دمشق-سانا
تضامنا مع الشعب الفنزويلي في مواجهة تهديدات ومؤامرات الولايات المتحدة الأمريكية ضده أقام اتحاد الكتاب العرب والجبهة القومية الفلسطينية للعودة ندوة فكرية بعنوان الشعوب في مواجهة الحصار في مقر اتحاد الكتاب بدمشق اليوم .
واعتبر سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية بدمشق عماد صعب في كلمته خلال الندوة أن سورية في صمودها كانت مثالا يحتذى في حتمية الانتصار في نظر الشعب الفنزويلي الحر الذي يتصدى على مدار ستة عشر عاما للمخططات الامبريالية في فنزويلا وحول العالم.
وبين السفير صعب أن بلاده تعيش تحت تهديد تدخل عسكري مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية التي قامت بفرض سلسلة عقوبات اقتصادية واتخذت إجراءات متعددة ضدها آخرها إصدار الرئيس الأمريكي باراك أوباما في آذار الفائت قرارا يعتبر فيه أن فنزويلا تشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي متسائلا عما إذا كانت الشعوب الطامحة الى الحرية والرافضة للهيمنة الامبريالية تهديدا للأمن والسلم وفقا للمنظور الأمريكي.
وقال إن الامبريالية الأمريكية وأذنابها في فنزويلا سعت منذ وفاة المناضل الراحل أوغو تشافيز عام 2013 إلى السيطرة على هذا البلد وشنت محاولات لضرب الاستقرار فيه ودعمت عصابات قامت بأعمال عنف وشغب ما أدى الى مقتل عشرات الفنزويليين إضافة الى استهداف مراكز صحية ومشاف والتجهيز لحرب تخريبية اقتصادية تطال البنى التحتية وتوج ذلك بمحاولة انقلاب فاشلة في شباط الماضي ضد السلطات الفنزويلية الشرعية المنتخبة.
أما رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور حسين جمعة فقال إن تضامن السوريين والفلسطينيين مع الشعب الفنزويلي هو تضامن مع الذات لأن البلد الذي جاء منه أوغو تشافيز وقاد شعبه نحو العدالة الاجتماعية والتصدي للغرب الاستعماري كان دائما صديقا حقيقيا للعرب ومدافعا عن حقوقهم في كل المحافل.
ولفت رئيس اتحاد الكتاب إلى مواقف فنزويلا في عهدي تشافيز والرئيس الحالي نيكولاس مادورو مما تتعرض له سورية من هجمة شرسة معتبرا أن العداء الأمريكي لفنزويلا بسبب مواقفها من قضايا الشعوب المتطلعة للتحرر والسيادة وبسبب رفضها لتنفيذ توجهاتها السياسية في منطقة أمريكا الجنوبية خصوصا ودوليا بشكل عام.
واعتبر جمعة أن سورية وفنزويلا شركاء في الحصار الذي تنفذه أدوات أمريكية ضدهما وتمارس عبره ضغطا سياسيا واقتصاديا وإعلاميا عبر منظومات إعلامية تحاول التلاعب بأفكار الناس وإثارة الأحقاد بين مكونات المجتمع مؤكدا أن أي عقوبات اقتصادية تمارس بحق الشعوب الحرة لن تجعلها تركع وتخضع للإملاءات الأمريكية.
بدوره رأى طلال ناجي الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أن الإدارة الأمريكية التي تختبئ دائما وراء شعارات الديمقراطية تعادي القيادة المنتخبة في فنزويلا لأنها عارضت مصالحها ولأنها وقفت إلى جانب الشعبين اللبناني والفلسطيني إبان الاعتداءات الإسرائيلية عليهما ولأن المناضل تشافيز أعلن جهارا أن ما سمي “الربيع العربي” خديعة امبريالية وساند سورية في الحرب التي تتعرض لها.
وقارن ناجي بين الدعم الفنزويلي للقضايا العربية وفي طليعتها القضية الفلسطينية وبين تخاذل وتواطؤ أنظمة عربية وجدت في الكيان الصهيوني صديقا وفي الشعب اليمني عدوا يجب محاربته مؤكدا حتمية انتصار الشعوب في نضالها ضد مشاريع الهيمنة وأن سورية ستظل محورا للمقاومة وان فنزويلا ستبقى داعما مباشرا للعرب في قضاياهم.
في حين أكد الأمين العام للجبهة القومية الفلسطينية للعودة الدكتور نبيل أبو خاروف أن إرادة المقاومة هي المنتصرة لأن من يمتلك الإرادة يمتلك القدرة على الفعل رغم إدراكنا حجم المخاطر الامبريالية التي تحيط بالمشروع الأممي المقاوم للهيمنة عبر العالم لانه يستند الى خصوصية كل مجتمع بمكوناته وميزاته ويقوم على بعد شعبي حقيقي.
واعتبر أبو خاروف أن المشروع الوطني في الوطن العربي يلتقي مع مشروع أمريكا اللاتينية للتحرر وفي الطليعة مشروع تشافيز الذي وعى خطورة مخططات الامبريالية واعتبارها العالم بأسره مجالا حيويا لها مؤكدا أنه كان اقرب إلى العرب والقضية الفلسطينية ممن يسمون أنفسهم “معارضين وثوريين” بينما يحملون في الواقع مشروعا استسلاميا يتماهى في حماية الكيان الصهيوني وكانوا جزءا من المشروع الاستعماري على الأمة.
سامر الشغري