دمشق-سانا
يعد العسل السوري من أجود الأنواع في العالم نظراً لخصائصه الكيميائية والعلاجية وتنوع مراعيه الناتجة عن تسلسل وتعاقب الأزهار بالطبيعة خلال فترات العام، إضافة إلى انخفاض نسبة الرطوبة بالمنطقة.
وحسب المهندس إياد دعبول رئس اتحاد النحالين العرب-فرع سورية فإن دورة إنتاجه تبدأ بأزهار الحمضيات في المنطقة الساحلية، وبعدها ينتقل النحال إلى السهول الداخلية بمنطقة الغاب خلال الشهرين الرابع والخامس لوجود أزهار اليانسون وحبة البركة فيهما، ومن ثم يأتي الربيع المتأخر في المناطق الجبلية، لتتبعها عروة خريفية لزهر الكينا، لينتقل بعدها النحال إلى المناطق الشمالية الشرقية لتوافر أزهار القطن وعباد الشمس، وتأتي مؤخراً أزهار القبار بمنطقة الغاب، ليعود للمنطقة الساحلية لإنتاج عسل الطيون والعجرم في هذا التوقيت من العام.
وعن الصعوبات التي تواجه الإنتاج أوضح دعبول في تصريح على هامش فعاليات المؤتمر الثاني لتقانة الغذاء المقام بجامعة دمشق تحت عنوان (التقانات الحيوية نحو غذاء آمن) أنها تتمثل في الاستعمال العشوائي وغير المنضبط للمبيدات على المزروعات الذي أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من النحل إضافة إلى التغير المناخي كانزياح الفصول والذي سبب خللاً في حياة النحل وارتفاع أجور نقل خلايا النحل وارتفاع أسعار السكر الذي يتغذى عليه النحل في فترة الشتاء ونقص المراعي الطبيعية (الغابات) التي تعرضت للحرائق إضافة إلى صعوبة تصديره نتيجة الحصار الاقتصادي على سورية وعدم استقبال المنتج السوري من بعض الدول العربية التي كانت تشكل أسواقاً رئيسية له.
وحسب دعبول فإنه قبل عام 2011 بلغ عدد خلايا النحل نحو 632 ألف خلية تنتج أكثر من 3200 طن، لتتراجع بعدها نتيجة التخريب المتعمد للخلايا لتصبح نحو 200 ألف خلية، ومن ثم تبدأ مرحلة التعافي في عام 2016 بالتدخل الايجابي من جميع الجهات المعنية ذات الصلة في سورية حيث تم توزيع أعداد من خلايا النحل على المربيين الذين فقدوا عدداً كبيراً من خلاياهم ليزداد عدد الخلايا حتى العام الحالي إلى أكثر من400 ألف خلية نحل بكمية إنتاج تبلغ 2000 طن تستهلك سورية منها نحو 1500 طن والباقي يخزن أو يتم تصديره إلى الدول المجاورة.
وأشار دعبول إلى أنه يمكن الحصول على شهادة المنشأ من غرفة الزراعة وشهادة الجودة من مخابر وزارة الزراعة التي تقوم بفحص العينات، وإذا كانت العينة للتصدير فهي مدفوعة الأجور.
من جهتها كشفت المهندسة إيمان علي مسؤول القسم الفني في فرع سورية لاتحاد النحالين العرب فرع سورية أنه ستتم إقامة مهرجان العسل الرابع خلال الشهر القادم بمشاركة عربية ومحلية، لافتة إلى أهمية إقامة المعارض لنشر ثقافة النحل والعسل وإيجاد قناة اتصال مباشرة بين النحال والمستهلك ومساعدة النحالين على تصريف منتجاتهم والتوعية بأنواع العسل وفوائده ،ولخلق ثقة بين النحال والمستهلك كون العسل الأصلي لا يمكن تمييزه الا بالتحليل المخبري، والتأكيد على استمرارية العمل كاتحاد ونحالين.
وأشارت علي إلى دور الاتحاد في تقديم الخبرة للنحالين من خلال المشاريع التي تقام وتوزيع خلايا النحل بالتعاون مع المنظمات الدولية داخل سورية وإقامة المعارض إضافة إلى الدورات المختصة لمعالجة أمراض النحل.
وفي السياق تحدث النحال المهندس عبد الرحمن قرنفلة عن مشروعه بإنتاج العسل الذي يتضمن 35 خلية تؤمن دخلاً جيداً لست عائلات إضافة إلى آخرين يرتبط عملهم باستخلاص العسل ومنتجاته التي تعد مادة أولية للتصنيع الغذائي وهي العكبر وسم النحل والغذاء الملكي وغبار الطلع إضافة إلى الشمع، مطالباً بتأسيس شركة لتصريف منتجات خلية النحل.
ويفيد النحل في عملية تلقيح الأزهار داخل المراعي ما يزيد من إنتاج الثمار بجودة عالية بنسبة تتراوح بين 30 و80 بالمئة، ويبلغ سعر الكيلوغرام الواحد وسطياً بين 40 و50 ألف ليرة ويصل في بعض الأنواع كالسدر البلدي إلى أكثر من 90 ألف ليرة.
علياء حشمه وأمجد الصباغ
نشرة سانا الاقتصادية
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency