الشريط الإخباري

المساعدات الإنسانية كأداة أميركية.. بقلم: أحمد ضوا

توظف الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة كل إمكانياتها لتمديد إدخال المساعدات الإنسانية عبر المنافذ غير الشرعية بذريعة مساعدة المهجرين السوريين، ومنهم الذين يقيمون في مخيمات على الحدود التركية- السورية، بينما الواقع على الأرض يزداد مأساوية من جميع النواحي.

كشفت أول عاصفة مطرية ضربت المنطقة زيف الادعاءات الغربية، حيث بينت التقارير الإعلامية افتقاد هذه المخيمات إلى أبسط مقومات الحياة، وخاصة التي تقي قاطنيها من المطر والثلج والبرد والسيول، وهنا السؤال الذي لا بد من طرحه: أين تذهب المساعدات الإنسانية الدولية؟ وإلى متى تستمر واشنطن بتوظيف الملف الإنساني في سورية، وتمنع هؤلاء المهجرين من العودة إلى قراهم ومدنهم؟.

لا شك أن الدول الغربية لا يهمها على الإطلاق الشأن الإنساني للمهجرين والنازحين السوريين الذين غادروا أماكن سكنهم من جراء الإرهاب، والدليل فرضها الحصار الاقتصادي على سورية، واستمرار قوات الاحتلال الأميركي في الجزيرة بنهب وسرقة الموارد الوطنية السورية، وخاصة النفط والغاز والقمح وحرمان الشعب السوري منها، وكذلك الأمر لا تهتم الدول الغربية وخاصة التي شاركت في الحرب الإرهابية على سورية بالظروف الصعبة اللاإنسانية الناجمة عن توظيف معاناة هؤلاء المهجرين لتحقيق أهداف سياسية وإملاء إرادتها على الشعب السوري، بل تعمل على زيادتها عبر تضليل المجتمع الدولي وإطالة أمد الحرب الإرهابية على سورية.

من المعلوم أن الجزء الأكبر من المساعدات الإنسانية التي يقدمها المجتمع الدولي والتي يتم إدخالها من المعابر غير الشرعية يذهب بشكل مباشر إلى التنظيمات الإرهابية الدولية في إدلب، وما تبقى يقوم الإرهابيون بمصادرته من المدنيين بالقوة وبيعه لهم بأسعار باهظة الثمن، ولم تول الدول الغربية هذا الواقع أي اهتمام، وهذا يؤكد إصرارها على دعم الإرهاب والتعويل عليه في تحقيق مشروعها العدواني في المنطقة.

أظهرت العديد من التقارير الإعلامية الواقع المأساوي للمخيمات على الحدود السورية التركية وفي مخيم الركبان بمحيط قاعدة التنف غير الشرعية، وهذا يستدعي من المنظمات الدولية ممارسة الضغوط على واشنطن وحلفائها للتوقف عن توظيف المعاناة الإنسانية للمهجرين السوريين، وعدم أخذهم دروعاً بشرية وسياسية، وإفساح المجال أمامهم لاتخاذ القرار بالعودة النوعية إلى قراهم ومدنهم التي طهرها الجيش العربي السوري من الإرهاب.

إن استمرار الولايات المتحدة وحلفائها بدعم الإرهاب في إدلب وعدم سحب قواتها غير الشرعية من الجزيرة السورية والتنف هما السبب الرئيس لاستمرار أزمة المهجرين والنازحين، ويعد اقتصار وجود المخيمات على المناطق التي تحتلها القوات الأميركية وبؤر الإرهاب في محافظة إدلب دليلاً على تمسك دول العدوان على سورية بتوظيف المعاناة الإنسانية للسوريين للضغط عليهم وعلى بلادهم، من أجل تحقيق أهداف سياسية وجيوسياسية، عجزوا عن فرضها بالعدوان الإرهابي المستمر منذ أكثر من عشر سنوات على سورية.