رجال الدفاع المدني في اللاذقية لبوا نداء الواجب من لحظة وقوع الزلزال

اللاذقية-سانا

لم تثن رجال الدفاع المدني في اللاذقية واجباتهم العائلية عقب الزلزال عن متابعة مهمتهم المقدسة في إنقاذ من تضرر جراءه، فتركوا أسرهم ولبوا نداء الواجب، والتحقوا بزملائهم المناوبين في الأماكن المتضررة ليعيشوا لحظات يشرق فيها الأمل مع كل نجاح بإنقاذ أحد العالقين تحت الأنقاض.

مدير الدفاع المدني باللاذقية العميد الركن جلال داؤود وفي تصريح لمراسل سانا تحدث عن اللحظات المؤثرة التي عايشها أثناء تنقله لمتابعة عمليات الإنقاذ في المناطق المتضررة، وأصعبها مشهد الأم وهي تحتضن أطفالها الثلاثة لكن الموت ألقى بظلاله على الغرفة حيث كانوا يحتمون في منزلهم بقرية اسطامو التي تهدم فيها 14 مبنى بالكامل، ومشهد آخر لرجل فقد ولديه الاثنين، وأكثرها ألماً شقيقان يحتضنان بعضهما بعضاً ولم يتمكنا من النجاة حيث أدركهما الموت قبل انتشالهما من بناء الريحاوي بمتر واحد.

وأضاف داؤود: إن الكلام يعجز عن وصف المشاعر التي كانت تنتاب فرق الإنقاذ في لحظات إخراج أحياء كانوا عالقين بين الأنقاض، ومن بينهم نور الدين زكريا ووالدته ضحى نور الله حيث عمت الفرحة عناصر الدفاع المدني والمواطنين في المكان.

داؤود أكد أن محدودية الإمكانيات والمعدات اللازمة في مثل هذه الكوارث كانت تؤخر عمليات الإنقاذ والوصول إلى ناجين أحياء، وهذا الأمر سببه الرئيسي الحصار الغربي الظالم على سورية.

المساعد أول فراس أحمد راعي يتذكر ليلة السادس من شباط والمشاهد القاسية التي عاشها، ولحظات إنقاذ ناجين من بين الركام متابعاً حديثه بأنه وعلى الرغم من رائحة الموت التي كانت تعبق في المكان إلا أن هناك لحظات كانت تشرق بالأمل مع نجاح جهودنا بإنقاذ أحد العالقين تحت الأنقاض بعملية إنقاذ صعبة طويلة لأحد الشبان من عائلة طربوش الذي حالفه الحظ وكتبت له النجاة بفضل ميلان أحد أعمدة المنزل، وهو ما حماه من الكتل البيتونية التي تساقطت حوله حيث استخدمنا مقصات الحديد وهرس البيتون لعدة ساعات، حرصنا خلالها على تبادل الأحاديث معه ليبقى صاحياً وحفاظاً على معنوياته من الانهيار، وبعد فتح ممر آمن رمينا له الحبال وتمكنا من سحبه ونقله إلى سيارة الإسعاف للذهاب إلى المشفى وتلقي العلاج اللازم.

وبدافع الشعور بالمسؤولية وفور حدوث الزلزال، سارع المساعد جعفر حسان للالتحاق بمقر الدفاع المدني بعد أن اصطحب زوجته إلى منزل أهلها وانضم إلى زملائه في السيارة المتجهة نحو قرية اسطامو للمشاركة في عمليات الإنقاذ والبحث عن ناجين في مهمة استمرت لثلاثة أيام متواصلة كانت مليئة بالمشاهد المؤلمة على حد وصفه.

وتحدّث المساعد أول بسام أحمد زريقة بصوت مبحوح، وهو يتذكر كيف توفي زميله عامر صقر وأخته فور وقوع الكارثة بينما تعاون مع زميلهما علي علي لإنقاذ والدة عامر وهي لاتزال على قيد الحياة، مبيناً أن حزنهم على زميلهم جعلهم أكثر إصراراً على مواصلة العمل وبذل قصارى جهدهم لأداء واجبهم الوطني ومحاولة إنقاذ الآخرين، وهو ما حدث بالفعل حيث تمكّنوا من إخراج المواطن يوسف سلمان حياً من بين الأنقاض بموقع مبنى موبيلي توب في دمسرخو.

وأشار زريقة إلى أن سلمان كان محظوظاً جداً حيث كان مستلقياً على درج البناء تحيطه أنابيب المياه الحديدية وبلاطة إسمنتية حمته من حطام الكتل البيتونية وتمكّنا من سحبه باستخدام مقصات حديد وقمصان هرس بيتون ليختتم حديثه بأن إنقاذ سلمان أعطاهم زخماً أكبر لمزيد من العمل رغم الجهد والتعب والإرهاق.

نبيل علي ورشا رسلان

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency