حرب باردة جديدة.. بقلم: منهل إبراهيم

حرب باردة في أوكرانيا بالرغم من شدة سخونة الجبهات، ووقائع تشير إلى حرب عالمية ثالثة تدور رحاها، لكنها ستنتهي عاجلاً أم آجلاً، وسيجلس الجميع على طاولة الأمم المتحدة ليعاد بناء جديد وترتيب مشهد مختلف عن المشهد السابق على الصعيد العالمي، كما حدث في الحروب العالمية السابقة.

العالم يسير نحو التغيير، وهذه المرة ليس دبلوماسياً، بل تحت وقع نيران الحرب المشتعلة في أوكرانيا، حرب باردة، وعويل الغرب من نقص الطاقة، والخوف من شتاء قارس، ويذكر الغرب كم كان أحمقاً حين فرض العقوبات على روسيا وتخلى عن غازها، فالرفاهية في أوروبا مقترنة تماماً كما قال بوتين بالتعاون مع روسيا.

الغرب فرض حالة العداء ضد موسكو، لكن الغالبية العظمى من دول غير غربية رفضت دعم الموقف المعادي لروسيا وعقوبات الغرب الجماعي ضدها، في الوقت نفسه، أبرزت تحولات المشهد السياسي الدولي الأساسية بمزيد من القوة مسوغ التفعيل النوعي لدور دول غير غربية كالصين وإيران، في السعي إلى نظام متعدد الأقطاب.

الأرض الأوكرانية مشتعلة، والأصابع على الزناد من جميع الأطراف، حتى أن الغرب هدد موسكو بطريقة غير مسبوقة من قبل وصلت به لإزالة قواتها عن الوجود في أوكرانيا، ويجب أن يؤخذ في الاعتبار أن المسار الرئيس في مجال الأمن الدولي يسير نحو اختلال حاد ومخيف بسبب الحرب في أوكرانيا، تلك الحرب التي قضت على الحوار والدبلوماسية بفعل سياسات الغرب الانتهازية وأطماعه التي لا حد لها.

توازن النظام السياسي العالمي اختل بشكل مرعب، وبراميل البارود القابلة للانفجار في مناطق مختلفة من العالم تسارعت شراراتها، وأدى كل ذلك لتراجع شعبية الولايات المتحدة في بقاع كثيرة من العالم، وتعزيز القوى الرئيسية الأخرى، وخاصة روسيا والصين، مواقعها، مع زيادة درجة التوتر على الساحة الدولية، وزيادة حدة الاضطرابات بين الدول، بسبب تداعيات الحرب الكارثية التي فرضها الغرب على روسيا في أوكرانيا.

واشنطن وبكل وضوح دمرت نظام السلام والأمن في جميع أنحاء المعمورة، وتسابق من أجل التسلح، وتختزن ترسانة من أسلحة الدمار الشامل، وتثير الأزمات والحروب والصراعات وتغذيها على حساب سيادة الأمن والاستقرار والعدالة بقاع الأرض.

سياسة الغرب المدمرة في المنطقة والعالم بقيادة واشنطن كما يحدث اليوم في أوكرانيا غير مدروسة، وغير محسوبة العواقب، تجاه روسيا وبقية الدول التي تناهض سياسات التخريب، وهي بأفعالها واستعدائها للقوى الكبرى تسرع بالوصول لتشكيل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، بغير قصد منها، سيقلب الطاولة عليها في النهاية رأساً على عقب سياسياً وعسكرياً.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgenc

انظر ايضاً

صفعة غزاوية في الضفة.. بقلم: منهل إبراهيم

لم يكتف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من الصفعة الغزاوية، ولم يكد يستفق بعد من …