السويداء-سانا
أصبوحة قصصية ومشاهد مسرحية قدمها أطفال موهوبون من ورشة بيت الحكايا اليوم في المركز الثقافي بمدينة شهبا بالسويداء، ضمن فعاليات احتفالية اليوم الوطني للتشجيع على القراءة (كتابي نافذتي بحرف ولون) التي تقيمها وزارة الثقافة.
وتضمنت الأصبوحة عرض خمس قصص للأطفال من تأليفهم ككتاب صغار، ركزت على ما يجول في خواطرهم وحياتهم وخيالهم، وحملت عناوين (شتاؤنا) للطفلة ندى أبو شديد، و(سلال بلاستيكية) للطفلة لمار ناصيف، و(هدية) للطفلة حلم الخطيب، و(رهبة الذوبان) للطفلة شام الشحف، و(لماذا) للطفلة إنانا ناصيف.
ودارت مشاهد المسرحية الثلاثة المقدمة من تأليف المعلمتين منتها ناصيف وسهام عامر بعنوان (بيت وكتاب وقمر) حول الكتاب وأهميته وعدم قدرة الأطفال المشردين على الوصول للكتاب ومعاناتهم من حرمان حقهم بالتعليم والسكن وتحقيق الأمان لهم مع تقديمها بأسلوب الحوار بين الشخصيات، حيث تحدثت كل شخصية عن بيتها بما يحمله من أهمية ودلالة على الأمان والاحتضان، في الوقت الذي ظهرت فيه شخصيتان مشردتان لجأتا في نهاية المشاهد إلى شخصية خيالية تمثلت بالقمر قررت مساعدتهما وطلبت من الناس تأمين بيت وإعادة الروح والأمل لهما في الحياة.
وجرى في نهاية المشاهد تقديم أغنية بعنوان (البيت) للطفلة غرام المتني بمشاركة أطفال الورشة من تأليف منتها ناصيف وسهام عامر، وألحان بشار عامر مدير مركز الفرح للموسيقا مع مشاركة بالعزف للشاب الدكتور حسن خداج.
وأشارت إحدى مؤسسات ورشة بيت الحكايا منتها ناصيف في تصريح لـ سانا إلى أن مشاهد المسرحية هي تتويج لتدريبات الأطفال في الورشة، وتهدف للوصول إلى كل أسرة لإبراز أهمية البيت في حياة الأطفال، والدعوة إلى التعاون للتصدي لظاهرة التشرد لتفادي تأثيرها السلبي على المجتمع، مبينة أنه تم اختيار الموهوبين بالتمثيل في الورشة لأداء الأدوار كأطفال دون أي تصنع، وبما يتناسب مع أعمارهم كأصغر فئة بالورشة من عمر 6 إلى 10 سنوات.
وبينت إحدى مؤسسات ورشة بيت الحكايا سهام عامر في تصريح مماثل أنه جرى انتقاء القصص المقدمة من ضمن قصص الأطفال المتعددة بالورشة مع التركيز فيها على أهمية القراءة والكتابة بالنسبة للطفل وإبراز روح العمل الجماعي.
وأشار مدير المركز الثقافي في شهبا مرعي ركاب خلال كلمة إلى أهمية تضافر الجهود البشرية والتنموية لدعم مواهب الأطفال وتشجيعهم على القراءة والكتابة كون قياس حضارات الأمم يقوم على أساس ما تخصصه للأطفال من وسائل التعليم والتثقيف.
فيما ذكرت مسؤولة ثقافة الطفل في مديرية الثقافة بالسويداء ورئيس فريق مهارات الحياة ديالا الملحم أن الفعالية نتاج مشروع صديقي الذي أطلقته مديرية ثقافة الطفل بوزارة الثقافة، وتم اختيار ورشة بيت الحكايا للقيام بها كون القائمين عليها خضعوا لورشة الكتابة الإبداعية للطفل التي أقامتها المديرية خلال العام الحالي.
وذكرت الطفلة لمار ناصيف 12 عاماً أنها ركزت في قصتها على مشاعر طفل مشرد وكيف تحمل المسؤولية منذ صغره، فيما أوضحت الطفلة ندى أبو شديد أن قصتها هي ضمن مجموعة قصصية بالنسبة لها، وحاولت من خلالها إظهار الهموم الإنسانية، في حين أشارت الطفلة سلمى دنون 7 سنوات إلى شغفها وحبها للتمثيل.
وتعنى ورشة بيت الحكايا التي انطلقت في مدينة شهبا بالسويداء صيف عام 2018 بمواهب الأطفال واليافعين الأدبية والإبداعية، وسبق لها إصدار مجموعة قصصية بعنوان (حلم وحكاية) وعرض مسرحي بعنوان (الحلم)، وحالياً هناك مجموعة قصصية قيد الطباعة بعنوان (أنا أنتظر).
وفي السياق نفسه، استضاف المركز الثقافي في مدينة صلخد حلقات قراءة بمشاركة نحو 125 طفلاً بين 6 و14 عاماً، وتناوب فيها نحو 50 منهم على المنبر لإلقاء أشعار وخواطر وقصص قصيرة جداً، سبق أن اختاروها وقرؤوها ضمن ورشات القراءة لفريق مهارات الحياة بالمركز، حيث قدموا ملخصاً عنها أمام جمهور كبير من كبار وصغار تفاعل معهم بالحوار والتشجيع تأكيداً على أهمية القراءة في حياة الإنسان وفقاً لمديرة المركز ضحى الشوفي.
عمر الطويل
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency