل وهو كاتب معروف من كتاب ثمانينيات القرن الماضي أصدر أربع مجموعات قصصية وأعيدت طباعة مجموعاته أكثر من مرة مع وجود أسماء أخرى مهمة تركت بصمة ولو من مجموعة قصصية واحدة.

وأشار عزوز الى ان للقصة دورها المهم وهو أهم من الشعر برأيه لأنه يسمح للأديب أن يقول كل ما يريد معتبرا أن متاعب الثقافة في الوطن العربي ساهمت بتراجع الأدب وأولها تراجع القراءة بكل أشكالها بشكل كبير ثم تراجع الأجناس الأدبية أمام الرواية التي اصبحت في السنوات الأخيرة ديوان العرب بدل الشعر بينما حافظت القصة على مستواها إلى حد ما .

وعن الواقع الثقافي وتداعيات الأزمة اشار عزوز الى قيام التنظيمات الارهابية بالاعتداء على المراكز الثقافية في بعض المناطق وحتى احراق مكتبات خاصة داعيا إلى إعادة ترسيخ مفاهيم حاولت القوى التكفيرية الظلامية القضاء عليها وترسيخ مفاهيم الحضارة الحقة والثقافة بكل منابرها للوصول إلى الإنسان في بيته وحارته وأماكن تواجده الأخرى.

وبين عزوز ان النقد غائب في ساحاتنا الأدبية وأن ما نقرأه أحيانا هو انطباعات جلها نوع من المجاملة المجانية وهذه تترك آثارا سلبية على الإبداع والمبدع بينما نحن أحوج ما نكون إلى أقلام بناءة في النقد تطور القصة والشعر والرواية.

يذكر أن محمد عزوز من مواليد القدموس حاصل على إجازة في الاقتصاد والتجارة من جامعة دمشق لعام 1982 أصدر أربع مجموعات قصصية الأولى بعنوان / ويبدأ الهمس / عام 1995 والثانية بعنوان / زاروب العين/ عام 1997 والثالثة بعنوان / قرط خدوج / عام 2004 والرابعة بعنوان / حروف الدمع / عام 2010 كما شارك في كتاب / قصص مدينتين / عام 2002 لمجموعة قاصين وكتاب /وجوه ومرايا / عام 2005 الذي تضمن مختارات من القصة السورية في مطلع الالفية كما صدر له عام 2010 كتاب انطباعي بعنوان/ شعراء سلمية/ في جزئه الأول ويتم العمل الآن لإنجاز وطباعة الجزء الثاني وله برسم الطبع كتاب انطباعي عن القصة القصيرة في سورية وسيرة ذاتية بعنوان / أنا والقدموس ذاكرة فقر ومواجع / وانشا في منزله بمدينة سلمية صالونا أدبيا يقصده الكثير من الرواد والمهتمين.

محمد خالد الخضر