دمشق-سانا
يمتلك المغني الشاب غيث منصور صوتا جميلا محملا بإحساس مرهف مميز وثقافة موسيقية أكاديمية عالية مما ينبئء بقدوم موهبة جادة لها خصوصيتها الفنية على الساحة الغنائية السورية والعربية إذا لاقت الدعم والتشجيع الضروريين لإظهارها.
وعن مشروعه الفني يقول الفنان منصور في حديث لـ سانا إن هناك عدة مشاريع فنية أعمل عليها حاليا من بينها إحياء أغان قديمة بطابع وتوزيع جديد ومختلف دون أن يؤذي الأغنية الأصلية تحمل في نفس الوقت روحا شبابية عصرية أكاديمية نوعا ما مبينا أنه مازال في بداية طريقه ويطمح لتقديم مشروعه الفني الأساسي المعتمد على الأغنية الجميلة كلاما ولحنا ولا تؤذي الأذن أو الذوق الفني للجمهور.
وحول اللون الغنائي الذي يفضل تقديمه يوضح المغني الشاب أنه لا يوجد لون غنائي معين يركز عليه فهو شغوف بسماع وغناء وتعلم كل ألوان الغناء لافتا إلى أنه في الحفلات التي قدمها تعمد التنويع بين الأغاني المقدمة للجمهور الذي أعجب بها.
ويعكف منصور حاليا على التحضير لبعض الحفلات والأعمال الغنائية القريبة ويقول إن ما ينقصني كفنان سوري شاب هو أن تكون بلدي بخير كي أستطيع تقديم الأغاني التي أحب لأهلي وناسي مبينا أنه على الرغم من أنه سافر للخارج لإكمال دراسته الموسيقية الأكاديمية إلا أن روحه ظلت في وطنه سورية آملا بالعودة لتكون انطلاقته الحقيقية منها والفرح يملأ ربوعها.
وعن مشاركته مؤخرا في مهرجان الموسيقا العالمية من أجل السلام في سورية إلى جانب عدد من العازفين الموسيقيين السوريين الشباب يقول قدمنا في هذا المهرجان أغاني من التراث السوري والعربي بمرافقة أوركسترا شباب بريمن الألمانية وغنيت وصليت بصوتي حتى يعم السلام في سورية وكل أنحاء العالم بصحبة أصدقاء موسيقيين سوريين قدموا ما لديهم بروح واحدة للجمهور الألماني الذي أعجب بهم وبفنهم وصفق لهم طويلا.
ويعبر منصور المقيم في ألمانيا عن فخره واعتزازه بانتمائه للمعهد العالي للموسيقا ويرى أن طلاب المعهد ينقصهم في هذا الوقت المزيد من دعم المؤسسات الثقافية والفنية والإعلامية الرسمية لهم مع ضرورة توافر شركات انتاج فنية لدعمهم مشيرا إلى ضرورة قيام إدارة المعهد والقائمين على الشان الثقافي والموسيقي بوضع مشاريع “تقرأ الظروف الحالية وتقترب من واقع الطلاب وهمومهم وتجد حلولا لها بطريقة تسد الثغرات وتحافظ على كوادر المعهد التدريسية وعلى الطلاب بذات الوقت بعيدا عن المزاجية والتفرد والتخبط في اتخاذ القرارات وتنفيذها”.
ويعتبر الفنان الشاب أن ما ينقص المغنين السوريين الشباب هو توفر وسائل إعلام تسوق لهم في سورية والوطن العربي ببرامج مدروسة تحقق متابعة جماهيرية عالية إلى جانب أهمية وجود شركات إنتاج فنية وثقافية تدعم التجارب الموسيقية والغنائية الجادة وتمهد لها الطريق للوصول للناس.
وعن تواجد الأغنية السورية يقول منصور إن هناك أغنية سورية ومدارس غنائية منوعة لدينا منذ زمن طويل وسوف تبقى ممتدة إلى أجيال … أما حاليا فالأصوات السورية حاضرة وبقوة على الساحة الفنية العربية ولكن دون أغنية سورية وهذا يعود لعدم وجود مشاريع جادة لتجديد التراث الغنائي السوري وتقديمه للعالم بقوالب حديثة كما أنه لا يوجد لدينا كم من كتاب الأغنية السورية المميزين فاغلب شعرائنا اليوم يكتبون باللهجة اللبنانية ولا يقدمون لهجتنا السورية المحببة إضافة إلى “تقصير القائمين على الموسيقا والفن في سورية في مجال دعم إنتاج الأغنية السورية وتسويقها للعالم عبر دعم الكتاب والموسيقيين والمغنيين”.
ويتابع.. إن هناك حاجة لتحتل الثقافة والفن المكانة التي تستحقها لدينا كباقي الدول المتطورة وهذا يأتي عبر وعي المؤسسة الثقافية الرسمية لأهمية الموسيقا في الارتقاء بالمجتمع ودعم الموسيقيين السوريين ليستمروا بالعمل والاجتهاد في تقديم الجديد في الموسيقا والبقاء في الوطن حتى لا يغادروه بحثا عن فرص عمل تحقق لهم المستوى المادي الذي يطمحون إليه.
ويعبر الفنان الشاب منصور في ختام حديثه عن تفاؤله بمستقبل سورية ليس فقط على الصعيد الموسيقي وإنما على جميع الأصعدة إيمانا منه بقدرة الإنسان السوري ويقول إن الموسيقيين والمغنيين السوريين في كل مكان يعملون من أجل وطنهم وهم أينما وجدوا الأكثر تميزا عن غيرهم فهم ينتمون لوطن أول أبجدية وأول نوتة موسيقية مكتوبة في التاريخ.
والفنان غيث منصور درس الغناء الشرقي في المعهد العالي للموسيقا وهو كاتب وملحن وفي رصيده العديد من الأغاني وعضو في أوركسترا ورق وتريو سول وعضو في الأوركسترا الوطنية للموسيقا العربية وشارك بالعديد من الحفلات في دار أوبرا دمشق وعضو في كورال المعهد العالي للموسيقا كما أقام عدة حفلات في دول عربية وأوروبية وعمل مع العديد من الأسماء الموسيقية والمسرحية المهمة في سورية والوطن العربي.
محمد سمير طحان