الشريط الإخباري

(بيت الحكايا).. ورشة لتطوير إبداعات ومواهب الأطفال واليافعين في السويداء

السويداء-سانا

المناقشة والحوار وتبادل الأفكار والاستفادة من الملاحظات وتعزيز جرأة الأطفال واليافعين للتعبير عما يجول في خواطرهم، والعمل بروح الفريق الواحد وسط أجواء من المحبة، مواضيع ميزت ورشة بيت الحكايا في مدينة شهبا بالسويداء التي تحتضن إبداعات العديد من المواهب الأدبية والفنية وتعمل على تنميتها.

الورشة انطلقت بمبادرة من المعلمتين المتقاعدتين منتها ناصيف وسهام عامر صيف 2018 بالاستفادة من خبرتهما بالتعامل مع الأطفال كمعلمتي صف خلال الفترة الماضية، وخضوعهما لدورات تدريبية على مدار سنتين لتؤسسا بيت الحكايا الذي كانت فكرته تستهويهما منذ طفولتهما بحيث جاء –كما ذكرتا- في ظروف الحرب بهدف تقديم شيء للطفل ضمن مكان آمن ودافئ يبعده عن الواقع الصعب الذي يعيشه وبعيداً عن الأنماط التقليدية المتبعة في أي ورشة تدريبية.

ويمكن للطفل أو اليافع بالورشة المشاركة في أحد المجالات الثلاثة فيها وتشمل (فن الحكاية وكتابة القصة والمسرح بشقيه مسرح العرائس أو المسرح التفاعلي) ما يفتح الأفق أمامهم للتعبير عن مواهبهم كما يرغبون.

ويستقبل بيت الحكايا الأطفال من عمر ست سنوات وصولاً إلى 18 سنة بحيث يتراوح عدد المنضمين إليه بين 50 و60 موهبة يجتمعون في أوقات محددة ليقدم كل منهم حكايته أو يتلو قصته التي كتبها وتتم مناقشتها أو يتدربون بالمسرح ويتشاركون بتصنيع الدمى المخصصة للعرض.

نتاجات عديدة لورشة بيت الحكايا تضمنت وفقا للمعلمتين إصدار مجموعة قصصية بعنوان (حلم وحكايا) صادرة عن أحد دور النشر وتتضمن 19 قصة كتبها الأطفال واليافعون، ومجموعة ثانية حالياً قيد التجهيز للطباعة من قبل وزارة الثقافة وتتضمن 23 قصة، كما عرضت الورشة مسرحيتين بعنوان (البيت وحلم) و(حكايا) وأمسية قصصية في المركز الثقافي بمدينة شهبا كما تُحضر حالياً لأمسية في قصر الثقافة بالسويداء.

وذكرت المعلمتان ناصيف وعامر أنه تم التعاقد مؤخراً مع مديرية ثقافة الطفل بوزارة الثقافة لطباعة المجموعات القصصية الصادرة عن بيت الحكايا لمدة خمس سنوات إضافة للاتفاق مع مجلة أسامة لنشر أعمال الأطفال مشيرتين إلى أن بيت الحكايا لا يعتمد على أي تمويل إنما يستند لجهود فريق العمل فيه إضافة إلى قسط رمزي يدفعه الأهالي لزوم دفع إيجار المكان ونفقات المواد التي يحتاجونها للعمل.

الدخول إلى بيت الحكايا يشبه الدخول إلى بيت العائلة الدافئ بحيث يستقبلك المكان بطاقته الإيجابية وروح الطفولة كما يصف أحد أهالي مدينة شهبا خالد باكير ولا سيما مع اختيار موقعه ضمن منزل حجري قديم يُذكر بتراث الأجداد وبمكان يندمج فيه عمل القائمين عليه مع المنضمين إليه بفريق واحد يخدم هدفه كمشروع ثقافي المهم لمنطقة شهبا.

وهذا ما لفتت إليه الطفلة ندى أبو شديد 12 عاماً التي انضمت للورشة منذ إحداثها بتشجيع من والدتها حيث قالت: “بيت الحكايا يجعلني سعيدة ووجدت فيه كل التعاون والاهتمام ونجحت بتعلم كتابة القصة القصيرة والمشاركة بعدد من القصص ضمن المجموعة الصادرة عن الورشة” إضافة للظهور بأعمال مسرحية مع تشجيع شقيقتها الأكبر ليلى التي أصبحت عضواً بالورشة منذ عامين.

ووجدت حلم الخطيب 11 عاماً بالورشة مكاناً لتفريغ طاقتها والتعبير عن أفكارها بالكلام والكتابة وسط أجواء من الفرح التي تعيشها مع كل جلسة تحضرها أو فعالية تشارك بها.

وتحولت مشاركة اليافعتين شمس باكير 16 عاماً وأنجيلا أبو جهجاه 15 عاماً بالورشة من الحضور والكتابة والاستماع الى ممارسة دورهما بتعريف الآخرين بما اكتسبتاه إلى أن أصبحتا ضمن فريق العمل الخاص بالتجهيز للفعاليات.

عمر الطويل

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency