ماساتشوستس-سانا
اختارت جامعة الفنون الحرة في ولاية ماساتشوستس الأمريكية أطروحة رسالة الماجستير التي أعدتها المغتربة السورية فاديا عبد الكريم رستم في اختصاص علم النفس والاجتماع حول الآثار والاضطرابات النفسية لدى الأطفال جراء الحرب الكونية التي تتعرض لها سورية ليمثلها في مؤتمر البحوث على مستوى ولايات أميركا الشمال شرقية.
ويركز البحث على تحليل وتفسير الآثار والاضطرابات النفسية الناجمة عند الأطفال جراء الحرب وعوامل الخطورة فيها وذلك بعد دراسة حالات واقعية لأطفال تعرضوا للإرهاب والعنف في سورية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ويعرض البحث أهم الطرق والأساليب المتبعة للتخفيف من نسبة الاضطرابات عن طريق الاستفادة من الدراسات السابقة وتعديلها بما يتلاءم مع الواقع في سورية.
وفي حديث لنشرة سانا سياحة ومجتمع قالت رستم..إن البحث حصل من لجنة الأكاديمية على تقييم ممتاز واختارته الجامعة ليمثلها في مؤتمر البحوث على مستوى ولايات أميركا الشمال شرقية مشيرة إلى أهمية أن يصل هذا البحث إلى وطنها سورية ويطبق بالشكل الأمثل ليتسنى الاستفادة منه.
ويطرح البحث حسب رستم طرقا وأساليب للعلاج من هذه الاضطرابات عن طريق اللعب والعلاج المعرفي السلوكي والاسعافات النفسية الأولية حيث استشهدت الباحثة بتجربة نادي الرسم المجاني التي اطلقها رسام الكاريكاتير عصام حسن باللاذقية وتبنت التجربة الدكتورة غادة زغبور والكاتب محمد حسن بطرطرس وهي تجربة تطبق في كثير من معاييرها خطوات علاج عالمية مع مراعاة الفوارق الثقافية وتحويلها لتتناسب مع مجتمعنا.
وتعتبر رستم ما تقوم به واجبها تجاه وطنها الأم الذي يمر وأهله بظروف صعبة مشيرة إلى أنها تستطيع أن تشعر بمعاناة الأهل والأطفال في سورية جراء ما يتعرضون له من إرهاب وتعمل ضمن اختصاصها للمساهمة في تغيير الواقع الذي من شأنه أن يصنع مستقبلا أفضل.
وقالت رستم..”يهمني كمغتربة سورية أن ندرك تميزنا ونقيم تجربتنا ونجد الحلول دون أن ننتظر أي ثقافة مختلفة لتقيمنا أو تقدم الحلول لنا وفق معاييرها دون مراعاة اختلافنا عنها فأنا مؤمنة بالعلم وبقدرات الشعب السوري” مضيفة لأنه” رغم قساوة ما تتعرض له سورية من إرهاب نستطيع الخروج بأطفالنا بأقل قدر ممكن من الخسائر اذا ما عملنا بجد وإخلاص وحب”.
وتلفت رستم إلى صعوبة وحساسية مثل هذه البحوث التي تعتمد على الحالات الإنسانية عن طريق اختبار مشاعر الحزن والخوف والقلق.
وختمت رستم بالتاكيد أنه في نهاية الحرب التي تتعرض لها سورية سيكون الهم الرئيسي منصبا على بناء جيل لا يكون متاثرا من الضيق والتجارب المؤلمة.
مها الاطرش