موسكو-سانا
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب لا يزال يمارس سياسة ازدواجية المعايير حيال القضايا الدولية، ولا يهتم بأضرارها وتداعياتها السلبية.
وخلال لقائه اليوم ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية لفت لافروف إلى أن الغرب اتهم سورية باستخدام السلاح الكيميائي بناء على مشاهد مصطنعة لمنظمة ما يسمى “الخوذ البيضاء” الإرهابية، لكن بعد تحقيق الصحفي الأمريكي سيمور هيرش الذي أكد عدم وجود أدنى دليل على وقوع هجوم كيميائي تتوافق فيه كل الحقائق، بات يقول موظفو الأمم المتحدة إنه ليس لديهم دليل يمكن الاستناد إليه لإجراء تحقيق.
وحول التقرير الذي قام به هيرش بشأن تفجير خطي أنابيب الغاز السيل الشمالي 1 و2 في بحر البلطيق في أيلول الماضي أضاف لافروف: “إننا لا نرى أي رد فعل من الغرب حول تقرير هيرش المبني على الحقائق التي كنا نتوقعها منذ زمن طويل، هم لا يريدون إجراء تحقيقات بشأن التفجير الذي استهدف الخطين، لنر كيف ستتمكن سكرتارية الأمم المتحدة من إجراء التحقيقات استناداً إلى طلب إحدى الدول الأعضاء التي هي روسيا”.
وبين لافروف أن ما يحدث الآن هو أحد الأمثلة على القواعد بدلاً من القوانين والتي لا يهتم من يضعونها بالتداعيات التي تقع أضرارها حتى على حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، لافتاً إلى أن الغرب قام بطباعة تريليونات الأموال دون أن يهتم بمصير الدول الفقيرة، والآن هو يخزن المواد الغذائية التي يشتريها في إطار صفقة الحبوب، ولا يصل إلى البلدان الفقيرة أكثر من 10 بالمئة من المواد الغذائية الأوكرانية.
وشدد لافروف على أنه “على الجميع البحث عن الحقيقة، ونحن على ثقة بأن الصحفيين شأنهم شأن الدبلوماسيين يهتمون بالحقيقة والموضوعية، ونحن جميعاً منفتحون على وسائل الإعلام لعرض الحقائق والأدلة التي يجب أن تصل في نهاية المطاف إلى القارئ الذي يقع ضحية للتحليلات والتكهنات والاستنتاجات”.
وبين لافروف أن إنشاء روسيا لوسائل إعلام موضوعية وشفافة لم يرق لفرنسا وللأوروبيين لأن خداع الجمهور أصبح العادة السائدة بالنسبة للمجتمع الأوروبي، مستهجناً تصريحات مفوض الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن جوزيب بوريل بأن عملية حجب وسائل الإعلام الروسية بمثابة “الدفاع عن حرية التعبير” مؤكداً أنها تمثل “انتهاكاً لكل القوانين التي تقرها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا واستهزاء بحرية الكلمة والتعبير من قبل الغرب”.
وأشار لافروف إلى أن الهجوم على قناتي “ار تي” و”سبوتنيك” من قبل الغرب تم قبل 5 سنوات من بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وأن العقوبات التي تفرضها الدول الغربية التي تزعم أنها “دعاة الديمقراطية” على روسيا هي جزء من الحرب الهجينة الاقتصادية والثقافية والسياسية والعسكرية ضدنا.