شابة تتجاوز إعاقتها السمعية لتبحر في عالم البورتريه

طرطوس-سانا

لم تكترث الشابة غوى علي من حي رأس الشغري بطرطوس للإعاقة السمعية التي ولدت معها، بل طورت موهبتها الفنية بمجال الرسم، وهي تسعى وتبحث بشكل متواصل عن كل جديد فيما يتعلق بهذا الفن وخاصة البورتريه لتصنع لنفسها حيزاً خاصاً بها تفرغ فيه طاقتها وإمكانياتها الإبداعية، وتنطلق إلى الغد بكل ثقة وحب.

علي 20 عاماً وهي خريجة معهد رسم أوضحت في حديثها لنشرة سانا الشبابية أنها تميل لفن البورتريه وكثيراً ما تركز على ملامح الوجه والعيون وتجذبها الألوان الهادئة، إضافة إلى المناظر الطبيعية حيث تطلق العنان لريشتها وألوانها لترسم كل ما يدور في مخيلتها ضمن ورشتها الصغيرة بمنزلها.

وعن بداية اكتشاف موهبتها، أشارت الى أنها ومنذ طفولتها كانت ترسم انفعالات الوجوه على البيض بطريقة ملفتة للانتباه عندما كانت تجلس مع والدتها في المطبخ، كما كانت تمسك دفتر رسم وقلماً وتنقل الرسومات من القصص والمجلات بكثير من الفضول والحب وبدقة حتى لاحظ والداها شغفها بالرسم وموهبتها وقاما بتشجيعها وتأمين مستلزمات الرسم من دفاتر وألوان وأقلام وغيرها.

صممت علي على تطوير ذاتها من خلال التدريب المستمر واتباع دورات بإشراف نخبة من الفنانين، منهم الفنان الراحل أحمد خليل وغيرهم، حيث لقيت الكثير من الاهتمام والدعم واكتسبت مهارات جديدة، كما أن متابعة تحصيلها العلمي في دراسة معهد الرسم ساعدتها بالاطلاع على مدارس فنية متنوعة تأثرت بها كما اعتمدت على نفسها في البحث عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمتابعة عدة فنانين ما حفزها أكثر على تجريب أشياء مختلفة والاطلاع على تقنيات جديدة في هذا المجال.

وتطمح علي للمشاركة بمعارض فنية أكثر لكونها شاركت في عدة معارض مشتركة منها بالمدرسة والمعهد، داعية كل شخص لديه موهبة بمجال معين إلى عدم إهمالها والاهتمام بها وصقلها بالتعليم المستمر والسعي الذاتي والدائم للتعلم، مؤكدة أن الإعاقة ليست بالجسد بل بطريقة التفكير.

إعاقة علي السمعية لم توقفها عن العمل والمثابرة والاعتماد على الذات، حيث تسلحت بريشتها وألوانها لتواصل تدريس الأطفال في الروضة إلى جانب تلقي طلبات الرسم ونشرها على صفحتها الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي ليشكل ذلك مصدر دخل إضافياً لها حسب تعبيرها.

والدة علي بينت أن ابنتها تعاني منذ طفولتها من إعاقة سمعية ولكنها تمتلك إرادة قوية للتعلم، لذلك حرصت ووالدها على تنمية موهبة الرسم لديها عبر تأمين دفاتر الرسم والألوان لها ومكافأتها بشكل دائم على رسمها لوحات منجزة بدقة وإتقان وبكثير من الصبر والهدوء، إضافة إلى حرصها الدائم على انتقاء ألوان مميزة وتركيزها على تفاصيل صغيرة ساعدتها على تطوير موهبتها وتنميتها.

هيبه سليمان

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

الفنانة التشكيلية فيروز طلي.. أسلوب متفرد في رسم البورتريه والرسم الزيتي

حمص-سانا صنعت الفنانة التشكيلية فيروز طلي من موهبتها عالماً خاصاً أبدعت من خلاله في رسم …