في مطلع كل شمس، وتحت جنح الظلام أيضاً، وأمام عدسات المراسلين والمصورين، وتحت مراقبة الأقمار الصناعية العالمية، والصور الجوية الروسية، تسرق قوات الغزو الأميركي والتركي، ومرتزقتهم الإرهابيون، وأدواتهم الانفصاليون، الثروات من الجزيرة والشمال السوريين، وعلى رأسها النفط، فيُخرج هؤلاء اللصوص يومياً عشرات الصهاريج المحملة بالنفط المسروق باتجاه الأراضي العراقية والتركية، عبر المعابر غير الشرعية، ويبيعون حمولتها للكيان الإسرائيلي وسواه.
وتوثق المصادر الرسمية السورية، وحتى الصادرة عن جهات دولية، أرقاماً صادمة، تقول: إن أكثر من 100 مليار دولار باتت خسائر سورية -المباشرة وغير المباشرة- في قطاع النفط، سواء بسبب سرقته من قوات الاحتلال الأميركي والتركي، وأدواتهما “داعش” و”قسد”، وفصائل الإرهاب الأخرى، أم بسبب تدمير منشآته ونهبها من هؤلاء اللصوص الدوليين.
والمفارقة الصارخة أن هؤلاء اللصوص القادمين تحت ستارات محاربة الإرهاب، ومساعدة الشعب السوري، وإعمار الجزيرة والشمال، يسرقون هذا النفط، ثم يحاضرون علينا وعلى العالم بالأخلاق والإنسانية، بل يسهّلون لأدواتهم الانفصالية كـ”قسد” والمتطرفة كـ”النصرة” السطو على مشتقاته، ثم يدّعون أنهم جاؤوا لحماية ثروات السوريين من الإرهابيين.
وتوثق الأرقام هنا أن “قسد” تبيع لإرهابيي “النصرة” شهرياً أكثر من 160 طناً من تلك المشتقات، وأن قيمة سرقات هذه الميليشيا الانفصالية تتجاوز الـ120 مليون دولار شهرياً، ثم نرى هؤلاء العملاء وهم يسوقون الأكاذيب عن محاربة الإرهاب وحماية حقوق السوري في الجزيرة، ولا ندري ما علاقة تلك “الحقوق” المزعومة بسرقة النفط؟!
والمفارقة التي تحمل في طياتها كل مصطلحات الاستهزاء أن واشنطن تفعل كل تلك الموبقات تحت شعارين، هما مكافحة الإرهاب و”حماية” النفط من الإرهابيين، ولا يدري أحد في العالم أيضاً كيف “تحمي” نفط سورية، والأخيرة لم تطلب منها مثل هذا الأمر؟
ولا يدري أحد من قانونيي العالم وحقوقييه أيضاً كيف تتحدث واشنطن عن عقود “شرعية” لاستخراج النفط وبيعه بين “قسد” وشركاتها الاحتكارية، مع أنها تحتل بشكل سافر الأرض السورية من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن تلك الميليشيا إرهابية وانفصالية وغير شرعية.
هي المفارقة التي تظهر فيها أميركا نفسها وكأنها الملاك الباحث عن حماية حقوق الإنسان، أو كأنها صاحبة الأرض والحق والثروات، وصاحبة القرار السيادي عليها.
وهي المفارقة ذاتها التي تجعل ساكني البيت الأبيض يتاجرون بمآسي السوريين، ويقولون بأنهم جاؤوا لمساعدتهم، في الوقت الذي يحرمونهم من ثرواتهم، ويجعلون الملايين منهم يقفون الليل والنهار للحصول على بضعة ليترات من النفط، الذي استطاعت بعض سفن الحلفاء إيصاله لدولتهم تحت “قوانين” الموت والحصار، وضغوط “قيصر” الإرهابي، وقصف الكيان الغاصب وطائرات العدوان الأميركي.
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgenc