دمشق-سانا
حاولت المخرجة هدى الخطيب ان تقدم خلال عرضها المسرحي الأول قارع الطبل نموذجا لمسرح الطفل يعتمد على إحياء الأسطورة ومخاطبة خيال الطفل عبر اصطحابه في رحلة إلى عالم بعيد بمفرادته عن واقعه ضمن غابة العمالقة وقصر الزجاج والصراع لإنقاذ الأميرة من أيدي الساحرة.
ولا يمكن لمتابع المسرحية إلا أن يتذكر حكايات ألف ليلة وليلة التي حاولت المخرجة استحضارها على المسرح بطريقة كانت تحتاج إلى تعمق أكبر فرغم اختيار المخرجة لحكاية جميلة لتقدمها للأطفال إلا أن فقرا واضحا كان باديا في عناصر السينوغرافيا المسرحية فلم يكن هناك من مغزى جمالي لوضع الشخصيات داخل إطار يشبه إطار الصورة كما أن العوالم التي انتقل بها البطل من غابة العمالقة إلى قصر الزجاج افتقرت الى التوظيف الجيد لعنصر الإضاءة لإظهارها.
إلا أن تناغما واضحا كان باديا في أداء الممثلين نسرين فندي-فادي حموي-أسامة تيناوي-كامل نجمة كشف عن أداء مسرحي امتلك أدواته الصحيحة في طريقة محاكاة عقل الطفل وإقناعه.
وأوضحت الخطيب لـ سانا أنها سعيدة بالتجربة الإخراجية الأولى لها ولم تتخوف منها لأن لديها حصيلة لا بأس بها من الأعمال الموجهة للطفل والكثير من الحب لهذا المسرح وانعكس ذلك على آلية عملها في العرض معلنة فيها “تمردها” شكلاً ومضموناً على العروض الطفلية المسرحية التي اعتاد جمهور الأطفال أن يتابعها.
واعتبرت انها قدمت في عملها حكاية بسيطة تتحدث عن قارع الطبل وحبه للأميرة وكيف أن الحب يتغلب على المستحيل مشيرة إلى أنها ليست مع “المسرح الواعظ المحمل بالعديد من المقولات الكبيرة وخاصة في ظل الظروف القاسية التي تمر بها سورية”.
وبينت الخطيب أنها شاهدت في فرنسا عروضاً “متدنية المستوى بالمقارنة مع الكثير مما يقدم عندنا وبالمقابل شاهدت عروضاً أخرى فاقت الخيال لكن الأمر المحسوم هناك أن كل هذه العروض يتوفر لها كل الدعم المادي اللامحدود في حين أن العاملين في المسرح في سورية يعملون بمقابل مادي زهيد ويقدمون عروضهم بأقل التكاليف”.
وتختم الخطيب كلامها مؤكدة أن إقناع الطفل بالقدوم إلى المسرح وإدخال السعادة إلى قلبه “أمر نبيل” وأن مشروعها القادم يقوم على تحويل إحدى حكايات ألف ليلة وليلة إلى عرض مسرحي وخاصة أنها تحب ربط الطفولة بالحكايات.
ميس العاني