صنعاء-نواكشوط-سانا
تواصلت الليلة الماضية الغارات التي تشنها طائرات سعودية على مدن يمنية عدة ما أدى إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى.
وقالت وزارة الداخلية اليمنية في بيان لها نقلته وكالة الأنباء اليمنية سبأ إن “حصيلة العدوان الذي تقوده السعودية بالتعاون مع دول خليجية وعربية ضد اليمن في العاصمة صنعاء وصلت إلى 24 قتيلا إضافة إلى إصابة 43 آخرين معظمهم من الأطفال والنساء المدنيين إلى جانب هدم 14 منزلا على ساكنيها”.
وأشار البيان إلى أن من ضمن القتلى الـ 24 خمسة من أفراد اللواء الثاني طيران وشرطة الدوريات وأمن الطرق فيما بقية القتلى والمصابين من المدنيين.
من جهة ثانية أعلنت القوات الاميركية أنها انقذت الليلة قبل الماضية طيارين سعوديين من مياه خليج عدن بعد تحطم طائرتهما الحربية من طراز اف 15 قبالة سواحل اليمن.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية قوله إن “وحدات عسكرية أميركية من القيادة العسكرية الأميركية الوسطى “سنتكوم” والقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا “أفريكوم” انقذت الليلة قبل الماضية طيارين سعوديين اثنين من المياه الدولية في خليج عدن” مشيرا إلى أن “عملية الإنقاذ تمت بناء على طلب السعودية وأن الطيارين سالمان”.
وأكد مصدر في البيت الأبيض أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز “شكر الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما أمس على انقاذ الطيارين”.
وأوضح المسؤول أن عملية انقاذ الطيارين نفذتها مروحية انطلقت من جيبوتي.
بدورها أكدت السلطات السعودية أن الطيارين أنقذا “بالتعاون مع الجانب الأميركي” مشيرة إلى أن “الحادث نجم عن إصابة الطائرة بعطل فني” على حد وصفها.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية “واس” عن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع قوله إن “طائرة من نوع اف 15 اس أصيبت بعطل فني مساء أمس وهي فوق البحر الأحمر ما اضطر الطيارين لاستخدام مقاعد النجاة حيث تم انقاذهما بالتعاون مع الجانب الأميركي”.
على صعيد آخر نفت سفارة باكستان بصنعاء “المزاعم والشائعات التي روجت لها بعض وسائل الإعلام حول مشاركة باكستان في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد اليمن”.
وأكد بيان توضيحي صادر عن السفارة نقلته وكالة الأنباء اليمنية أن “باكستان تفاجأت من إدراج اسمها ضمن قائمة الدول المشاركة في الغارات الجوية على صنعاء وغيرها من المدن”.
وقال السفير الباكستاني في اليمن عرفان يوسف شامي في تصريحات صحفية “إن وسائل الإعلام الدولية والإقليمية عملت على سرد معلومات مضللة في تقاريرها والتي تضمنت في طياتها أن الطائرات الباكستانية شاركت في الغارات الجوية التي شنتها قوات تحالف دول مجلس التعاون الخليجي ضد اليمن في وقت مبكر من صباح الخميس الماضي” مشيرا إلى أن باكستان لم ترسل أي طائرات للمشاركة في هذه الضربات الجوية.
ودعا شامي جميع الأطراف السياسية في اليمن إلى النظر في الحوار كأولوية قصوى لتحقيق السلام والاستقرار.
مسؤولون إيرانيون يدينون بشدة “العمل العسكري” ضد اليمن
من جهته أدان رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني بشدة “العمل العسكري” ضد اليمن مشيرا إلى أن “اللعب بالنار” لن ينتج سوى تفاقم أوضاع المنطقة وانعدام الأمن فيها ومقتل عشرات المدنيين.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية اليوم عن رفسنجاني قوله “نأسف لأن بعض الدول العربية بقيادة نظام ال سعود ارتكبت أخطاء سافرة وخطيرة من خلال شن غارات جوية عمياء وعشوائية على الشعب اليمني في محاولة لإركاعه في الوقت الذي ترفض فيه ذات الدول مواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي الذي يستهدف حياة الناس وأمنهم في العراق وسورية”.
وانتقد مواقف بعض الدول العربية إزاء الكيان الإسرائيلي الغاصب وقال “إن زعماء هذه الدول توحدوا ضد دولة إسلامية في المنطقة في حين أنهم عاجزون عن القيام بأدنى عمل عسكري فاعل ضد الكيان الصيهوني المحتل”.
وشدد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران على أن إرادة الشعوب وعزيمتها هي المهمة والفاعلة في المعارك والنضال لا الغارات الجوية حيث أن دحر تنظيم “داعش” الإرهابي في العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات “الشعبية والثورية” في المدن العراقية والسورية أوضح مثال على ذلك معربا عن أمله بأن يحول مسؤولو الدول العربية في ظل التحلي بالحكمة والعقلانية دون اندلاع الأزمات الإقليمية واستمرارها وألا يسمحوا بأن تتحول المناطق الغنية بالنفط وخاصة في البحر الأحمر إلى مناطق متدهورة أمنيا وفرض التوتر وأزمات جديدة على المنطقة والعالم لأن هذه الدول قد بدأت تحركات خطيرة غير محسوبة.
من جهة أخرى نوه رفسنجاني بالجهود التي يبذلها الفريق النووي الإيراني المفاوض في مدينة لوزان بسويسرا مركدا أن أعضاء هذا الفريق يدافعون عن الحقوق المشروعة للشعب الإيراني في مجال النشاطات النووية بمنتهى الدقة والجهد.
يذكر أن إيران تجري حاليا مفاوضات نووية مع المجموعة السداسية الدولية فى مدينة لوزان السويسرية للتوصل إلى اتفاق نهائي حول الملف النووي الإيراني.
بدوره قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني اسماعيل كوثري أن مجلس الأمن الدولي هو الذي شجع “العدوان السعودي السافر” ضد اليمن محذرا في نفس الوقت نظام آل سعود من أن تداعيات العدوان سترتد عليه.
وأضاف كوثري في تصريح له اليوم “إنه ينبغي التشكيك بمنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي اللذين يدعيان بأنهما يمكنهما إدارة العالم من خلال حق النقض “الفيتو” لأنهما ليسا فقط لا يشعران بالحساسية تجاه العدوان السعودي على اليمن بل يعتبران مشجعين لهذا العدوان الذي تشنه السعودية بمساندة عدد من الدول الأخرى ضد اليمن”.
ورأى كوثري أن وقوف أدعياء الديمقراطية مثل أميركا وأوروبا بوجه ثورة الشعب اليمني يثير الشكوك إزاء مكانتهما في الأمم المتحدة ومجلس الأمن مؤكدا أن الشعوب أصبحت واعية ومدركة لحقيقة هؤلاء الذين يريدون إدارة العالم بهذه الطريقة.
وأكد عضو مجلس الشورى الإيراني أن مشاركة أميركا وأوروبا وفرنسا وبريطانيا والكيان الصهيوني وعدد من الدول العربية الأخرى للنظام السعودي في شن عدوانه على اليمن لشعورهم بأن عملاءهم اصبحوا غير قادرين على البقاء في السلطة.
من جهته قال المستشار الأعلى لممثل قائد الثورة الإسلامية في الحرس الثوري الإيراني العميد يد الله جواني “إن ردة فعل الأمريكيين إزاء العدوان السعودي على اليمن تثبت أن السعودية قد هاجمت اليمن نيابة عن أمريكا والكيان الصهيوني”.
وأضاف جواني في تصريح له اليوم “إذا تم التدقيق في جذور الأحداث والتطورات التي تشهدها المنطقة نرى بأن الولايات المتحدة هي من تقف خلف هذه الأحداث وهي تسعى إلى خلق الأزمات لكي تستمر تدخلاتها وسيطرتها على منطقة غرب آسيا”.
وأشار جواني إلى أن نظام آل سعود لديه علاقات وثيقة مع نظام الهيمنة العالمي وتتبع سياساته ومن الطبيعي أن نرى مثل هذه السياسة السعودية إزاء الثورات الشعبية التي تشهدها المنطقة.
كما أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان دعم إيران لتعزيز المسيرة السياسية والعودة للحوار الوطني في اليمن واصفا التدخل العسكري السعودي في اليمن بأنه خطأ استراتيجي وإجراء مرفوض.
وذكرت وسائل الإعلام الايرانية اليوم أن عبد اللهيان حذر السعودية من الاعتماد على الدعم الاميركي في اتخاذ الاجراءات العسكرية في اليمن وقال لقد كان المتوقع ان يواجه القادة السعوديون الجدد التطورات الجديدة في اليمن بلغة السياسة والتكريم والسلام لذا فمن غير المقبول ان يبادروا الى تدمير البنية التحتية والعدوان على الشعب اليمني بدلا من التصدي للإرهابيين.
وأعرب عبد اللهيان عن أسفه لأن تداعيات هذا “العدوان السعودي” ستعود بالضرر على المنطقة والعالم الاسلامي مضيفا انه يجب على الرياض ألا تنسى أن الوجود العسكري السعودي في البحرين قد أدى الى المزيد من تعقيد المشكلة واستمرار الأزمة وما زالت الأوضاع في البحرين غير مستقرة.
وكان عبد اللهيان أكد في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو مؤخرا ان القصف الجوي لليمن انتهاك لسيادة هذا البلد وسلامة أراضيه مؤكدا ان إيران تدين بحزم التدخل الخارجي في اليمن وتدعو الى وقف “العمليات الحربية” على الفور وعودة الأطراف اليمنية إلى الحوار الوطني.
أحزاب موريتانية تدين العملية العسكرية التي يقودها نظام آل سعود ضد اليمن
وأدانت عدة أحزاب موريتانية العملية العسكرية التي يقودها نظام آل سعود ضد اليمن.
وقالت الأحزاب في بيان لها “نعلن إدانتنا وشجبنا واستنكارنا لهذا العمل الإرهابي الذي يقوده نظام آل سعود ضد الشقيقة اليمن وجيشها وشعبها” مضيفة إن “صدور هذا العدوان من عواصم عربية مثل ما حدث بالأمس ضد العراق وليبيا وسورية يكشف أن المؤامرة على الأمة وديمومة الاحتلال لفلسطين هو من مسؤوليات هذه الأنظمة العميلة للمشروع الصهيوأمريكي الساعي لتدمير منطقتنا العربية والإسلامية وزرع الفتنة المذهبية والطائفية داخل الجسم العربي الواحد”.
وحذر البيان “الشعب العربي من محيطه إلى خليجه من أنه حان الوقت لوضع حد لغي نظام آل سعود ونهجهم الإجرامي بحق أمتنا ولسعيهم الدائم لتفتيت هذه الأمة والعدوان بالوكالة عن الكيان الصهيوني وحلفائه” مستنكرا مشاركة النظم العميلة اللاهثة “وراء رشوة آل سعود لمشاركتهم في عدوانهم الإرهابي ضد اليمن”.
وأكدت الأحزاب في بيانها وقوفها إلى جانب الشعب اليمني الشقيق في مواجهة “عدوان آل سعود وحلفهم الإجرامي الإرهابي المعادي لأمتنا” وحقه في الوجود الحر والمستقل الآمن مطالبين الشعب الموريتاني بالوقوف الى جانب أشقائه وجذوره التاريخية في اليمن.
والاحزاب الموريتانية المنددة بالعملية العسكرية على اليمن هي الحزب الديمقراطي الاشتراكي والتجمع من أجل الوحدة “مجد” والحزب الوحدوي الديمقراطي الاشتراكي والحزب الموريتاني للتجديد والتجمع الشعبي.
وكانت طائرات سعودية وخليجية بدات يوم الخميس الماضي غارات جوية على اليمن مستهدفة عدة مواقع ما ادى الى مقتل وجرح عشرات الاشخاص.
يذكر أن الطيران السعودى جدد مساء أمس قصفه لعدة مواقع ضمن الأراضى اليمنية.